قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
ما سبق من نوع «الثوابت» التي اطلع بها بين حين وآخر، عندما أقرأ تعليقات أو أسمع عن مواقف تناقض الحقائق في الشرق الأوسط.
بين هذه الثوابت ان حزب الله لن يتخلى عن سلاحه، والقرار 1559 ليس كلاماً منزلاً، وإنما سبقته عشرات القرارات التي لم تنفذ، من قرار التقسيم 181 الى القرارين 242 و 338 وكل قرار لاحق. وقد أزيد هنا ثابتاً مستجداً هو أن الأسيرين الإسرائيليين لن يطلقا من دون تبادل أسرى (الأمر نفسه ينطبق على حماس وسلاحها وأسيرها)، مع انني لا أستبعد دفع حزب الله الى شمال الليطاني، على بعد حوالى 20 كيلومتراً من الحدود.
حزب الله حركة تحرر وطني، ومثله حماس، في مقابل الحكومة النازية المتطرفة في اسرائيل، غير انني لست هنا لأدافع عن حزب الله، فقد كنت أتمنى لو ان أحداث الأسبوع الماضي كلها لم تقع، ثم انه ليس من حق حزب الله انتزاع قرار الحرب من لبنان كله، فهو ليس الغالبية في البلد، وهناك اطراف كثيرة معارضة، ثم انه كان على حزب الله ان يقدر نتائج عمليته العسكرية، وهل هي في مصلحة لبنان
مرة اخرى، لست هنا للدفاع عن أحد، وإنما لعرض حقائق لا تناسب الإسرائيليين والأميركيين وبعض العرب.
بعضنا يرفض الحرب، وهذا حقه، وأنا أرفضها، إلا ان هناك حرباً نتيجتها الفورية أن أكثر الأطراف شعبية في الشارع العربي هي الإسلاميون وسورية وإيران.
الإدارة الأميركية، في المقابل، مسؤولة عن القتل والتدمير الجاري، فتأييدها الأعمى اسرائيل هو الذي أطلق الوحش الإسرائيلي علينا جميعاً، وهو يضر بإسرائيل نفسها لأنه يغذي تطرف جناح إرهابي لا يريد السلام، ولا يمثل غالبية الإسرائيليين، ثم انه يؤذي المصالح الأميركية في المنطقة فأكبر عدو لهذه المصالح هو السياسة الأميركية التي لم تترك للولايات المتحدة صديقاً واحداً، فحيث هناك «اصدقاء» هناك في الواقع زواج مصلحة من النوع الذي لا يمكن ان يستمر.
اما وقد فرغت من حزب الله وبعض العرب وأميركا، فإنني أتوقف عند اسرائيل التي تكذب على نفسها شعباً وحكومة.
اسرائيل لا تتحمل حرباً طويلة، شعبها لا يتحمل مثل هذه الحرب، وسيثور على حكومته على رغم مظاهر الصمود الزائف. وكان ايهود أولمرت بعد ضرب حيفا بالصواريخ هدد بعواقب كبرى، فركزت وسائل الإعلام على هذه العبارة، إلا انه قال شيئاً أهم في رأيي تجاوزه الجميع هو تأكيده ان الشعب والجيش في اسرائيل يؤيدان العمليات العسكرية، وأرى هذه الكلمات «فرويدية» الوقع لأن أولمرت يعرف في قرارة نفسه ان الإسرائيليين لا يتحملون حرباً طويلة، لذلك فهو يركز على رد الفعل الأوّلي التلقائي قبل ان يبدأ التذمر.
يوم الأحد تلقيت الجزء الأول من ترجمة الصحف الإسرائيلية، وقرأت في «معاريف» و «يديعوت احرونوت» ان حزب الله هزم، ثم تلقيت الجزء الثاني فإذا به يبدأ بضرب حزب الله حيفا بالصواريخ، وتكررت هزيمة حزب الله الاثنين، فإذا بصواريخه تصل الى العفولة على بعد 50 كيلومتراً من حدود لبنان.
والكذب على الناس وعلى النفس يرافقه فجور سياسي، فإسرائيل تقول انها تريد هزم حزب الله، إلا ان اكثر عمليات في لبنان يستهدف مدنيين ومرافق حيوية لا علاقة لها بحزب الله، فالموضوع ليس الإرهاب الذي اجد اسرائيل أمه وأباه، وإنما أحقاد وأمراض وعقد، لأن لبنان هو المنافس الأقوى لإسرائيل في المنطقة، وهو الوجه الحضاري للأمة ورئتها.
هذا ايضاً من «ثوابت» المنطقة، فإسرائيل تدمر الجسور ومحطات الكهرباء إلا أن هذه سيعاد بناؤها، وسيبقى لبنان واللبنانيون شوكة في خاصرتها، لأن البلد وشعبه أرقى من اسرائيل والإسرائيليين، وأنقى تاريخاً وأعمق حضارة، وحتماً أكثر شعبية حول العالم.
اليوم الأخبار من اسرائيل انها بحاجة الى أسبوع آخر لتقضي على قدرات حزب الله، وليصبح في الإمكان وقف إطلاق النار، وإقامة منطقة عازلة تسيطر عليها قوات سلام دولية، غير ان حزب الله لن يهزم في اسبوع أو اسبوعين، وإنما هو كذب على النفس والعالم، أو تمهيد لحفظ ماء الوجه بعد القول ان العمليات لن تتوقف حتى يفرج عن الجنديين اللذين أصر مرة أخرى انهما لن يخرجا من دون تبادل اسرى.
وبعد،
كنت وصلت مع اسرتي الى فرنسا في إجازة عندما خطف الجنديان وبدأ القتال فكتبت من الفندق تعليقاً قبل ان أعود في اليوم التالي الى مقر عملي في لندن. وقلت في ذلك التعليق حرفياً «ورد حزب الله وحلفائه وأنصاره لن يقف عند حدود لبنان بعد ان تجاوزت اسرائيل الحدود»، وايضاً تعليقاً على تدمير محطات الكهرباء والجسور «فإذا رد الطرف الثاني غداً بعملية ضد مصفاة حيفا عاد الحديث عن الإرهاب من دون ان يرى (الطرف الإسرائيلي) انه بدأ هذا النوع من الإرهاب ويتحمل مسؤوليته كاملة».
ولم تمض ايام حتى كان آية الله علي خامنئي والرئيس احمدي نجاد والزعيم الشاب مقتدى الصدر ينتصرون لحزب الله ويتعهدون بنصرته، ما يعني ان يدفع الأميركيون الثمن في العراق وحوله، وحتى كان حزب الله يصيب حيفا بصواريخ لا بد انها كانت موجهة الى المصفاة كما هدد السيد حسن نصر الله بعد ذلك. وهذا ثابت آخر، فأميركا وإسرائيل لا تتحملان توسيع رقعة المواجهة.
هل يعقل انني في إجازتي أعرف ما لا تعرفه استخبارات أميركا وإسرائيل؟ لا أعتقد ذلك، ولكن النازية الإسرائيلية والكذب على النفس وعلى العالم وممارسة الإرهاب مع رفع الصوت عالياً بالشكوى منه، أوصلنا جميعاً الى هذا الدرك من القتل والتدمير المتبادل والذي سيستمر طالما ان في إسرائيل حكومة إرهابية نازية التصرفات، وطالما ان الإدارة الأميركية تعتبر خطف جنديين في عملية عسكرية خالصة إرهاباً، وقتل عشرات النساء والأطفال عمداً، وتدمير محطات الكهرباء والجسور «دفاعاً عن النفس».