قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
ما تقوم به “إسرائيل” من أعمال همجية ضد لبنان واللبنانيين منذ 12 يوليو/ تموز ،2006 يقدم الدليل القاطع على أن ذريعة خطف الجنديين قد سقطت بالكامل، وهي ساقطة أصلا عند من يتابع سياسة “إسرائيل” ويعرف نواياها التوسعية على حساب لبنان وبقية دول الجوار. وهي لم تقدم على حربها التدميرية ضد البنى التحتية في لبنان إلا بعد ما نالت مباركة الولايات المتحدة الأمريكية، وضمنت عدم تحرك الدول الكبرى ضدها في مجلس الأمن، وتأكدت من صمت عدد من الأنظمة العربية المطبق، والذي وصل إلى حدود التبرير. يضاف إلى ذلك أن الشارع العربي الذي تم إخضاعه بصورة مبرمجة عبر القمع الدائم بات عاجزاً عن التحرك. أما آلاف المثقفين الثوريين، من العرب وغير العرب، فقد لاذوا بالصمت أو اكتفوا بإصدار بيانات الإدانة والشجب والاستنكار التي لم تعد تنفع. فالآلة العسكرية “الإسرائيلية” تشكل الأداة الضاربة لتنفيذ المشروع الأمريكي المعروف باسم “الشرق الأوسط الكبير”، والذي تم التحضير له منذ سنوات طويلة. في هذا المجال، لا بد من الإجابة عن عدد من التساؤلات المنهجية الكثيرة حول إعلان الحرب “الإسرائيلية” على فلسطين ولبنان في آن. ونكتفي هنا بالإشارة إلى اثنين منها: لماذا التوقيت الآن؟ ولماذا غزة ولبنان؟
يبدو أن التحالف الأمريكي “الإسرائيلي” يعتبر أن التوقيت الآن لخوض المعركة ملائم جدا، لا بل لم يعد يحتمل التأجيل لأسباب عدة أبرزها:
1- التفكك العربي الآن في أقصى مداه، بحيث لم تعد الدول العربية قادرة على عقد مؤتمر للقمة. وفي حال اجتمع وزراء الخارجية العرب فإن النتائج الهزيلة معروفة سلفاً بحيث تطغى الخلافات الجانبية والمماحكات اللفظية على جوهر القضايا المطروحة، وينتهي الاجتماع من دون قرارات من أي نوع كان، وأحيانا من دون إصدار بيان شكلي.
2- “إسرائيل” في حالة إرباك واضحة بسبب غياب القيادة السياسية القوية، والتلبك في طرح المشاريع المستقبلية التي ظهر فشلها شبه الكامل. وبدأ المواطن “الإسرائيلي” يطرح بحدة سؤال المصير ومستقبل الدولة الصهيونية في منطقة معادية بالكامل. فمشروع الجدار العازل فاشل جدا لأنه لا يقدم الحماية ل “اسرائيل” وشعبها من جهة، ويعيد التذكير بذهنية “الغيتو” أو الانغلاق الذي عانى منه اليهود طوال تاريخهم. كما أن الانسحاب من لبنان ومن غزة لم يحصن أمن “إسرائيل” بقدر ما زاد من قدرة القوى العربية الشعبية على محاصرتها والاستعداد العسكري لتوجيه ضربات موجعة في عمق الدولة “الإسرائيلية”، مما أدخل الرعب من المصير المظلم لدى سكانها.
3- سياسة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية تعاني مشكلات حادة في العراق لا أمل بالخروج قريباً منها. وهي تفضل الاستمرار في سياسة الحرب إلى الأمام وخوض معارك عسكرية جديدة. ولا تقبل أبداً بالتراجع أو الاعتراف بالهزيمة خوفاً من الانعكاسات السلبية المرتقبة في الانتخابات الأمريكية. ولم يعد لدى بوش ما يخسره سوى المزيد من الفشل في ولايته الثانية.
4- الأزمة النووية في إيران مرشحة لمزيد من التعقيد في الأيام المقبلة. وليس ما يؤكد اتفاق الدول الكبرى في مجلس الأمن على معاقبة إيران بسبب إصرارها على امتلاك السلاح النووي الذي قد يتسرب إلى أيدي حلفائها، خاصة “حماس” في فلسطين، و”حزب الله” في لبنان.
أما لجهة توقيت الحرب في هذه المرحلة بالذات، فهناك معطيات دقيقة تؤكد أن الخيارات غير العسكرية لدى “إسرائيل” باتت شبه معدومة لأسباب عدة:
1- الانتخابات الديمقراطية والنزيهة جدا التي أجريت في غزة، وبمراقبة أمريكية وأوروبية ودولية مباشرة، قدمت الدليل على تحول كبير لدى الفلسطينيين باتجاه سياسة المقاومة ورفض التنازلات المجانية والمساومات التي دأبت منظمة التحرير الفلسطينية على تقديمها بصورة غير مبررة، علما أن نتائجها الوطنية والقومية أصبحت كارثية على المجتمع الفلسطيني، داخل أرض فلسطين وفي مناطق الشتات. فكان التوجه الكبير نحو حماس والمنظمات الفلسطينية المقاتلة لضمان أمن ومصير الشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولته المستقلة على أرضه. وحين عجزت الضغوط الخارجية، الأمريكية منها والأوروبية والعربية، عن إلزام حماس بنزع سلاحها، والاعتراف ب “إسرائيل” من دون أي مقابل سوى السماح لها بممارسة السلطة تحت رقابة “إسرائيلية”، بات خيار ضرب البنى التحتية للمقاومة في فلسطين ولبنان هو الخيار “الإسرائيلي” شبه الوحيد.
2- نتائج الحوار اللبناني اللبناني لنزع سلاح “ حزب الله” وفق مضمون قرار مجلس الأمن رقم ،1559 جاءت مخيبة لآمال التحالف الأمريكي الأوروبي “الإسرائيلي”. فقد أصر الحزب وحلفاؤه في لبنان، من داخل الحكومة وخارجها، على مناقشة استراتيجية بديلة لضمان أمن لبنان من اعتداء “إسرائيلي” مرتقب في أية لحظة، وعلى عدم التفريط بسلاح المقاومة لأي سبب كان لأنه سلاح وطني أجبر “إسرائيل” على الانسحاب من لبنان من دون قيد أو شرط في عام 2000. كما أن صيغة التعاون بين الجيش الوطني وسلاح المقاومة ضمنت أمن حدود لبنان الجنوبية بشكل ممتاز طوال السنوات الست الماضية التي أعقبت التحرير. فالجيش اللبناني عاجز عن ضمان أمن لبنان بمفرده لنقص فادح في معداته العسكرية وقدراته اللوجستية. ولم تقدم له الولايات المتحدة أي مساعدات عسكرية نوعية لردع “إسرائيل” طوال الفترة الماضية. وهي تريد إعادة توجيهه وفك ارتباطه بالمقاومة، مع التركيز على مقولة “لبنان أولاً” والتي تذكر بمقولة “حياد لبنان” في الصراع العربي “الإسرائيلي” التي ثبت فشلها.
يتضح من ذلك أن خيار القيادة العسكرية “الإسرائيلية” كان واضحا بإعلان الحرب على كل أشكال المقاومة العسكرية ضد “إسرائيل”، والهدف منها تغيير جميع المعادلات على الأرض لإيجاد وقائع جديدة تعيد تجديد المشروع الصهيوني بعد ما تلقى ضربة كبيرة بالانسحاب من لبنان، وضربة إضافية بالانسحاب من غزة. وليست القيادة السياسية “الإسرائيلية” الجديدة سوى أداة طيعة بيد صقور القيادة العسكرية التي أعلنت حرباً شاملة على لبنان، ولا تقبل بوقف إطلاق النار إلا بعد أن ينفذ لبنان الشروط “الإسرائيلية” كاملة وهي: عودة الجنديين “الإسرائيليين” الأسيرين عند حزب الله سالمين، ونزع سلاح حزب الله وإبعاده نهائيا إلى وما وراء نهر الليطاني، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559 الذي يقضي بنزع سلاح “حزب الله”.
ف “إسرائيل” كانت تنتظر ذريعة ما لتنفذ مشروعاً أمريكياً، برعاية أوروبية، وبتغطية من الأمم المتحدة، وبتواطؤ من حكومات عربية دأبت على تقديم المزيد من التنازلات للتحالف الأمريكي “الإسرائيلي”. وقد استغلت إلى الحد الأقصى عملية أسر الجنود الثلاثة في غزة ولبنان لتشعل حربا طويلة الأمد تعتمد فيها سياسة القتل الجماعي، والأرض المحروقة والبنى التحتية المدمرة، والتهجير القسري. إنها البربرية في أقصى تجلياتها الدموية. وما يجري على أرض لبنان وفلسطين اليوم يعبر بوضوح قاطع عن معركة قاسية تخوضها القوى الحية لدى الشعوب العربية بعد ما تخلت الحكومات عن مواجهة المشروع الصهيوني.
مستقبل العرب في عصر العولمة يتقرر الآن على أرض لبنان وفلسطين، حيث بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير بتوجيه أمريكي مباشر وبأسلوب بربري “إسرائيلي”.