مليشيا الحوثي تجبر قبائل إب على رفع اعتصامهم في دار سلم بعد تهديدات بفضه بالقوة أبرز المواقع والمناطق التي سيطرة عليها فصائل المعارضة السورية في حلب وإدلب ما انعكاس ما يحدث في سوريا على اليمن.. هل تعود صنعاء كما عادت حلب؟ تفاصيل مروعة عن جريمة قتل فتاة في صنعاء 18شهيدا بغزة والاحتلال ينسف منازل بشمال القطاع وجنوبه ندوة حقوقية في مأرب تسلط الضوء على أوضاع المرأة اليمنية بعد انقلاب الحوثيين تحقيق 42 ألف مستفيد من خدمات الوحدة الصحية في القطاع العاشر بمخيم الجفينة تفاصيل حصيلة 3 أيام من الحرب و الاشتباكات في سوريا الكشف عن أكبر منجم جديد للذهب في العالم قد يقلب الموازين ويغير التاريخ عاجل: المليشيات الحوثية وتهدد بإعتقال مشائخ ووجهاء محافظة إب المعتصمين بدار سلم وتفرض حصارا بالاطقم المسلحة على مخيمات المعتصمين
* خالد الحمادي
أحدث النفي للقول الذي نسب إلي رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر سأترك اليمن لعلي عبد الله صالح وأبنائه ، صدي أكثر مما أحدثه هذا القول نفسه المنسوب إليه خطأً، حيث تمت قراءة النفي للقول بأنه لا خلاف بين الأحمر وصالح، وأن (الشيخ) سيعود للبلاد لمواصلة مقارعة أحد رعايا قبيلته وهو (الرئيس) صالح، إلا أن هذا النفي أعطي أيضا معني عكسيا يفيد مضمونه لن أترك اليمن لعلي عبد الله صالح وأبنائه .
وكان القول المنسوب إلي الأحمر كشف ضمنيا عن وجود خلاف قبلي بين الأحمر وصالح أفضي إلي سفر الأحمر للسعودية واعتكافه هناك منذ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، في زيارة وصفت حينها بأنها زيارة (خاصة)، بينما تضمن النفي الأخير بأنها زيارة (علاجية)، في حين أن صحة الشيخ الأحمر ـ ما شاء الله ـ جيدة، ولم يعان من أمراض بالغة تستوجب بقاءه في السعودية كل هذه الفترة الطويلة.
الشيخ الأحمر يعرف عنه جهره بالحقيقة دون الاكتراث بأحد، وله في هذا المضمار العديد من المواقف المشهودة، وآخرها عندما سئل في برنامج تلفزيوني مؤخرا عن رأيه بالرئيس صالح وهل يفضل بقاءه في السلطة أم يفضل اختيار رئيس آخر في الانتخابات الرئاسية فأجاب بشفافية جنّي تعرفه ولا إنسي ما تعرفوش ، وهي ألفاظ قاسية استخدمت في شخص الرئيس، لكنها انطلقت من الرجل بعفوية متناهية وأصبحت مثار حديث الناس.
وعلي الرغم من وضوحه وصراحته الكبيرة يظل الشيخ الأحمر شديد الحرص في اختيار الكلمات والمواقف التي يتفوه بها، حيث يعرف عنه قلة كلامه ولكن لكل كلمة يقولها ثقلها ومدلولاتها وأثرها الكبير، مثلما أحدثت كلماته التي قالها عقب الانتخابات البرلمانية في نيسان (إبريل) 1997 حين أعلن أن حزبه المعارض، التجمع اليمني للإصلاح، (انتزع) المقاعد البرلمانية التي حصل عليها من أفواه الأسود ، وقصد بذلك حزب السلطة.
ولكن المتابع لمجريات القضايا السياسية في اليمن يدرك فعلا أنه لم يحن الوقت بعد للشيخ الأحمر لأن يقول سأترك اليمن ، لأنه وهو الرجل الأقوي في اليمن بعد الرئيس صالح إذا قال هذا الكلام، فماذا سيكون مصير الآخرين الذين لا حول لهم ولا قوة، خاصة وأنه يلعب دور (عامل توازن القوي) في البلاد بغض النظر عن انتمائه الحزبي، حيث تظل الحزبية في اليمن آخر شيء في ميزان القوي، فيما يبقي الرجل شيخا لمشايخ قبائل حاشد، كبري القبائل اليمنية ثقلا سياسيا وهي قبيلة الرئيس علي عبد الله صالح، وهذا الموقع هو الذي أهّله لأن يكون زعيما لحزب الإصلاح، ورئيسا لمجلس النواب (البرلمان). بعض الأوساط السياسية اليمنية أوضحت لـ القدس العربي أنه من المحتمل أن يكون الأحمر تفوّه بتلك (العبارة) لبعض أفراد أسرته أو لبعض مقربيه، غير أنه من المستبعد جدا أن يكون قالها علنا وللصحافة بغرض النشر، خاصة وأن علاقة مصالح مشتركة قوية تربطه بالرئيس صالح، ويؤدي كل منهما دورا مهما في اللعبة (السياسية/القبلية) في اليمن.
وذكروا أنه لو صحت نسبة ذلك القول إلي الشيخ الأحمر فإن ذلك ينبئ بمؤشر خطير جدا لتدهور الأوضاع في البلاد، فيما الحال لم يصل إلي هذا المستوي من التدهور، علي الرغم من الخلاف الكبير والجدل الواسع بين السلطة وأحزاب المعارضة الرئيسية التي يتزعم الأحمر أبرزها، حيال إرهاصات العملية الانتخابية للانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة. وأشاروا إلي أن خلاف المعارضة مع السلطة لا ينعكس سلبا علي علاقة الشيخ الأحمر بالرئيس صالح، لأن علاقتهما تتجاوز سقف الأحزاب، وتتجاوز كل الخلافات الحزبية التي تطرأ بين الحين والآخر، كما تتجاوز اللعبة السياسية.
ولكن الأمر بغض النظر عن كل ملابساته يعطي مؤشرا قويا بانتقال الخلاف إلي الأبناء أو إلي الجيل الجديد من (رجال السلطة) وهو ما يمكن تسميته بـ(صراع الأبناء) حول المصالح السياسية والتجارية التي انشغل بها الكثير منهم، بعضهم سرا والآخر في العلن، وهو الذي ربما أحدث تأثيرا سلبياً في العلاقة الثنائية بين الجانبين، خاصة وأن أبناء الشيخ الأحمر أصبحوا أرقاما كبيرة في الوسط السياسي والتجاري في اليمن، يصعب تجاوزهم، كما حدث مع نجله حسين الذي كان عضوا قياديا في حزب المؤتمر الحاكم، فتم إقصاؤه من موقع قيادي ترشح له، فقام علي الفور بحركة سياسية نشطة تردد أنه يهدف من ورائها إلي إنشاء حزب سياسي جديد يحاول الاستقطاب إليه الجيل الصاعد من عناصر الحزب الحاكم ومن عناصر الأحزاب الأخري أو الناشطين سياسيا، وهو ما أزعج السلطة فوجهت إليه وإلي إخوانه إشارات سياسية حادة، للحيلولة دون تنامي وتصاعد نفوذهم في المجتمع اليمني، خاصة بعد أن أصبح أيضا شقيقه الآخر حميد الأحمر يرأس إمبراطورية مجموعة (الأحمر) التجارية المستثمرة في مختلف المجالات وفي مقدمتها الاتصالات النقالة والخدمات النفطية، كما أن أغلب أبناء الشيخ الأحمر أعضاء في البرلمان، رغم حداثة أعمارهم.