آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

محارب الإرهاب..! 1-2
بقلم/ توفيق السامعي
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 17 يوماً
الأربعاء 29 يوليو-تموز 2020 06:42 م


قبل عام واحد، أي في يوم السبت 18 مايو 2019 تم إلقاء القبض في تعز على المطلوب دولياً ضمن قائمة الإرهاب بلال الوافي، والمكنى أبو الوليد زعيم تنظيم داعش في تعز، وكانت تلك العملية بناءً على متابعة حثيثة من قبل نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن صالح الذي تابع عملية إلقاء القبض عليه في بلاد الوافي من مديرية جبل حبشي، وكذلك التنسيق في القبض على العديد من المطلوبين أمنياً في قضايا الإرهاب في كثير من المحافظات.
تدرك الأجهزة الدولية نجاح وتعاون النائب محسن في تتبع عناصر القاعدة وإلقاء القبض عليهم في أكثر من منطقة باليمن، بعيداً عن الضجيج الإعلامي والمواقع الممولة لتشويه الرجل ومحاولة النيل منه.
كثير من المؤسسات والأجهزة والباحثين الدوليين التي تلتقي النائب في مقر عمله وإقامته وتبحث معه العديد من الخطوات، وتقف على حقيقة ما يشاع عنه وما يتم الطعن فيه حتى يخرج الجميع من عنده بعكس الصورة التي عُبئت إعلامياً عنه، فالعمل المؤسسي من مجالات العلاقات والتعاون غير ما تعكسه كتابات الإعلام الممولة.
كان آخر هذه الدراسات البحثية ما قامت به مؤسسة أبحاث الدفاع الأمريكية (راند) عن قدرة النائب ودوره في لملمة العمل السياسي وتعاونه في مكافحة الإرهاب منذ وقت مبكر.

مفتَاح الحرب على الإرهاب

كان العام 2000 هو مُفتَتَح الحرب على الإرهاب في اليمن، بعد عملية المدمرة الأمريكية يو إس إس كول، وبوابة صنع الانقسام داخل الجيش اليمني.
بعد تلك الحادثة تمت التعبئة العامة في صفوف نظام الرئيس السابق صالح لكل شخص وجهة يمكن أن تقف فيوجه صالح لتوريث السلطة، ورميه بتهمة الإرهاب أو المساعدة فيه.
على الرغم من أن الحادثة أساءت كثيراً لليمن ودخلت في منعطف خطير إلا أن صالح استطاع تطويع الحاثة واستثمارها في مواجهة خصومه ومدخلاً لتعاون كبير بينه وبين الأمريكان الذين أمدوه بكافة وسائل الدعم العسكري والسياسي واللوجيستي، ومن يومها عمل نقلة نوعية في سبيل الاستفراد بالسلطة وبناء جيش خاص به اسمه الحرس الجمهوري بعيداً عن بقية التشكيلات العسكرية للجيش وعلى رأسها الفرقة الأولى مدرع وسحب أسلحتها النوعية وعدم رفدها بأية أسلحة جديدة، فيما سعى لتفكيك الفرقة من داخلها عبر استقطاب أهم الضباط الذين يشكلون أعمدتها لصالح الحرس الجمهوري.
كان هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو بناء جبهة متقدمة في جزيرة العرب لمواجهة القاعدة، عبر نظام الرئيس صالح الذي فتح لهم كافة المعسكرات الداخلية والقواعد الحربية ومنها قاعدة العند الجوية.
تصاعدت الانقسامات والحرب الداخلية السياسية التي كانت تجري على نار هادئة حتى انفجرت حروب صعدة، ودخل الحوثيون كجناح من أجنحة الإرهاب غير المصنفة على اللوائح الدولية، لكن إرهابها فاق بقية الإرهاب الموجود على الأرض.
ومع كل الإمكانات التي دعم بها صالح من قبل الأمريكان لمواجهة القاعدة إلا أن الملاحظ كان تنظيم القاعدة يزداد قوة ونشاطاً بعكس المؤمل عليه في مواجهته، ذلك لأن الحرب عليه لم تكن إلا ورقة استثمارية لها لتوجيهها بحسب الطلب.
شعر الأمريكيون أن نظام الرئيس صالح كان يخدعهم، ويمضي في تلك الورقة لتحقيق أهدافه السياسية الداخلية في مواجهة خصومه.
إتضح ذلك جلياً في العام 2011 حينما سلم صالح أبين لتنظيم القاعدة في مايو بعد أن طلب إليه التنحي من الرئاسة بعد إحداثه مجزرة جمعة الكرامة كثمن للحفاظ على الجمهورية والدولة، بموجب المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي.
جاء رد صالح سريعاً بتحريك ملف القاعدة، ففي 27 مايو 2011 أوعز إلى قوات الأمن المركزي وقوات النجدة في أبين بالانسحاب منها، وأمر قائد المنطقة الجنوبية مهدي مقولة بعدم تلبية أي نداء للصوملي أو نجدته كونه رفض أوامر الانسحاب من قبل صالح.
كانت الساعة العاشرة صباحاً من يوم السبت 27 مايو ولم يكن العميد محمد الصوملي قائد اللواء "25 ميكا" قد جرى إشعاره بالانسحاب كما كان عند الآخرين. ويفصل المعسكرين شارع واحد فقط بعرض خمسين متراً وبوابتا المعسكرين متقابلتان مما يعني أن أي انسحاب لأحد المعسكرين يشكل خطراً على الآخر، ومعسكر الأمن المركزي هناك محوري واستراتيجي وفيه أسلحة مكدسة كثيرة وكبيرة منذ حرب 1994.
اتصل قائد اللواء 25 ميكا محمد الصوملي بقائد معسكر الأمن المركزي يسأله:
- هل صحيح أنكم ستقومون بالانسحاب من المعسكر وتتركوه؟!
- لا ليس صحيحاً لا توجد أوامر بذلك.
- إذا انسحبتم أعلمونا حتى نؤمن حمايتنا من المعسكر ونضع فيه إحدى الكتائب.
- حاضر.
إطمأن الصوملي إلى عدم الانسحاب وترك المعسكر بعد ذلك الاتصال، وواصل روتينه اليومي، وفجأة ودون سابق إنذار لم يعلم إلا وقوات الأمن المركزي تنسحب بأسلحتها الخفيفة وإذا بأعلام القاعدة ترفرف على ساريات المعسكر وهم يقصفون ويحاصرون اللواء 25 ميكا من عدة جهات إلا جهة البحر فقط، وبدأ الشهداء والجرحى يتساقطون وجنود وضباط اللواء من المناطق الجنوبية يفرون ويعلنون انسحابهم إلى بيوتهم بحجة "إننا لن نتقاتل مع أهلنا وأبناء محافظتنا".
وفجأة ما هي إلا يومان وقوة اللواء 25 ميكا المكونة من أربعة آلاف جندي وضابط تصبح بضع مئات؛ حوالي سبعمائة ضابط وصف وجندي من أبناء المحافظات الشمالية.
كما انسحبت قوات النجدة والشرطة العسكرية وحماية القصر الجمهوري هناك وحماية المحافظة فجأة من تلك الأماكن الحيوية، وسيطر تنظيم القاعدة على تلك الأماكن والمنشآت ومخازن الأسلحة للمعسكر مكتظة بالأسلحة والمعدات العسكرية وغنم التنظيم من العتاد ما لم يحصل عليه منذ عقدي عمره وتواجده في اليمن.
إستنجد الصوملي بقائد المنطقة الجنوبية اللواء مهدي مقولة لنجدته بقوات وفك الحصار عن معسكره ولم يستجب، وأخذ الوضع يتدهور يوماً عن يوم، فاستنجد بقائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي ولم يفعل، وعاود الاتصال بالرئيس صالح حينها وأخبره بالوضع لأنه صاحب القرار الأول، فكانت الطامة الكبرى أن صالح يأمره بالانسحاب من أبين وترك المعسكر بكل عتاده للقاعدة، فرفض العميد الصوملي تسليم اللواء والانسحاب من أبين، فقال له صالح بعد رفضه "إذاً تستاهل ما سيحل بك".
صار العميد الصوملي ومن معه من الضباط والجنود ضحية لمؤامرة كبرى من صالح ونظامه بين فكي كماشة القاعدة ونظام صالح، وكان بين خيارين أحلاهما مر؛ إما أن ينسحب وتستولي القاعدة على كل أجزاء أبين وبالتالي خروجها عن السيطرة سيعني فتح شهية القاعدة على قضم المزيد وأبين بوابة عدن وشبوة خلالها سيعلن تنظيم القاعدة إمارة إسلامية للقاعدة في جزء من الجنوب مما سيجلب بقية التنظيم من بقية دول العالم إلى اليمن، وبالتالي تعريض اليمن بكاملها إلى صراعات داخلية وتدخلات خارجية.
إستنجد الصوملي بقبائل من محافظته "عمران"، وبمساعدة محسن يومها، انضم إليه من تلك القبائل ثلاثمائة مسلح وناصروه فارتفع عدد من معه إلى تسعمائة مقاتل.
وبعد أن خذله صالح ونائبه عبده ربه وقائد الحرس أحمد علي ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد ومهدي مقولة، استنجد باللواء علي محسن فجاءت نجدته بأشكال متعددة ومنها نجدته بقوات اللواء 119 مدرع الذي يقوده العميد فيصل رجب، التابع للفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها اللواء علي محسن يومها.
كثف الصوملي من اتصالاته بعلي محسن، وكانت مكالماته مراقبة من قبل صالح فاتصل به صالح يهدده ويقول له:
- ما الذي بينك وبين علي محسن تتواصل معه؟
- بعد أن خذلتمونا طلبت نصرته.
- إذاً خليه ينفعك..
- طيب لماذا تضحون بالجنود هكذا ولا تدعمونا أنتم؟!
- أنا قلت لك سلم وانسحب.
- أسلم لمن؟ للقاعدة؟ لن أسلم حتى لو لم يبق مننا واحد ولو مشوا بالدبابة إلا على جثتي!
- إذاً تستاهل ما يجري لك وما سيأتي..
أدرك الصوملي أن هناك مؤامرة كبرى فوق طاقة اليمن داخلية وخارجية، فشد من عزيمة رجاله وقام يحارب محاربة المستميت.. حرر بعض أجزاء أبين واستولى بقواته على القصر الجمهوري والإذاعة وبعض المؤسسات، وجاءه وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد على أنه وسيط بين قيادة اللواء 25ميكا وتنظيم القاعدة وطلب من الصوملي تسليم تلك المنشآت وأن القاعدة ستنسحب من بعض الأجزاء الأخرى، فقام الصوملي بتسليم تلك المؤسسات لوزير الدفاع ومعه لجنة عليا، وما إن غادر وزير الدفاع أبين قافلاً إلى عدن حتى قام ومعه تلك اللجنة بتسليم تلك المؤسسات المحررة لتنظيم القاعدة مجدداً. ومرة أخرى يدفع اللواء 25 ميكا الثمن والتضحية مجدداً.