قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
" خاص - مأرب برس "
" خاص - مأرب برس "
عندما شاهدت الحملة الإعلانية المصاحبة للحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الفساد انتابتني موجة من الضحك ، وقلت : فعلاً ؛ شرُّ البلية ما يضحك !! ، المضحك في الأمر أن هذه الحملة موجهة للمواطن الذي يعاني من غول الفساد ، ويتجرع الغصص بسببه يومياً .
إن الوعود بمحاربة الفساد واقتلاع جذوره -بدءً بخطابات الرئيس وانتهاءً بـ(قائمة) باجمال- قد أصبحت معزوفة يوميه للاستهلاك الإعلامي ، وأصبحت روتين يومي شأنها شأن السلام الوطني الذي تفتتح به وتختتم الفعاليات الرسمية والإذاعات المحلية ، ولم يتحقق حتى اليوم أيٌّ من هذه الوعود الكاذبة ، بل زاد الفساد حتى أكل الأخضر واليابس في الوطن ، ولم يعد هناك أمل في النظام أن يصلح نفسه ويحارب الفساد لأنه هو
الفساد بعينه ، فكيف نريد من النظام أن يحارب نفسه ؟ وكيف نريد منه أن يفضح نفسه ؟ كم سمعنا من الوعود في كل خطاب وفي كل مناسبة أنه سيتم إعلان الحرب على الفساد ، وأنه سيتم فضح المفسدين وكشف ملفاتهم المتكدسة في دواليب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، وأنه سيتم تشكيل لجنة عليا لمحاربة الفساد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بين أنياب وحوش الفساد ، ولكننا نسمع جعجعة ولا نرى إلا طحن الشعب المسكين في طاحونة الفساد التي لا تتوقف ، وحتى هذه اللحظة لم تشكل اللجنة الموعودة (لجنة الإنقاذ) ، ولا أعلنت الحرب على الفساد ، ولم يخرج أي ملف من بوابة الجهاز المركزي للرقابة يتم من خلاله فضح حتى ولو فاسد واحد من العيار الثقيل أو يقدم للمحاكمة . والذي حدث هو إعلان الحرب على المعارضة بتهديدها بكشف (ملفات فسادها!!) تارةً ، وبالتخوين والتجريم تارة ، وبالإقصاء تارة ، وأُعلنت الحرب على الصحفيين والمثقفين وكتاب الرأي بالملاحقة والمضايقة والتهديد والتصنت والمحاكمات الهزلية ، وأُعلنت الحرب على المواطن بالجرع القاتلة . وبالمقابل لا زال (وحوش الفساد) معززون مكرمون يتنقلون بين المناصب الدسمة داخل الوطن وخارجه آمنين مطمئنين .
إذن ؛ فما الفائدة من فتح جيب آخر للفساد من خلال الحملة سيئة الذكر ؟
ما الفائدة من توعية المواطن بمخاطر الفساد ، إذا كان المواطن في الأصل يعرف تماماً
مخاطر الفساد لأنه يعايشها ويعانى منها من أجل عيون الوطن والحصان ؟
ما الفائدة طالما هناك إصرار على تكريس الفساد وتكريم المفسدين ؟
ما الفائدة طالما أن الضمير في محل (النصب) غائب مستتر ؟
إن الفساد لم يعد مشكلة أو ظاهرة يسهل استئصالها ، بل أصبح مرضاً عضالاً يعاني منه الوطن في شتى مناحي الحياة ، بل صار سرطاناً خطيراً يتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً يتم فيه التخلص من رؤوس الفساد الذين حولوا الوطن إلى جسدٍ مريض لم يعد قادراً على الحياة .
وطالما أن النظام بكل مكوناته لم يعد قادراً على استئصال هذا السرطان الخبيث فإن المهمة يجب أن يضطلع بها الأحرار من أبناء هذا الوطن ، وذلك ليس استجابة لشعارات الحملة السيئة الذكر بل من باب الشعور بالمسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية .
إن محاربة الفساد يجب أن تتبناها فئات المجتمع المتمثلة بـ :
أولاً : المواطن : الذي يعد المصباح الأول الذي يسلط الضوء على الفساد ، ويكشف الفاسدين ، ولذا ينبغي على المواطن أن يتخلى عن سلبيته وخوفه ، وأن يكون لديه الحس الكافي والشجاعة الكافية لمواجهة غول الفساد في كل فرصة سانحة ، وعليه أن يتذكر معاناته من الفساد وأذنابه عندما يتوجه إلى صناديق الاقتراع ، عليه أن يثبت وجوده وأن يعلن نفاد صبره عبر صوته الذي يستطيع من خلاله الإطاحة بالفساد والرمي به في مزبلة التاريخ .
ثانياً : السلطة الرابعة (الصحافة) : التي يقع على كاهلها العبء الأكبر في مواجهة الفساد وفضح الفاسدين وكشف أوراقهم المستورة ونشر غسيلهم القذر دون خوف أو وجل ، مهما لاقوا من مضايقات ومحاكمات وتهديد ووعيد ، فالوطن وطن الجميع وهو يستحق التضحية ، والحرب على الفساد (نضال) وطريق النضال دائماً محفوف بالمخاطر والأشواك .
ثالثاً : النواب المخلصون : الذين لديهم الحس المرهف المتطلع للإصلاح ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، والذين يمتلكون من اللباقة والكياسة والشجاعة ما يؤهلهم لفضح جيوب الفساد ومساءلتهم وإفشال كل مخططاتهم لنهب البلاد ، وحجب الثقة عنهم استجابة لرغبات الشعب الذي أوكل إليهم هذه المهمة الجسيمة ، وعليهم رفض الضغوط الحزبية التي تمارس عليهم لغض الطرف أو التجاوز أو التمرير أو التستر على فضائح الفساد وعورات الفاسدين ، وعليهم التورع عن المقايضة بمكاسب شخصية أو مصالح ذاتية تجعل مواقفهم ضد الفساد ضعيفة وحجتهم هزيلة .
وهنا أشد على أيدي (صقور مجلس النواب) أحباب الشعب ، أصحاب الصوت الأبرز في مواجهة الفساد وفضح الفاسدين ، الذين تضامنوا في منظمة واحدة من مختلف الكتل فشكلوا منظمة (نواب ضد الفساد) وعلى رأس هؤلاء النواب النائبان (صخر الوجيه ، وعلي عشال) وغيرهما من النواب المخلصين الذين كشفوا الكثير من فضائح الفساد كفضيحة القطاع النفطي (53) ، والمؤمل منهم أن يقفوا بصرامة وشجاعة ضد فضيحة (اتفاقية موانئ دبي) وغيرها من الفضائح التي فاحت رائحتها وأزكمت الأنوف (استئجار الطاقة الكهربية بملايين الدولارات) و.. و ....
رابعاً : نخبة الوطن : الرموز الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية والإبداعية ورجال الإعلام والأكاديميون وأساتذة الجامعات والمعلمون وغيرهم من المخلصين الذين يمتلكون من الاستقلالية والحرية والشجاعة والغيرة ما يجعلهم يقولون بملء أفواههم (لا للفساد) و (بُعداً للفاسدين) كلٌّ في مجاله وكلٌّ بسلاحه وكلٌّ من موقعه : السياسي بلقاءاته وحواراته ومقابلاته ، والعالم بفتواه ، والداعية بخطبه ودروسه ،
والإعلامي ببرامجه ، والرسام بريشته ، والقاصُّ بقصته ، والشاعر بقصيدته ، والفنان بنشيده وصوته ، والمعلم بحصته ، ...إلخ .
إنها مهمة الجميع ، ومسؤولية الجميع .. ورغم أنف الفساد وأنوف الفاسدين وأنف الحملة الوطنية لنكن (معاً ضد الفساد) .