آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

التحرش الجنسي في الثورة المصرية
بقلم/ انتصار سليمان
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر
السبت 02 فبراير-شباط 2013 06:08 م

تواجه نساء مصر في الذكرى الثانية للثورة المصرية موجة عنيفة من الاعتداء الجنسي والجسدي لمنعها من المشاركة في المظاهرات، بدأت هذه الموجة العنيفة للتحرش الجماعي الممنهج من يوم الجمعة الموافق 25 يناير 2013، وما زالت حلقاته مستمرة تحت سمع وبصر الجميع.

وأشارت مجموعة "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" إلى تلقيها تسعة عشر بلاغًا بخصوص اعتداءات جنسية جماعية في محيط ميدان التحرير، وصل بعضها إلى محاولات قتل أو تسبب فى عاهات مستديمة، وقامت المجموعة بالتدخل في خمسة عشر حالة منها، قامت المجموعة فيها بإخراج السيدات من دوائر الاعتداءات وإيصالهن لأماكن آمنة أو لمستشفيات لتلقى الخدمة الطبية اللازمة.

فيما أكد مركز "سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز" تلقيه ما يزيد عن 23 حالة اغتصاب جماعي، شهدها ميدان التحرير خلال الذكرى الثانية من ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى الآن، في مشهد يسيء لثورة 25 يناير، ويخرجها عن مسارها السلمي الذي أشاد به العالم.

وأوضح بيان المركز، أن تلك جريمة أخلاقية وقانونية وإنسانية، تتناقض تماما مع مبادئ وقيم الشعب المصري الذي ظل صامدًا فى ميدان التحرير لمدة 18 يومًا لم نشهد خلالها حالة اغتصاب أو تحرش واحدة، مؤكدا أن تلك الجريمة لا تضر فقط بمسار الثورة المصرية المباركة، وإنما تضر كذلك بسمعة ومكانة مصر ما بعد الثورة، فالشعب المصري معروف بتدينه وحفاظه على القيم والأعراف والتقاليد الدينية.

وتشير أغلب شهادات المعتدى عليهن والمتطوعين والأنماط التي رصدتها المجموعة والمنظمات النسائية، إلى منهجة التحرش من حيث أسلوب الاستهداف والاعتداء وتوقيتهما وأماكن حدوثهما، بما يؤكد أن هناك درجة من التنظيم والتعمد تهدف في النهاية لإرهاب النساء المشاركات وإقصائهن من الفعاليات الثورية.

ومن جانبها أوضحت انتصار السعيد، مدير مركز القاهرة للتنمية، أن ما يتم في ميدان التحرير وميادين مصر كلها هو تحرش ممنهج، يهدف إلى تخويف البنات وإقصائهن من المشاركة في المظاهرات، مؤكدة أن المنظمات الحقوقية والنسائية تقوم الآن بتوثيق شهادات الفتيات اللائى تم الاعتداء عليهن لرفع دعوى جماعية بأسمائهن .

وقالت السعيد: شهادات الفتيات اللائى تعرضن للاعتداء الجنسي تؤكد أن المتحرشين مجموعات محترفة، تقوم بنفس الخطوات مع كل فتاة من خلال التجمهر حولها، والإصرار على تجريدها من ملابسها، وإذا حاولت الاستغاثة بشخص في المكان تتفاجأ أنه معهم .

أضافت السعيد: ويستهدف التحرش الجماعى الفتيات المشاركات في الثورة بصفة عامة، سواء كن نشاطات سياسيات أو مجرد فتيات عادية تشارك لأول مرة في المسيرة، لافتا الانتباه إلى أن هذه الظاهرة زادت بشكل كبير بعد الثورة في ظل حكم التيار الإسلامى .

وأشارت مدير مركز القاهرة للتنمية إلى أنها لا تعرف إذا كان خلف هذه الظاهرة النظام السياسي أم بلطجية الداخلية، لكن المؤكد أنه يستهدف ترويع الفتيات وإقصاءهن من المشاركة.

ومن جانبها أكدت الناشطة والإعلامية جميلة إسماعيل، أن ظاهرة التحرش الجماعي في ميدان التحرير هي أداة سياسية وسلاح لترهيب الفتيات والسيدات المشاركات في المظاهرة، لا تقل عن استخدام الغازات المسيلة للدموع وإطلاق الخرطوش على المتظاهرين .

وقالت إسماعيل: إن هذه الظاهرة يقوم بها جماعات منظمة، بدليل ظهورها عقب كل مليونية، موضحة أن هذا السلاح ضد الفتيات يظهر كعنصر طارد للفتيات من المظاهرات، وفى نفس الوقت يهدف إلى تشويه ميدان التحرير .

أضافت إسماعيل: وتقوم المنظمات النسائية برصد الظاهرة وتعقبها من خلال بلاغات من الفتيات اللائى تم الاعتداء عليهن، للتأكيد على معلومات أنها منظمة ومدفوعة من جهة ما لإفساد الأجواء في التحرير .

وأشارت الإعلامية والناشطة السياسية إلى أن هذه الظاهرة تستهدف النساء بصفة عامة، خاصة الناشطات السياسيات، مدللة على ذلك بأن الجمعة الماضية بمجرد دخول مسيرة نسائية من سيدات كبيرات في السن لم يسلمن من التحرش والاعتداء عليهن.

وبدورها أوضحت الناشطة السياسية والحقوقية "ندا القصاص"، أن ظاهرة التحرش بالفتيات في ميدان التحرير تظهر عقب المليونيات التي لا يشارك فيها التيار الإسلامي بنفس الظروف والآليات .

وقالت القصاص: من غير الطبيعي أن تتكرر الصدفة، بما يؤكد أن هذه الظاهرة مقصودة لإرهاب المشاركات في المظاهرات، مطالبة علاج أسباب المشكلة وليس أعراضها، وذلك بالتدخل الأمني لإحكام السيطرة على المتحرشين، وبالعلاج النفسي والاقتصادي لطبيعة المتحرش، والذي عادة ما ينتقم من المجتمع من خلال نسائه، باعتبار أن المرأة تمثل شرف المجتمع.