اليمن يدعو... رب إني مسني الضر
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الإثنين 11 إبريل-نيسان 2011 11:15 م

يتجلى الله صاحب الجلالة والكمال رب المجرة وأسفارها والكون المخفي والمعلوم بمعجزاته وأسرارها والخليقة كل الخليقة بآجناسها ، يتجلي جل جلاله يوميا في الهزيع الأخير من الليل على ماصنعته مشيئته ، ليرى عبادة ومايصنعون في كونه وبلدان كونه ، فيسمع من ضمن ما يسمع دعاء اليمن ،دعاء ًغير أدعية تلك البلدان التي خلقها في ستة أيام ، بلدان تدعو للرزق مثل النيجر وبلدان تدعو لوقف الحرب ليحل الأمان مثل الصومال ، من يدري قد تقف عندهم ونشعلها عندنا، وبلدان تدعو لاستمرار الرفاة وكثرة المال مثل سلطنة ابن عمنا الحضرمي الجذور والعروق ــ معز الدين والدولة ،وعد الله، الدائمون المحسنون بالهدى ـــ هكذا صفته الرسمية وشعاره ، إنه السلطان حسن آل بلقية سلطان بروناي ، يسمع الرب المقدس في كل لحظة أدعية بكل اللغات  كلا ً له في دعائه شان ولهم من الله شأن، لكن الله المقدس مالك الجلالة يسمع من اليمن دعاء خافتا أقرب منه إلى الأنين ،رب أني مسني الضر وأنت أرحم الرحمين ، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ،اليمن يأن بحمولة ثقيلة أولها جودة في فقره وجودة بمصائب في إدارة البلاد ارتكبها موظفو الرئيس في العشر السنوات الأخيرة من حكمه على علم يأتيه، وثانيا يدعو اليمن رب إني مسني الضر لأن هناك في المعارضة المسلحة حوثيين وحراك وطامعون ممن يخطط منهم عن بعد وعن قرب لإعادة الدولة إلى القبائل وتوزيعها بينهم، إنهم مثل أولئك الذين يقولون الدين لله والوطن للجميع ، الدين لله ،يعني لاعلاقة لنا به والوطن للجميع، يعني نتقاسمه، ثم يدعو اليمن رب إني مسني الضر لأن هناك سيل جرار من الأخبار المحفزة تنهش لحمه وتستعجل إنهياره وسقوطه المروع، رب إني مسني الضر ،أنين اليمن من رجال الحزبية الذين يريدون اسقاط النظام ولا أعرف ما النظام الذي يريدون اسقاطه أهو النظام الجمهوري الوحدوي أم يريدون فقط اسقاط الرئيس وهو رجل مؤقت في النظام وهو لا شك وإن طال بقائه راحل ، عموما لم يحددوا من يجب أن يسقط الرئيس أم النظام ، إن كان الذي يجب أن يرحل هو الرئيس بمفرده فانا معهم ولكن بأدب يحترم أنصاره ، نعم معه أنصار وهذه حقيقة باهية يجب أن يفهما الجميع إذا كنا من طائفة البشر العادلين، وإن كانوا يريدون رحيل الجميع معه فتلك كما تقول العرب ثالثة الأثافي ، وأنا أعرف أن من بين الفرقاء ، فصيل يريد اسقاط النظام الجمهوري وإلا ماذا يصنع الحوثة وبيت حميد الدين في الميدان.

وأعرف أن من بينهم فريق يريد اسقاط النظام الوحدوي وإلا ماذا يصنع الحراكيين وحيدر العطاس بينهم في الميادين، الطلاب الذين يتجمهرون يوميا خلف أسوار الجامعة في صنعاء وتعز وعدن في هجرة غير مفهومة لمقاعد المحاضرات واستهتار واضح بالدراسة وبمستقبلهم لصالح التظاهر اليومي ، ربما هم الذين يريدون فقط اسقاط رجل النظام الحالي بن صالح ، ليستبدلوه بآخر ، وهؤلاء هم الأنقيا الأخيار، لكن اعتراضي على رجال من كل الأنواع لايشبهون شباب التغيير والثورة ، رجال إتضح أنهم يسوقون اليمن باقدامهم وبإعقاب بنادقهم وبجنابيهم المذهبة ، وإن كان لدى بعضهم عقل فإنهم يسوقونه بخفة عقل يتناقص وزنه كل يوم إلى أن يصبحون بلا عقل ، متى ذلك ؟ عندما تتقدم الرصاصة على الصوت في الميدان ، لا تكترثوا لنوع الميدان ، خذوا أي ميدان محشو بالناس وتلاميذ الجامعة الحزبيين ورجال القبيلة والحوثية والحراكية والحميدية الملكية ــ التي غابت ثمانية وأربعين عاما وظهرت في بوابة الجامعة مع شباب الثورة وبجانب رجال الفرقة ، من كل هؤلاء اليمن يدعو رب إني مسني الضر لأن قنبلة تحتة تتكتك الآن ... تك تك تك ، ولا ملجأ له إلى الله ، فيهرب حاملا في حظنه أطفال اليمن ونساء اليمن وعجزة اليمن وكل معاق البصر ومعاق الأطراف ومعاق الجسد ،وما أكثرهم ، يهرب إلى الله يوميا منذ أكثر من شهرين وقبل كل فجر بكل مريض وبكل ضعيف وبكل جائع، ،يخاطب رب العزة والجلال ، رب إني مسني الضر، في كل هزيع يوم يهرب اليمن إلى الله بالضعفاء ومن لا حيل لهم، فيسحبه الأقويا كل صباح بكل حيلة لأنهم يريدون ان يصيبوا من الرئاسة بالفوضى ما أصابه الرئيس بسنوات السكينة، لم أر ضعيفا في اليمن هذه الأيام إلا ويدعو الله باللطف ممايجري ، دعاء لا تسمعه من الأقوياء فلا يبحث عن الله إلا الضعيف الدائم ومن وقع عليه ضيم ، الضعفاء هؤلاء يتذكرون الله كثيرا ، والأقوياء جاها ًوغنا ً، هم أكثر من ينسى الله كثيرا، ولو تذكر الحوثة الله كثيرا لماقتلوا وأصابوا أكثر من أربعين ألف يماني مدني وعسكري وأمني، ولما أحرقوا المزارع ولما هدموا المنشآت ولما أهلكوا الحرث ولما عاثوا بمراعي الماعز والشاة في جبال ووديان وهضاب صعدة، الأقوياء لايتذكرون الله كثيرا.

ومن يسمع خطاب هؤلاء الأقوياء لا يحتاج إلى سعة علم ،ليفهم أن ليس فيه، لله شيئ ولا لليمن شيئ ولا للأخلاق الإنسانية شيئ ، من هؤلاء يهرب اليمن إلى الله ، يهرب إلى الله بثلاثين مليون منا مسهم الضر ، من لم يمسهم الضر ، الرئيس وصحبه وأصحاب الجيوش الستة لإسقاط النظام ، جيش الحوثة ،وجيش أولئك الذين يجرون من طرف ردفان إلى طرف الضالع وطرف أبين تحت إمرة النمساوي العُماني ابو الشعر الطويل، وجيش الشيخ الأحمر الصغير وجيش شيخ الإيمان ، وجيش صاحب الفرقة وجيش احتياط صاحب الفرقة من القبائل التي تبايعه كل صباح، وممن من لم يمسهم الضر قادة الأحزاب وعشرات من الناشطين والناشطات ممن عرفت أحذيتهم أبواب السفارات وملحقياتها وعرفت جيبوهم أموال السفارات دعما لدكاكينهم وجمعياتهم النسوية والذكورية والحقوقية ، وهم عشرات المنظمات المعلنة وغير المعلنة تقول الشائعة أنها تعمل مع الجاسوسسية الدينية لتبلغ وتحلل عن نشاط المتدينين المندفعين نحو الإسلام اليميني المحافظ المتطرف.

المتطرفون أتباع المعجب بشخصية وليام شكسبير أنور العولقي ولدي شخصيا تحفظ على هذه الشائعة عن الناشطات والناشطين لغموض الروايات وعدم عدالة بعض الرواة، لكن لا يمنع أن تتكر القصة القديمة ،ففي صراع السوفيات الشيوعي مع دول رأس المال كانت مثيلات هذه الجمعيات والمنظمات تتجس على اليسار التقدمي لخدمة الرجعية ودول رأس المال ، كان السوفيات حينها عدو ، الآن الإسلام اليميني المتطرف هو العدو، لذا يُشاع أن هؤلاء يشتغلون عليه حتى تحت اسماء إنسانية براقة وتحت كل أسماء منظمات الخير ، واليمن الذي يدعو رب مسني الضر ،فيه من الشبكات إياها فوق وتحت الأرض ، ما يستحيل فهمه لمن يجلس فوق الأرض ، اليمن يدعو رب إني مسني الضر لأن الحوثة التفوا على ثورة الشباب والطلاب لإسقاط النظام ، ثم التف الحراك ولإصلاح والتف الإشتراكي الذي التف عليه الإماميين من قبل فغاب الشباب الأبرياء والطلاب وظهرت حشود الأحزاب، اليمن يدعو رب إني مسني الضر لأن كل جهة ترقب كل جهة في داخل تحالف الفريق المنادي بسقوط النظام ، بل ويستعدون لبعض ومن هذا التحالف قد تأتي إصابة اليمن ، إنهم مثل ذلك الرجل الذي كان يقضي وقته مذعورا وقد حصن نفسه في مترس، موجها ًبندقيته نحو واد مشجر من قريته التي تطل على الوادي، يسأله سكان القرية لماذا تقضي وقتك هكذا مُتمترسا ً من يطاردك، قال لا أعرف ، كيف لا تعرف ؟، قال غاضبا لو أني انتظرت لأعرف ، أما كان قد أدركني.. لكني أعرف أن عدوي هناك بين الأشجار ، هذا حالهم أما حالنا إن وقَع الشر باليمن فإن يوما ً لا محالة سيأتي على طفل من أطفالنا ، ليستعير هذا الطفل وقد كبر ،إجابة مستشار ألمانيا الذي أحب اليمن كثيرا ً وساعدها كثيرا ً ،إنه جيرهارد شرودر ، إذ سألوه في أول مقابلة له ، جيرهارد ماذا صنعت بعد أن وقفت الحرب ؟ ،أجاب ... بحثت عن الطعام وعندما وجدته جلست آكل وآكل وآكل ، ثم بدأت البحث عن من لم يقتل من أقربائي وجيراني وأصدقائي، ثم نمت ونمت ،ثم صحوت من النوم لأبحث من جديد لكن هذه المرة عن من قتل من أقربائي وجيراني وأصدقائي ممن أكلتهم الحرب، ثم بكى من التذكر، ومن خلف الشاشات بكى من عاش التجربة الألمانية إنها الحرب اللعينة.

خارج النص داخل النص

ماسبق لي من حديث هنا وهناك قد يكون مقلقا ً، لكن وسعوا على أنفسكم بالفرح ،فالمباردة الخليجية ستنجح ، لأن احتراما ًشديدا ًمتبادلا ًبين الرئيس علي بن عبد الله صالح وبين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبين الرئيس أيضا وبين سمو الشيخ خليفة بن زايد وبين الرئيس وبين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ،وستنجح لأن السعودية ستمسك بقائد المحور علي بن محسن وبحيدر العطاس والعطاس سيمسك بباسندوة وبالبيض من جهته ،وستنجح لأن أبوظبي ستمسك بياسين سعيد بن نعمان وستنجح لأن الكويت وسلطنة عمان وقطر ستمسك بعلي سالم البيض ، وستنجح لأن قطر الوحيدة القادرة على الإمساك بالإصلاح لأن ليس للإصلاح من صديق رسمي إلا قطر ،وستنجح المبادرة لأن قطر الوحيدة القادرة على الإمساك بالحوثة وإخضاعهم عبر الدوحة أو عبر طهران ، وستنجح المباردة لأن لا أحد ممن سبق الإشارة إليهم يغامر على ارتكاب حماقة من شأنها إغضاب هذه الدول الراعية، وهولاء يعرفون ما أقصد، والمؤكد في نهاية القول أن المبادرة ستنجح إن أرادت قطر لها أن تنجح وفي هذه الجزئية الأخيرة أحيلكم، إلى قناة الجزيرة القطرية أو إلى الأعلاميان الشهيران أحمد الشلفي وحمدي البكاري من طالت إقامتهما في خط النار ، وقد أبليا بلاء ًحسنا، أغضبا من أغضبا وأدخلا المسرة بتقاريرهما وبتغطياتهما إلى كل الثوار، حفظهما الله وحفظ أسرتهما من كل مكروه ،فلابد أن الضرر قد مسهما، ولهما أقول ستبقيا نجما اليمن وتلك هي تعز لا تنتج إلا الأخيار، ومثلهما في الشأن لابد من ذكر الإعلامي الواسع الحركة والتغطيات الخطرة حمود بن منصر، وغيرهم من الإعلاميين اليمانيين ولا بد من الإنصاف أن الرئيس علي بن عبد الله صالح أجود وأفضل الحكام العرب في منح الإعلام حرية التعاطي معه ،وأحب أن أذكر أنه لم يوجد إعلام عربي هاجم رئيس بلده ورماه بكل الموبقات المتسخات مثل ما صنع الإعلام اليماني المعارض ولمدة عشرين عاما مع الرئيس ،أقولها بعد أن قادتني قدماي لبلدان عربية كثيرة ، وأدلي بها شهادة أمينة على رؤوس الأشهاد بان اليمن لن تنتج رئيسا ً يمانيا ً حليما ً وصبورا ً وسموحا ً مثله ، لكن غريبة الدهر أنه أي الرئيس وهو بهذه الصفات الأثيرة العميقة، رسب في حل مشكلات اليمن، لكن شكرا ً فخامة الرئيس.

*إعلامي يماني