تهم وصور لا تصدق.. هذا ما وُجد في ثاني أفظع سجون سوريا طائرات مجهولة تغزو أكبر القواعد العسكرية في ألمانيا مهرّب" أرشيف التعذيب السوري يكشف هويته ويصرح: الدماء انتصرت بسقوط الأسد تعرف على التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026 أول دولة أوربية تستعد لتداعيات موجعة في حال غادر السوريون أراضيها وزارة الداخلية السعودية تطلق ختمًا خاصًا تحت مسمى «أهلًا بالعالم» قيادي حوثي رفيع يدخل في مواجهة وتحدي مع مواطنين بمحافظة إب و يهدد أرضهم وحياتهم الجامع الأموي بدمشق يشهد حدث تاريخي في اول جمعه بعد سقوط الأسد عاجل: قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع يكشف عن مخطط جديد لمبنى سجن صيدنايا تعرف على الشروط الأمريكية لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب
بالماضي كنا نواجه ولحسن الحظ نوع واحد واضح من الدخلاء على المجال الطبي وهم المشعوذون القدامى فقد كانت الظروف بالماضي مناسبة لتسلل مثل هؤلاء وعملهم في المجال الطبي مثل عدم وجود خدمات طبية متكاملة اضافة الى قلة الوعي والثقافة الطبية بين افراد المجتمع اليمني سابقاً . وبحمد الله بدات يلك الظاهرة تضمحل وتنحصر الى أضيق نطاق ولكن للاسف الشديد تعود الينا حديثاً باشكال عديدة معتلة ومحسنة تخدع الكثيرين من المرضى وتستدرجهم الى الوقوع في شراك طائفة من الجهلة والمرتزقة الذين يزاولون مهنة الطب دونما اي تحرج او خوف من حساب او عقاب .
وهؤلاء المشعوذون الجدد ينسبون انفسهم تارة الى الطب البديل او طب الاعشاب او الطب النبوي وتارة اخرى الى الطب الطبيعي ، والمشكلة ان هؤلاء الدخلاء ليس لهم اي علاقة بتلك المسميات والتخصصات ولبي لديهم اي شهادات او خبرات في تلك المجالات ولكنهم وجدوا من تلك المسميات البراقة غطاء انيق يمكنهم من خداع واستغلال المرضى . والادهى من ذلك والامر انهم يدعون بتبجح انهم يعالجون جميع الامراض دونما استثناء فهم يعالجون ونجاح امراض مستعصية كالاورام السرطانية .
ومايحز في النفس ان هؤلاء المشعوذون الجدد يمارسون دجلهم في مراكز وعيادات متخصصة على مأى ومسمع من الجميع بل ويستخدمون الطرق الحديثة في الدعاية والاعلان وبدون اي رقابة ومحاسبة من الجهات المختصة التي احملها المسؤولية بالدرجة الاولى فالمريض المصاب المصاب بمرض مستعصٍ يجد نفسه مضطراً لارتياد هذه الاوكار كالغريق يتعلق بقشة .
كما يجدر الاشارة بان بعض الممارسات الطبية الخاطئة ( علمياً واخلاقياً ) لبعض العاملين باالمجال الطبي والتي تهز ثقة المرضى بالطب التقليدي بشكل عام وتجعلهم يتجهون الى هؤلاء الدخلاء وللاسف يكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار .
ان انتشار مثل هذه الظاهرة يشكل خطراً كبيراً على الناس والصحة العامة في مجتمعنا حيث ان الكثيرين من هؤلاء الدخلاء يستخدمون اعشاب غير معروفة التاثير وغالباً غير آمنة دونما ضبط لجرعة وفترة استخدامها مما قد يسبب آثار جانبية خطيرة على سبيل المثال لا الحصر تسمم الكبد واضطرابات في وظائف القلب والدورة الدموية وتاثيرات سلبية على الجهاز المناعي والجهاز الهضمي .
كذلك انتشار مراكز الحجامة بممارساتها الغير علمية ( عدم وجود داعي لعمل الحجامة ) والتي لاتهتم بابسط وسائل التعقيم مما يشكل سبب مهم لنشر الكثير من الامراض المعدية في مقدمتها فيروسات الكبد الوبائية وفيروس الايدز .
اما بالنسبة للامراض المزمنة مثل السكر وفشل القلب والكلى فان انقطاع هؤلاء المرضى عن ادويتهم واستخدام تلك الوصفات الشيطانية قد يؤدي الى مضاعفات خطيرة تهدد حياتهم .
ومثال اخر لهؤلاء الدخلاء ما يعرف باسم المجبرون والمعصبون وان كانت العناية الالهية هي سبب علاج بعض المصابين بكسور العظام الا انهم المسئولون عن مئات الحالات الذين تعرضوا الى مضاعفات خطيرة تتراوح من ابسطها وهي عدم التئام الكسور بشكل مناسب ومن ثم احتياجهم الى عمليات جراحية معقدة لاحقاً وقد تكون المضاعفات اخطر من ذلك مثل حدوث ضغط على العصاب وشلل او ضغط على الشرايين وحدوث تلف للاطرلف .
ومن ذلك نجد مدى الحاجة لملحة للقضاء على مثل هذه الظاهرة وعدم السماح لاي واهم وعاطل بان يمارس هذا الدجل وتعريض حياة الناس للخطر وكذلك أهمية وضع نظم ولوائح لمن يريدون العمل في مجال الطب البديل عن طريق فتح معاهد وأكاديميات متخصصة خاضعة للرقابة وان تكون على اسس علمية واضحة وسليمة ، ايضاً من الاهمية بمكان توفير رعاية طبية ومستشفيات متخصصة واعداد كوادر طبية على درجة عالية من المعرفة والمهارة ونشرها في مختلف انحاء اليمن الامر الذي سوف يقطع الطريق على كل من يريد الاتجار بارواح البشر .
استاذ امراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي
جامعة صنعاء