ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ عاجل: قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد
قام صراع خلال القرن الماضي بين تيارين، الأول : يدعو إلى التغريب ويتخذ الحضارة الغربية نموذجا له، وقد تجسد ذلك في أحزاب وشخصيات حملت الفكر القومي حينا، والعلمانية حينا اخر . و وصلت هذه الأحزاب والتيارات إلى الحكم، وأقامت دولا، ونفذت برامجها في مختلف المجالات، فلم تتفاعل مع التغريب ومفرداته فاثبتت فشلها في الوطن العربي " وتونس مثالاً " مما جعل كثيرا من رموزها ينقلبون على ماضيهم. الأرجح أن تلك المصطلحات الوضعية التي جاءت وليدة مجتمعات غربية و تطورات تاريخية غربية لا تتناسب مع مجتمعاتنا وهويتها رغم تميزها من نواحي عدة . والأرجح ايضا أن إنزالها على واقعنا الحالي لا يمكنه ان يعطي تفسيرا حقيقيا للواقع ومتطلباته .
التيار الثاني : يدعو إلى النموذج الإسلامي، ويحرص على ثوابت الدين، ويسعى إلى المحافظة على هوية الأمة، و إقامة حضارة " تُزاوج " بين الإرث الإسلامي و الحضارة العالمية .
يعتبر الصراع العلماني - الليبرالي ضد التيار الإسلامي قد تجاوز حدوده . فلم يعد صراعاً سياسياً وحسب، بل انتقل الى صراع مع الإسلام ذاته " كدين "، فإي مظهر إسلامي ديني يواجهوه بالنقد، وإي بروز لتفاعل إسلامي " ديني كان ام إجتماعي " بين الناس وليس بين الساسة، ايضا يواجه بنفس النقد. وليس ذلك النقد متوقف عند صيغة الكلام، بل تطور الى قرارات سياسة واعتراضات حزبية ومحاولات للتدخل في شؤون دستورية وتشريعية لمنع صياغة دستور إسلامي، كما هو الحال في مصر .
وبناء على ذلك، نجد ان تفسيرات القوى العلمانية والليبرالية على وجة الخصوص لمفهوم " الحريات " اصبحت تُبنى على قاعدة من المعادة للظواهر الدينية و الإسلامية، حتى تم إختزال مفهوم الحرية في ( حرية خلع النقاب ، حرية خلع الحجاب ، حرية زواج المسلم بمسيحية او العكس، و حرية التعري وما الى ذلك .. ) هذه التفسيرات لا تشبع رغبة الإنسان العربي في إدراك ماهية الحرية و تصوراتها الإجتماعية والشخصية والدينية . فنحن في حالة عطش وحاجة كأمة عربية الى تفسير مفهوم الحريات على مستوى إنساني وإجتماعي رفيع ومتكامل ومنظم، وليس مستوى سطحي " شخصي " مجرد من الأخلاقيات والإعتبارات الدينية والإجتماعية . مستوى يجعل من الشذوذ "حرية" ومن الحجاب "رجعية" .
هؤلاء يعانون من ضياع فكري، يصور لهم الدين كأفيون، ويعمي يصائرهم من إدراك أن الإسلام رسالة حرية إنسانية سامية، حررت قبائل العرب من العبودية والتمييز والتعصب، ورفعت من شأنه "كإنسان حر" .
يقول الله تعالى ( فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ ) الا تحمل هذه الاية اسمى معاني الحرية التي تعبر عن التخيير الديني للإنسان بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، فكون الله تعالى قد جعل في الدنيا الخير و الشر ( والشر من انفسنا ) فهو بهذا قد أسس لنا مبداء الحرية الأول والاهم وهو " التخيير " بلا فرض ولا سلطة .
ما يمكننا قوله، أنه كما مثلت قوى التغريب وفي مقدمتها العلمانية بكل ألوانها ودرجات علاقتها بالمسيحية - حتى بدت أحياناً مسيحية متنكرة، كما أكذ ذلك الفيلسوف الالماني "كارل شميت"، فإن السبيل للمسلمين إلى ذلك هو الإسلام وليس غيره، بسبب جمعه لضمير الإنسان ونظامه الإجتماعي، والمادي والروحي - والدنيوي والأخروي في منظومة واحدة متماسكة. وبسبب عمق قيمه في الوجدان والثقافة. وهذا ما يفسر أن تهميش الإسلام من قبل النخب العلمانية او غيرها التي حكمت المنطقة في العقود الماضية، مثل العامل الرئيسي في فشل التجارب التنموية على كل الأصعدة. وكيف ترتجى تنمية على أي صعيد مع إستبعاد الروح الجامع والوقود المحرك للجماهير، وخصوصا ، الجماهير الإسلامية ؟