إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني
تتوالى انتصارات الجيش اليمني على فلول تنظيم القاعدة خلال الأسابيع الأخيرة، بطريقة مدهشة، أعادت ثقة هذا الجيش بنفسه بعد الانكسارات الممنهجة التي مر بها في السنوات الماضية، وبدأت تعيد ثقة المواطنين اليمنيين به بعد أن كانت صورة جيشهم قد تأثرت سلبا في نظرهم، إذ لم يكتب له أي انتصار في أي معركة خاضها خلال السنوات الأخيرة، حتى ظن الناس أن الأسباب ذاتية كليا، دون أي مسببات خارجية.
سواء من حيث تضخيم صورة العدو الذي كان يواجهه أو من حيث تثبيط معنوياته بسبب الفساد الذي كان يمارسه عدد غير قليل من قياداته على حساب حقوق الضباط الصغار والجنود، لتستكمل تدمير معنوياتهم القتالية، وهنا يأتي السؤال التلقائي؛ ما الذي تغير حتى يحقق الجيش هذه الانتصارات المتوالية على تنظيم القاعدة، الذي كاد أن يتحول إلى أسطورة لا تقهر؟!
في الحقيقة، يمكن محاولة الإجابة على هذا السؤال من خلال استقراء منطقي لمسار الأحداث والمتغيرات خلال الشهور الثمانية عشر الأخيرة، فاليمن كان على موعد مع ثورة تغيير جذري غير مسبوقة، خرج خلالها ملايين اليمنيين في معظم المحافظات بوسائل سلمية تطالب برحيل رأس النظام السابق ومراكز نفوذه في الحكم، وكان ذلك حقا خالصا لهم تأخروا كثيرا في التعبير عنه، رغم استمرار تردي الأوضاع بصورة متسارعة منذ عام 2007.
ولا شك أن التأثيرات الإيجابية للثورة الشعبية السلمية، امتدت إلى الجيش تماما كما امتدت لمرافق أخرى أمنية ومدنية، وتجلى كل ذلك واضحا في تأييد عدد من قادة الجيش والأمن المؤثرين والمعتبرين علنا للثورة في شهر مارس من العام الماضي.
فيما رأى عدد آخر غير قليل منهم في حينه عدم إعلان تأييدهم لها لعدة أسباب، منها عدم دفع صالح وعائلته للانتحار العسكري وردود الفعل، من خلال إشعال مواجهة شاملة غير محسوبة، وبمجرد توقيع الرئيس السابق للمبادرة الخليجية في 23 نوفمبر الماضي، بدأت مظاهر التعبير عن الاستياء من القيادات العسكرية والأمنية القريبة منه تبرز بوضوح، ولم تنته إلا بالتغييرات التي طالتها على يد الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي.
وهذه التغييرات التي حدثت في صفوف الجيش والأمن، رفعت معنويات المنتسبين إليه وأعطتهم إحساسا كبيرا بالأمل في وضع أفضل يمكنهم أن يعيشوه في قادم الأيام، بعيدا عن الفساد والتحيزات الجهوية والسياسية والترقيات غير القانونية التي كان يحظى بها المقربون ويستبعد منها غيرهم، حتى وإن أثبتوا إخلاصهم بكل الصور الممكنة.
ومن أسباب الانتصارات الأخيرة، التغيير الذي تم في رأس السلطة يوم 21 فبراير الماضي، عبر الانتخابات الرئاسية المبكرة ومجيء أول رئيس يمني من الجنوب في عهد الوحدة، مؤهلا تأهيلا أكاديميا عسكريا راقيا.
وهذا الأمر لم يكن تأثيره الإيجابي مقتصرا على المواطنين اليمنيين عامة الذين خرجوا لانتخاب عبد ربه بحماس شديد، لكنه امتد للقيادات النزيهة في الجيش وكل جنوده المظلومين في حقوقهم. وبالتأكيد فإن وجود قائد أعلى جديد للجيش لم يعرف عنه تورطه في قضايا فساد، هو أمر مثير لحماس أفراده وقياداته التي لم ترتبط بمصالح مع النظام السابق. وهذا ما لمسناه بوضوح، فأصحاب المصالح تمردوا على قرارات الرئيس الجديد، فيما انصاع المؤمنون بالثورة والتغيير للقرارات التي تم تنفيذها جميعا، رغم كل التعنت الذي حصل في مواجهتها.
سبب مهم آخر للنصر توفر هذه المرة، يتمثل في توفر الإرادة السياسية لمواجهة القاعدة، ومع توفر هذه الإرادة لدى الرئيس هادي تيسرت أمور كثيرة أخرى، إذ استتبعها تغييرات ضرورية في قيادة المنطقة الجنوبية، ما كان يمكن للمعركة أن تبدأ وأن تحقق النصر إذا لم تحدث.
ولولا تصدر وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وقائد المنطقة الجنوبية الراحل اللواء سالم قطن، لقيادات الجيش في الصف الأمامي للمعركة ميدانيا ـ وهو ما لم يكن يحدث من قبل إلا نادرا ـ ما كان يمكن للانتصار أن يتحقق.
وجاء استشهاد قائد المنطقة الجنوبية اللواء سالم قطن الأسبوع الماضي، على يد أحد عناصر القاعدة، ليزيد حماس الجيش اتقاداً، فهو بالتأكيد أول قائد عسكري يمني من الصف الأول يقدم حياته ثمنا في معركة تمتلك كل المواصفات الوطنية للذود عن سيادة اليمن على أراضيه، ضد تنظيم دولي يمارس الإرهاب ويقتل الأبرياء بدم بارد.
ولا شك أن استشهاد اللواء قطن كان ملهما لقادة وجنود الجيش، وملهبا لحماستهم وهم يطاردون عناصر القاعدة على مسافات جغرافية شاسعة، تكللت بتحرير مدينة "عزان" في محافظة شبوة من قبضتهم، بعد أن ظلوا مسيطرين عليها لشهور طويلة، وهو انتصار يعني أن الخناق قد ضاق بشكل غير مسبوق على عناصر القاعدة، بعد أن تمددت في آخر ثلاث سنوات من عهد علي عبدالله صالح، دون أن يدرك العواقب الخطيرة لذلك.
ولعل المعركة الكبيرة التي قادها مؤخرا الرئيس هادي، قد نجحت في إعادة حصر القاعدة في مساحة جغرافية محدودة جدا، سيمكن التعامل معها في قادم الأيام بعمل عسكري أمني استخباري فعال، مع استمرار النجاح أيضا في التحرر التدريجي الذي حدث في معظم تلك القوات والأجهزة، من قبضة من كانوا يستثمرون الحرب على القاعدة لتحقيق فوائد كبيرة ذاتيا ضيقة الأفق وطنيا، وبالتالي لم يكونوا يشعرون بأي مصلحة في خنق القاعدة والقضاء على خطرها.
nasrtahamustafa@yahoo.com