القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني بعد احتلالها أراضي سورية...تركيا تحذر إسرائيل ... إدارة العمليات العسكرية تفرض هيمنتها وسيطرتها على كل الأراضي السورية ماعدا هذه المساحات برئاسة اليمن.. قرار لمجلس الجامعة العربية يخص فلسطين صقيع وضباب على هذه المناطق في اليمن خلال الساعات القادمة هكذا خدع بشار الأسد جميع المقربين منه ثم هرب.. تفاصيل اللحظات الأخيرة للمخلوع في دمشق الإعلان عن قائمة المنتخب اليمني المشاركة في خليجي26.. ومباراة ودية أخيرة أمام عُمان
لعل أفضل قرار اتخذه الرئيس صالح من تلقاء نفسه منذ بدء الثورة المناهضة لحكمه مطلع العام المنصرم، أمره الأسبوع الماضي بإنزال صوره من المؤسسات الحكومية و الشوارع. لا جدوى من التكهن في ما قصده الرئيس صالح من وراء هذا القرار. المهم هنا أن تترافق عملية إنزال هذه الصور مع التخلص من ظاهرة تعظيم الزعماء و تبجيلهم و جعلهم رموزا و إسباغ الصفات الوطنية الاستثنائية عليهم، و من ثقافة النفاق البغيضة الكامنة وراءها.
هذا يتطلب إعادة صياغة المفاهيم المصاحبة لمنصب الرئيس في وعينا الجمعي لتخرج منه مفاهيم الأبوة و الفخامة و الجلالة و التسلط المطلق و ولاية الأمر و النعمة مما كان تاريخيا يسبغ على الفراعنة و الملوك و الأمراء و لكنها في العقود الماضية استهوت الرؤساء أيضا.
عندما تزال كل هذا الشوائب، يصبح منصب الرئيس على حقيقته كأعلى وظيفة تنفيذية في الحكومة دون أن يحتاج شاغرها لمسميات باهته و غير ذات معنى من قبيل كونه رمزا أو قامة وطنية شامخة أو صاحب فخامة أو صاحب سمو أو ما سواها من ألقاب جرت عادة الرؤساء أن يطلقوها على أنفسهم أو يطلقها عليهم حملة المباخر من حولهم.
و بذهاب هذه الألقاب لا يبقى هناك داع لرفع صور الرئيس في كل مكان! إذ ما المعني المتوخى من ذلك؟
أهي موجودة لتوحي للناس أن انتبهوا فهذا أبوكم أو أخوكم الأكبر يراقبكم و يحصي أنفاسكم؟ أليس في هذا معرة لكل مواطن و خزي في وجه أي نظام يدعى الديمقراطية و يتباهى بالحرية؟
أم هي لتذكير الناس في الشوارع بمن يكون رئيسهم و ولي نعمتهم كيلا ينسوا اسمه؟
و ماذا لو نسوه و لم يعرف بعض اليمنيين أو حتى أغلبهم حين يسألون عن رئيسهم من هو؟ أفي ذلك شئ؟ أعتقد أن حدوث ذلك مؤشر جيد بأن الناس قد وجدوا فيما ينفعهم من أمور معيشتهم ما يشغلهم عن السياسة و أصحابها؛ و هذا -برأيي - شي جيد يستحق النظام و رئيسه حينها الشكر عليه.
لا بأس من أن تعلق صور الرئيس أثناء الانتخابات أو حيث يجتمع الوزراء و في مكاتبهم لأنهم ينفذون برنامجه الانتخابي و هو من اختارهم و المشرف عليهم. أما أن تمتلئ المكاتب الحكومية و غير الحكومية و المحاكم و البنوك و الشوارع و المقاهي و المدارس و الجامعات و ورق العملات بهذه الصور فلا معنى لذلك الا الدكتاتورية المقيتة و إرسال الرسالة السيئة للناس بأنه هو المعطي و هو المانع و هو الضار و هو النافع و هو ولي الأمر كله.
ولا عجب إذن بعد عقود من هذه الممارسات أن يوجد أناس لا يعرفون حق أنفسهم و يعتقدون أن الرئيس هو من علمهم و من وظفهم و من أنعم عليهم بالأمن و الاستقرار، و من ثم وجب عليهم شكره و الامتنان لمعروفه و الولاء له.
و بالعودة إلى مبتدأ هذه المقالة، فان إزالة صور الرئيس صالح من المكاتب الحكومية و الشوارع لا ينبغي أن تترافق مع إحلال صور الرئيس الجديد عبد ربه هادي منصور محلها ليس فقط من أن أجل الحفاظ على المال العام من التبذير، و أنما حتي لا تكون محصلة عملنا هذا استبدال صنم مكان صنم أخر.
ترى هل تعلمنا من أحداث العام المنصرم و تضحياته التي لا ننفك نتحدث عن وفائنا لها درسا بسيطا كهذا أم أن \"حليمة ما زالت على عادتها القديمة\"؟