أعيدوا الردمي وزعفران
بقلم/ اكرم العشاوي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 10 أيام
الأربعاء 04 يناير-كانون الثاني 2012 06:09 م

تم التوقيع على المبادرة الخليجية وانتظرت بفارغ الصبر تشكيل حكومة الوفاق الوطني وفوق الشوق كان هناك لهفة وحب استطلاع لمن ستؤول إليه وزارة الإعلام وقررت العائلة أن من يستطيع أن يخلصنا من محمد الردمي وزعفران سيكون حقق لنا الكثير من أهداف الثورة رغم بساطة هذا الهدف لدينا إلا أنه كان بالنسبة لي وللأولاد في البيت مكسب عظيم وأعلنت تشكيلة الحكومة وذهبت مسرعاً إلى البيت يوم أن قرأت أسماء تشكيلة حكومة الوفاق وبشرتهم بخبر طالما انتظروه مفاده أن الردمي وزعفران سيختفون من الشاشة أما التفاصيل فإن وزرارة الإعلام ذهبت للمعارضة وتحديدا للأستاذ / علي العمراني عمت الفرحة أرجاء البيت بهذا الخبر السعيد قررت دعاء كعادتها في إستغلال أي مناسبة سعيدة لإن تعمل حفلة والحفلة بالنسبة لها هي بالونات وزينة تزين جدران البيت وبسكوت شاى وإن تم شراء تورتة تكون متطلبات الحفل قد اكتملت .

وأعلنت حكومة الوفاق وذهب جميع الوزراء لإداء القسم واستلم الوزراء مهامهم كان يوماً سعيداً وحاولت جاهدا انجاز كل أعمالي في ذلك اليوم للعودة إلى البيت ومشاهدة الوجه الجديد للقناة اليمنية والحلة الجديدة التي حتما ً سترديها من هذا اليوم فهذه نقطة فاصلة في تاريخ القناة اليمنية والإعلام اليمني بشكل عام لكن ما عكر صفو ذلك اليوم هو ما يحدث في بيتنا في أوقات كثير من إختلاف في الرؤى والأفكار تنتهي لإن يكون الضحية في كل مره هو الريموت كنترول لان أخونا مأمون ( الابن الأكبر ) يريد مشاهدة مباراة ريال مدريد ومتابعة أخباره بينما يرغب محمد في متابعة أفلام البراري وما يعرض على قناة ناشونال جغرفي أبو ظبي ودعاء وشلتها الصغار منار وماجد يرغبون في مشاهدة براعم وطيور الجنة وهناك من يرغب في متابعة بعض قنوات الطبخ .

وبالرغم من التقدم بمبادرة إلى جميع الأطراف تقضي بتقسيم الأوقات بين كل الفرقاء ليشاهد كل فريق ما يروق له وحيث أنني أعود في المساء في الغالب فقد كان الوقت المتاح لي لمشاهدة الجزيرة والعربية وسهيل والسعيدة هو من بعد التاسعة وكان التخطيط طبعاً لأن تضاف إلى قائمة المشاهدة قناة اليمن وسبا في المستقبل وبعد ارتداء الثوب الجديد لكن ما عكر الصفو كما أسلفت يوم أداء الحكومة اليمين هو تحطيم الريموت كنترول ولإنني متشوق لمتابعة ما ستبثه اليوم قناة الوطن الحبيب فلم أبحث عن الفاعل لان السبب معروف لكني أرئيت أن أوفر على نفسي ذلك إلى وقت آخر وأتجهت مسرعاً إلى محل الالكترونيات واشتريت جهاز جديد وطلبت منهم قبل المغادرة إعداد الشاهي لإنها ستكون ليلة مميزة بكل ما تعنيه الكلمة وعدت وبدأت متابعة ما يبث على قناة اليمن لكن شيئا لم يتغير ذلك المذيع ذي الشنب الأصفر هو هو غير أن الردمي ليس موجود قلت في نفسي ربما أن سعادة الوزير يحتاج بعض الوقت حتى يغير ومرت الأيام وفعلاً أختفي الردمي ومعه المشهد اليمني واتصالات أم ....الحاشدي التي كانت تتصل كما يقال من السعودية بلهجة صنعانية إلى أبعد حد ولم يظهر حرف واحد من كلامها يدل على تأثرها باللهجة الخليجية والسعودية بالرغم من معرفتنا أن من يقيم في الخليج وخصوصا ً من اليمنين لمدة سنه لا بد أن تظهر علية بوادر معينة من لهجة أهل البلد لكن أختنا هذه حافظت على رصيدها اللغوي كما هو وكالة لم يتغير حرف واحد ’

وقررنا أن نعطي معلي الوزير بعضاً من الوقت وكنا نقول في بعض الأحيان ربما أن الأوضاع هادئة بعد حكومة الوفاة لكن القنوات الأخرى لا تؤكد هذا فهناك حرب وحصار في دماج لم تتعرض له القناة وهناك قصف شبة متواصل على أرحب وصوفان لم تتعرض له القناة قلت ربما أنها تريد التهدئة’ وإعلن عن مسيرة الحياة فقلت أما هذه فلابد أن القناة سترافق مسيرة الحياة خطوة بخطوة وتغطي كل تحركاتها لكن شيئاً لم يحدث ولا مجرد خبر وصلت المسيرة إلى مشارف صنعاء وتعرضت للقتل والاختطاف ولم تحرك القناة ساكناً ففي حين يقتل الشباب في جولة دار سلم كانت الفضائية اليمينية تعرض ((ألا يا طير يالأخضر )) .

وفي كل يوم أمني نفسي أن ثمة أشياء لا بد أن تتغير وفي كل مره لا أرى على الشاشة سوى السنيدار وأمل كعد وحلقات مسجلة في رمضان عن المؤائد الرمضانية وأفلام وثائقية بالأسود والأبيض وصوت جهوري لمها البريهي لبعض الأفلام الوثائقية عن مأرب وقلعة القاهرة . وبت أتساءل ومعي الكثير ألم يجد معالي الوزير ما يعرض على القناة سوى ما يخرجه لنا من الأرشيف أليست ثورة المؤسسات وما يحدث فيها من إزاحة كل فاسد حرية بأن تغطى يا معالي الوزير ألا يستحق ذلك الشهيد الذي تفطرت قدماه وهو يمشي بها صوب حرية وكرامة اليمن أن يحظى بكلمة أو يعلن عن إسمة في قناتكم الموقرة أليست الحشود التي تخرج كل يوم تستحق من أصحاب الكاميرات النزول لتصويرهم ولو بدون تعليق .

إذا كان هذا كله لا يستحق أن يذاع وإذا كانت اليمن قد حُلت كل مشاكلها ولم يعد ما يمكن التطرق إلية فإني وباسم كل الفرقاء في البيت نعلن أننا قد اتفقنا هذه المرة ونبذنا الخلافات التي بيننا كما أتفق كل أبناء الشعب اليمني بكل أطيافهم وتوجهاتهم ورؤاهم على إسقاط النظام نعلن أننا قد اتفقنا على مطلب واحد وهو إعادة الردمي وزعفران على الأقل لقد كانوا ينقلوا لنا المشهد اليمني مشوهاً أما معالي الوزير فقد ألغي المشهد اليمني بالكلية .