شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
في مقابلة كنت أجريتها لمجلة أبواب مع الأستاذ حسين باسليم رئيس قطاع التلفزيون لقناتي اليمن والأولى تحدث عن حصار يواجهه القطاع من قبل المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وشجون أُخر .
كان رئيس القطاع متبرما جدا من الوضع وكان المشهد السياسي محتدما وملتهبا حينها وقد كانت تلك المقابلة الصحفية الأخيرة إذ قدم باسليم استقالته بعدها بأسبوع؛ احتجاجا على مجزرة جمعة الكرامة .
وقد كان ذلك متوقعا (بالنسبة لقناعاتي الشخصية تجاهه) وعرفت حينها وأنا في أروقة مبنى التلفزيون بعد إجراء المقابلة أن باسليم يجلس في منصبه على مضض وحاول أكثر من مرة تقديم استقالته حتى في فترة ما قبل ثورة فبراير 2011 .
وكأي اسم يحمل لازمة "با" التي هي سمة حضرمية واجه الحضرمي ذو البشرة المائلة للسمرة والمؤهلات الإعلامية والعلمية العليا والمتعددة؛ صعوبات في بيئة عمله بصنعاء، لكن الإعلام الرسمي ممثلا بأهم نافذة فيه "قناة اليمن " لم يكن في عهد باسليم بذلك السوء الذي أعقب استقالة رئيس القطاع .
وبالرغم من وجود فلتات في خطاب اليمن " الإعلامي خاصة في الأيام الأولى للثورة الشعبية ليس بوسع أحد إنكار أن القناة احتفظت بقدر ما من التوازن ويمكن رؤية هذا التوازن واضحا بمجرد مقارنة بسيطة مع خطابها الإعلامي ما بعد استقالة باسليم .
استقال باسليم في اللحظة التي قصمت ظهر الإعلام الرسمي.. كانت الاستقالة هي الأقوى قياسا باستقالات إداريين في مؤسسات إعلامية. وتأكد للكثير ممن يدركون هفوات "اليمن " الرسمية أن ثمة يمنيا خلف الشاشة يتألم على اليمن.
وما إن غادر الرجل القناة تحولت إلى بوق في سوق الضلال والتضليل.. لم يعد بعد باسليم ثمة كابح او رجل رشيد على ما يبدو وشاهد اليمنيون والعالم وسمعوا من القناة الرسمية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من السفه الإعلامي .فيما كانت دماء الشهداء تسيل وعُد انضمام باسليم للثورة ظفرا لشباب التغيير.. ثم اتسعت الكراهة لدى كل اليمنيين لقناة رأوا أنها لا تمثلهم في شيء بل تعمد إلى تشويه الذاكرة والوجدان اليمني على مرأى ومسمع .
وباتت القناة شاشة للفضائح اليومية الأمر الذي جعل الثوار يدرجون كثيرا من أصواتها ووجوهها في القائمة السوداء واعتبروا القناة العدو رقم 1 .
ذلك لم يجد نفعا مع خطابها الذي زاد تفاقما ضد الثورة ..وحصل رئيس القطاع المستقيل على نقاهة مكنته من متابعة ورصد كل عثرات وثغرات الخطاب الإعلامي الرسمي .
أخيرا عاد باسليم إلى "اليمن" وهو أدرى الناس بشعابها .عاد بشرعية جديدة هي الشرعية الثورية .يقول باسليم إنه الآن بصدد إعادة الاعتبار للإعلام الرسمي ..هي مهمة شاقة بالفعل لكن إعادة رئيس القطاع إلى منصبه تعد أول الاعتبار .