مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
ربما كان معظم اليمنيين إن لم يكن كلهم يعلمون يقيناً - ومنذ الـ 3 من شهر فبراير المنصرم ، وهو يوم انطلاق ثورة شباب التغيير المباركة في اليمن – بأن الأمور ستتطور إلى هذا الوضع الذي وصلت إليه اليوم ، ولربما كانوا يتوقعون حدوث مثل هذه المجزرة البشعة التي حصلت على المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء ، بعد أدائهم الصلاة في جمعة الكرامة ، بل ويتوقعون مجازر أخرى قد تحدث في العديد من المحافظات ، لأنهم يعلمون بداهة بأن الثورات وعلى مر التاريخ ، لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التضحيات ، ودماء الشهداء هي ذروة تلك التضحيات ، وهي أغلى ما يمكن تقديمه في سبيل تحقيق الانجازات التاريخية الكبرى للشعوب ، وهذه الثورات المتتالية والمتسارعة اليوم في عالمنا العربي برمته ، تعد من أهم التحولات التاريخية الكبرى في منطقتنا العربية بعمومها .
بالأمس القريب كان بعض البسطاء من اليمنيين ، الذين تنطلي عليهم حيل النظام وأكاذيبه ، يرددون - وببراءة ساذجة - نفس العبارات التي يسوقها النظام وأزلامه بقصد البلبلة وبث الرعب في قلوب البسطاء من الناس ، ومن تلك العبارات أن اليمن ليست تونس أو مصر ، وأن اليمن مختلف ، وان الشعب اليمني لا يمتلك الوعي الحضاري والثقافي الذي يمتلكه المصريون والتونسيون ، وبالبلدي " الفظيع " فهم يعنون بذلك أننا شعب "مجنون " وشعب مسلح ، وذو تركيبة قبلية ، وسنتقاتل فيما بيننا ، و..... الخ ، من تلك الأقاويل التي تؤكد في مضامينها بأن هذا النظام بات لا يحترم حتى وعينا وإدراكنا كيمنيين ، فهو أصبح لا ينظر إلينا سوى كقطعان من الأغنام ، لا تعي ولا تفهم شيئاً .
إنَّ هذا المضمون من الخطاب البائس يعد - بتقديري - تحقيراً مشيناً للشعب اليمني العظيم ، الذي ضرب أروع الأمثلة في التلاحم بين أبنائه من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ، وضرب أروع الأمثلة كذلك حين خيب ضن المرجفين والخانعين الذين اتهموه بالتمزق والفرقة ، ووقف صفاً واحداً وروحاً واحدة في ساحات التغيير ، في تلاحم وطني توحدت أهدافه ، كما توحدت هتافاته .
كم أدهشتني وأثلجت صدري تلك المواقف المشرفة لأبناء كبريات القبائل اليمنية ورجالاتها ، وبخاصة في مأرب وعمران ، الذين توجهوا لنصرة ومساندة إخوانهم المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء بشكل سلمي ، وخاصة بعد الاعتداء عليهم فجر السبت الماضي ، تاركين بنادقهم وذخيرتهم في منازلهم ، مسقطين بذلك كل الرهانات التي كانت تقول بأن الرجل " القبيلي " لا يمكن ان يترك سلاحه من كتفه إلاَ على جثته ، فهو لا يذهب أينما ذهب إلا وسلاحه برفقته ، كما أخرسو كل الألسنة التي كانت تتهمهم بقلة الوعي في أساليب التعبير بشكل سلمي وحضاري ، حين تمسكوا كما كل الشباب بسلمية تظاهراتهم وسلمية مطالبهم .
قال لنا البسطاء من الناس أن النظام اليمني ليس كنظام بن علي أو حسني مبارك أو القذافي ، وأنه يمتلك من الحكمة والكياسة ما يؤهله ليكون مختلفاً في تعاطيه مع الأمور ومع مطالب شباب التغيير ، فقلنا لهم بأن النظام العربي هو ذات النظام في اليمن أو تونس أو مصر أو غيرها من الدول العربية ، وأن أوجه الشبه بينها تكاد تكون متساوية وخاصة في درجة القمع للحريات والانتهاكات لحقوق الإنسان وكرامته ، وأن كرسي الرئاسة هو ذات الكرسي ، فأتت مجزة ساحة التغيير بصنعاء عقب صلاة جمعة الكرامة لتثبت دموية هذا النظام كغيره من أنظمة ودكتاتوريات العالم العربي .
إن دماء الشهداء الذين سقطوا في جمعة الكرامة بساحة التغيير في صنعاء ، كما قد كانت ماء إخوانهم الذين سبقوهم بالشهادة في ساحات أخرى للكرامة من مختلف المحافظات هي الروح لهذه الثورة وجذوتها ، وهي كانت ولا تزال المحرك لهذا الزخم الذي نراه ، والتي لولاها لما كان هذا الصمود الأسطوري لكل شباب التغيير في الساحات وفي الميادين ، ولما كان هذا الاصطفاف الوطني السلمي والحضاري بين أبناء اليمن الواحد ، تلك الروح التي انطلقت من تونس الخضراء في المغرب الغربي ، إلى قلب العروبة في مصر ، إلي ليبيا عمر المختار ، إلى اليمن بلد الأحرار ، ومنجبة الأبطال والثوار على مر التاريخ .
إن ثورة اليمن اليوم كما كل الثورات العربية ، هي روح تسري في الجبال وفي الهضاب ، في الفيافي وفي الصحراء ، في المدن وفي الأرياف ، في كل شيء ينبض بالحياة ، في دماء كل الأحرار وكل الشرفاء ، ودماء الشهداء ملحها وغذاؤها ، وكلما زاد عدد الشهداء انتفضت تلك الروح وازداد عنفوانها ، والتي لا يمكن بأي حال اغتيالها أو مصادرتها .
*كاتب – ومستشار للتحرير بمجلة المرأة والتنمية
الصادرة عن الاتحاد النسائي العربي واتحاد نساء اليمن