مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
تتجه الأنظار اليوم إلى الثورات العربية وكنهها ومصدرها الحقيقي ومآلاتها ومستقبلها في ظل حالة استغراب عالمية وليست فقط محلية وإقليمية من الصحوة العربية المباغتة والتي أطاحت حتى الآن باثنين من أعتى القادة العرب المعمرين والدائرة اليوم تهدد اثنين آخرين ولا يبدو أن الثورات ستقتصر على بلدين أو ثلاثة ويبدو كذلك أن الغرب ذاته يعيش حالة الذهول تلك ... فهل هناك تفسيرات أخرى للموقف الغربي إزاء هذه الثورات؟؟ هل فعلا كما يدعي البعض من المحسوبين على الأنظمة العربية المهددة بالزوال أن الغرب يقف وراء تلك الثورات العربية الشبابية الواعدة؟ وهل فعلا أن الغرب هم المستفيد الأول والأخير منها؟؟ هل أفشلت هذه الثورات مخططات الغرب في الشرق الأوسط وهددت صديقته المفضلة ( اسرائيل ) ؟؟؟ ... أسئلة كثيرة تضع نفسها بإلحاح هذه الأيام ولربما تكون الإجابة عنها بموضوعية قد تزيل كثير من اللبس حول تلك الأحداث وخصوصا من قبل الباحثين المتخصصين في المجال الاجتماعي وسأحاول الإدلاء بدلوي مستعينا بالله فأقول أنه ينبغي أن يعلم أن الثورات هي إحدى أشكال التغير الاجتماعي السريع للمجتمعات وتكتنفه مخاطر اجتماعية واقتصادية وسياسية جمة تهدد مصالح أرباب النظرية الرأسمالية الليبرالية القائمة اليوم بزعامة أمريكا تلك النظرية التي تنص على أن الاستقرار في المجتمعات هو الأساس وأن الثورات تعد مظاهر غير صحية ينبغي القضاء عليها واستئصال شأفتها بعكس النظرية الماركسية البائدة والتي ترى في الصراع ضرورة بشرية ملحة تمنع من تحكم أصحاب رأس المال بالثروات وحرمان العمال من فرص العيش الكريم ورغم ادعائاتها تلك فقد فشلت تلك النظرية عمليا عندما استعبدت الناس في سهول سيبيريا ومنعتهم من التعبير عن أنفسهم والمطالبة بحقوقهم وهكذا الحال اليوم بالنسبة للنظرية الليبرالية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة وتوشك أن تلحق بصاحبتها – الاشتراكية – حتى أن الغرب في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها منذ عقود وتفاقمت في السنين الأخيرة بدأ يبحث عن نظرية جديدة من شأنها أن تعيد الحياة للحضارة الغربية الزائفة بقيادة أمريكا وليس أدل على فشلها من اعترافات منظريها أنفسهم واتهاماتهم لبعضهم البعض ولأبحاث مدارسهم المتنوعة بأنها تعمل فقط من أجل تطويل عمر النظام الرأسمالي وتبرير السياسات الغربية بل إن علم الاجتماع الغربي بأكمله القائم على الأسس الرأسمالية متهم في أوساط مفكريه ومناصريه – فضلا عن مناوئيه – بالفشل في حل مشاكل المجتمع والسطحية في الدراسات والـأبحاث المنطلقة من أسس النظرية البنائية الوظيفية واكتفائها بالجانب الوصفي والتحليلي دول إعطاء العلاجات النافعة.
ما يهمنا في هذه المقدمة أن الدور التبريري لفلاسفة علماء الاجتماع الغربي ونصائحهم فيما يتعلق بالتصدي للثورات المناوئة للأنظمة الرأسمالية لم يقتصر فقط على بلدانهم بل تعداه بدراسات وأبحاث في العالم الثالث بقصد ضرب الحركات التحررية نتيجة لما وفرته تلك الأبحاث والدراسات من بيانات لوكالة الاستخبارات الأمريكية فقد أوضح أحد هؤلاء الفلاسفة وهو ( جورج بيني ) في كتابه ( عملية الثورة ) أن دعاة الثورة لن يجدوا غير قليل من الآذان الصاغية في الغرب المتقدم لأن اهتمامنا الآن مقصور على دراسة الاجراءات المضادة للثورات. كما أكد ( لوسيا باي ) في بحثه ( جذور العصيان وبداية حركات التحرر ) أن هدف بحثه هو تزويد الحكومات بنصيحة صادقة تتعلق بكيفية التعامل مع المتمردين والتي لخصها في الامتناع عن تقديم أي تنازلات لهم تحت أي ظرف من الظروف وأن على الحكومات أن تدعم شبكات التجسس الخاصة بها وتحول دون تسرب المعلومات. وهذا ما تعمله اليوم بالتحديد الحكومات التي تتعرض لخطر الثورات إظافة إلى بث الدعاوى والشائعات والدعاية المضادة وقد تعمل على تفريخ ثورات مصطنعة تهدم وتقوض تلك الثورات المناوئة لها.
وبخصوص امكانية خروج الغرب عن أسسه ونظرياته ودعمه للثورات التي تهدد حلفاءه في الدول النامية فلا يستبعد ذلك في بعض الأحيان فقد يحاول أن يتبنى الثورة إذا رأى صلابة عودها من أجل الحفاظ على مصالحه المستقبلية في الحين الذي لن يتخلى بسهولة عن حلفاءه القداما المتمثلين بالأنظمة التابعة له التي تمثل بعده الرأسمالي الذي أذاق البشرية الأمرين منذ عقود طويلة من الزمن ( وهذا يضاف إلى التدمير والآلام التي تعانيها الشعوب بسبب أولغاريشات رأس المال المعولم ونفوذه العسكري والمنظمات التجارية والمالية والمرتزقة التابعين له تلك الآثار الناتجة عن الفساد وخيانة الأمانة الوظيفية المنتشرة على نطاق واسع في عدد من الحكومات في العالن الثالث على وجه الخصوص ذلك أن النظام العالمي لرأس المال العالمي لا يمكن أن يعيش من دون التواطؤ مع نشاط وفساد الحكومات المعنية) ( سادة العالم الجدد ص 11 ).
ومن هذا المنطلق فإن الحديث عن تبني الغرب للثورات ودعمها اليوم حديث بعيد عن الحقيقة بل ومجاف لها رغم التصريحات التي نسمعها بين الحين والآخر ونعت بعض الشخصيات المحسوبة على الثورات بالعمالة والدعم المبكر لها من الغرب كما حدث أثناء الثورة المصرية أو حديث المحسوبين على الأنظمة المتهالكة كما مر معنا بنسبة هذه الثورات ومصادرها إلى الغرب وأمريكا بالتحديد، بل الحقيقة أن وراء هذه الثورات حكمة بالغة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وقد تكون مقدمة لتغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية عربية وعالمية كبرى من شأنها أن تعدل من موازين القوى المعروفة حاليا بنظام القطب الواحد بزعامة أمريكا وقبل ذلك تغيير شامل في الأنظمة العربية وظهور نجوم جديدة في سماء السياسة العربية ولاعبين جدد في ميدان الحياة العربية القادمة ومستقبلها المنشود.
*باحث اجتماعي وإعلامي