محافظ تعز ! حقيقة دوره ومهمته
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 4 أيام
الجمعة 31 يوليو-تموز 2020 06:05 م
 

في نهاية ديسمبر من عام 2018م صدر قرار تعيين الأخ / نبيل عبده شمسان محافظا لتعز .. وبعد اشهر من قرار تعيينه وصل الى تعز ولم يمكث فيها اسابيع حتى غادرها الى مقر اقامته الدائم قبل تعيينه في القاهرة.

وبعد اكثر من عام من غياب المحافظ تداولت بعض المصادر تسريبات عن توجهات لتعيين محافظ بديل لنبيل شمسان الأمر الذي دفع به الى العودة مسرعا لتعز وتشاء الأقدار ان تُغلق المطارات ويعلق المحافظ في تعز بعد انتشار جائحة كوفيد 19 (كورونا المستجد) واغلاق المنافذ وتوقف حركة الطيران عالميا.

لم يكن اختيار المحافظ نبيل شمسان قرارا حرا من الرئاسة بل كان نتيجة إملاءات واشتراطات دأب عيال زائد على فرضها على الحكومة الشرعية المحتجزة بالرياض ومن خلال فرض سياسة الأمر الواقع الذي يستحدثونه على الأرض مستخدمة خلية القاهرة العفاشية كغطاء واداة لإستكمال مخططات إسقاط تعز وصرف النظر عن تحريرها .. ولندع كل ذلك الحديث جانبا وننظر لما حققه محافظ تعز نبيل شمسان منذ تعيينه قبل اكثر من 560 يوما وحتى هذا التاريخ:

فخلال كل تلك الفترة لم يتواجد في تعز ويمارس اي مهام إلا بعد ان علق بتعز بسبب جائحة كورونا .. وخلال الفترة التي علق بها قسرا اتخذ كثير من القرارات وقام بالكثير من التصرفات المخالفة للقوانين التي لا تخدم تعز ولم يقم بأي عمل ايجابي من اجل المحافظة وادخل المحافظة في اسوء وضع مقارنة بالمحافظات الأخرى المحررة وايضا مقارنة بالمحافظات التي يسيطر عليها الإنقلابيين، فأكوام الزبالة تتراكم في شوارع تعز اينما ذهبت والكلاب الضالة تتعاظم اعدادها والمستشفيات لا تتوفر فيها لقاح عضة الكلب والأحوال المعيشية للمواطنين من سيئ الى أسوء والخدمات العامة منعدمة كليا، تناسى قضية تعز المحورية وهي التحرير (لم نسمعه يوما يتحدث عن تحرير تعز إلا بصورة عابرة) وكافة قرارته كانت تصب في دعم وخدمة مشاريع التمرد على الشرعية ونشر الفوضى في تعز بعد ان اعاد تنظيم غرفة العمليات بالمحافظة بما يتماشى ورغبات خلية القاهرة العفاشية التي باتت عبارة عن خلية تجسسية تتبع عيال زائد في ابوظبي وترك تسيير الأمور لمجموعته المنتقاة في عمليات المحافظة لتعبث كيفما تريد متلقية التعليمات مباشرة من خلية القاهرة لزعزعة استقرار وامن المحافظة وتغييب قضية تعز الكبرى وهي تحرير تعز وكسر الحصار المفروض عليها من الإنقلابيين ومن ميليشيات ابوظبي في الساحل الغربي.

ولعل من اغرب التصرفات التي قام بها المحافظ هي اصداره توجيهات لفرع البنك المركزي بتعز بمنح تصاريح فتح محلات صرافة متخطيا قانون البنك المركزي لتنظيم اعمال الصرافة وادى الى انتشار غير قانوني لمحلات الصرافة بتعز وهذا ما انعكس سلبا على قيمة العملة المحلية امام العملات الأجنبية وادى الى مزيدا من المضاربة والتلاعب في اسعار الصرف، كما قام باصدار قرارات لانشاء صناديق تبرعات غير قانونية وقام باصدار قرارات مخالفة للقانون ولقرار انشاء مصلحة الضرائب التابعة للسلطات المركزية وليس من صلاحيات السطلة المحلية.

عاد وليته لم يعد :

نعم عاد نبيل شمسان ليس شعورا منه بالمسؤولية وانما عاد مضطرا بعد ان وصلت انباء عن ازاحته من منصبه، عاد وهو يحمل اجندة خلية القاهرة لتمزيق تعز بطريقة ناعمة بعد فشل خلية القاهرة والإمارات في تفكيك الجبهة الداخلية بتعز باختلاق كيانات من المرتزقة والخونة على هيئة ميليشيات مسلحة داخل مدينة تعز او تشكيل حزام امني تسند مهماته لكتائب ابو العباس ووجه هذا المخطط برفض شعبي وسياسي وعسكري الأمر الذي صدمت به ابوظبي، إذ عجزت عن شراء ولاءات ايا من القيادات العسكرية والأمنية بتعز .. ورغم المشاكل والاقتتال الداخلي الذي احدثته تلك الميليشيات في تعز وموجة الاغتيالات التي طالت الكثير من جنود وقيادات جيشنا الوطني الا ان مخطط خلية القاهرة وعيال زائد للسيطرة على تعز من الداخل مُني بانتكاسة في معركة فرض السيطرة واستطاعت اللجنة الأمنية بتعز من حصار كتائب ابو العباس واجبارها على الاستسلام لولا تدخل المحافظ نبيل شمسان بايعاز من الامارات على تمكين افراد الكتائب المتمردة من الخروج من تعز وبكامل اسلحتهم.. وكان خروج تلك الميليشيات من تعز بمثابة انتصار للدولة ومؤسساتها وانتصار امني كبح جماح الميليشيات المتمردة، الا انه ابقى وحافظ على تلك الميليشيات كشوكة في خاصرة تعز لتحريكها في مخططات قادمة.

عاد نبيل شمسان الى تعز حاملا اجندة خاصة وضعتها خلية القاهرة كخطة جديدة لإسقاط مدينة التربة وعزل الحجرية والساحل الغربي عن تعز وقد استطاعت ابوظبي ومن خلال الكيان الميليشاوي الذي اسسته في الساحل الغربي بقيادة( سارق الغنم ) طارق عفاش ان تتسلل الى مدينة التربة واستدعاء بعض من العناصر العفاشية والمتحوثين لتزرعهم في مدينة التربة وبالطبع اتخذت من كتائب ابو العباس ذراع للتوغل في بعض مناطق الحجرية وبدأت تتشكل تنظيمات ميليشاوية وتعلن تمردها على الحكومة الشرعية وك

ان من السهل القضاء على تلك التنظيمات لولا الدعم والغطاء القوي الذي تبناه محافظ تعز لتلك الميليشيات واتخاذ مواقف تحد من اجراءات الجيش الوطني واللجنة الأمنية والشرطة العسكرية، بل انه فتح خطوط للتواصل مع تلك الميليشيات في التربة وخطوط اتصال مع ميليشيات طارق عفاش الذي لايعترف بالحكومة الشرعية ولا يخضع لوزارة الدفاع او لقيادة محور تعز وكان بمثابة المحلل للأنشطة المريبة التي تمارسها ميليشيات ابوظبي لزعزعة الأمن وخلق فوضى في مدينة التربة واقحام عناصرمن اللواء 35 مدرع في تلك الفوضى والتمرد، بل وبذل محافظ تعز جهودا محمومة مع خلية القاهرة للضغط على الرئيس عبده ربه لتعيين قيادات في اللواء 35 محسوبة على ابوظبي تمهيدا لإسقاط اللواء 35 في جوارب ابوظبي .. وباءت تلك الجهود بفشل ذريع بعد قرار تعيين القائد العميد الركن/ عبدالرحمن الشمساني قائدا للواء 35 مدرع الأمر الذي اسقط رهانات عيال زائد وخلية القاهرة واذنابهم بتعز واصابهم بسعار محموم واربك كافة مخططاتهم ودفع بمرتزقة ابوظبي لتصعيد تمردهم على القرارات الرئاسية وشن حملات تحريضية على السلطات الشرعية وبمنتهى البلاهة يعلنوا عن توجههم لفرض الفوضى بمدينة التربة ناشدين ان تكون التربة مقاطعة خاصة بهم تخضع لحسابات حزبية فئوية وبلغت بهم الوقاحة التدخل في تعيين قيادات الألوية غير مخفيين لنواياهم الإرتزاقية وسارعوا لنشر الفوضى وقطع الطرقات والاعتداء على المسيرات السلمية المؤيدة للشرعية.

كل ذلك يحدث والأخ محافظ تعز يقف متفرجا امام تلك الحركات المتمردة بانتظار ان تفرض واقعا جديدا على الأرض وحتى يسقط الحجرية في المزيد من اعمال الفوضى قرر مغادرة تعز الى القاهرة، الا انه تلقى توجيهات من القيادة الشرعية بالبقاء بتعز وعدم مغادرتها إلا بعد اعادة الأوضاع الأمنية بتعز الى ما كانت عليه وتمكين قائد اللواء 35 مدرع من استلام مهامه.

كافة مناحي محافظ تعز نبيل شمسان تشير الى تكريس وقته وجهده الى صرف النظر عن معركة تحرير تعز باختلاق ازمات جانبية مع تقديم التسهيلات والحماية والتغطية لأذرع ابوظبي والميليشات المتمردة لفتح جبهات مناوئة للشرعية بالتربة وفي تعز الا ان تلك الجهود تكللت بالخيبة والفشل .. وعلى الأخ المحافظ ان يعي ان مسألة تحرير تعز هي القضية التي تتمحور حولها كل مهامه وقد اثبت عجز وفشل في هذا الأمر فمنذ تعيينه استطاع تهميش قضية تعز الكبرى وهي التحرير وفك الحصار وانصرف الى اختلاق ازمات جانبية لصرف النظر عن تحرير تعز بغية اتاحة المجال لمرتزقة ابو ظبي لتنفيذ مخططاتهم التآمرية على محافظة تعز وفرض واقع جديد كما هو الحال في بعض المحافظات الاخرى.

محافظ تعز واللعب على المكشوف:

 لم يعد هناك ما يمكن إخفاءه او تبريره ازاء المواقف والقرارات التي يتخذها المحافظ والتي تصب في انجاز المهام الموكلة اليه من خلية القاهرة، وباتت قضية تحرير تعز لا تستحق ادنى اهتماماته ولمزيدا من الإرباك اتجه الى تأسيس صناديق التبرعات (العفافيش مغرمون بالصناديق ) والاستحواذ على ايرادات تعز بطرق غير قانونية وبمبررات تخالف القوانين، ولنا ان نتصور انه منذ تعيينه لم يقم بزيارة واحدة لأيا من جبهات القتال وتفقد الجنود بتعز ، بل عمد الى سلوكيات وتصرفات تكرس على اضعاف معنويات القيادات العسكرية والجنود بالجبهات واضعاف مؤسسات الجيش والأمن وذلك من خلال إعاقة اعمال الجبهات القتالية وحرمانها من مستلزمات الأفراد والمقاتلين ووقف دعم الجبهات في ظل توقف الدعم من الجهات المختصة بل وجه المحافظ الدعم المتاح للمليشيات والمجاميع المسلحة والخارجة عن القانون والمطلوبين امنيا وقربهم منه والعمل معه واستخدم سلطاته لحماية الميليشيات المتمردة ومنع الجهات الأمنية من فرض الأمن والقبض على من ينشرون الفوضى ويجاهرون بتمردهم على الشرعية ويرفضون تعليمات قيادتهم العسكرية وجعل من نفسه وسيط بين الشرعية والمتمردين متناسيا مكانته الرسمية كمحافظ ترتكز مهامه على فرض هيبة الدولة بل وكانت كل وساطاته تجنح لتمكين وتشجيع المتمردين على الدولة والنظام والقانون وكل تحركاته وقرارته توجه من قبل خلية القاهرة التي يتزعمها حمود الصوفي و رشاد العليمي واخرون تلك الشخصيات المحنظة التي تفرضها السعودية على الحكومة اليمنية ومعروف ان تبعية تلك الشخصيات للسعودية الا ان الخلية تُدار من قبل عصابة أبوظبي وفق تفاهمات مع الرياض وهي نفس الخلية التي وقفت ضد محافظة تعز في ثورة 2011م وشجعت على قتل الشباب واحراق ساحة الحرية بتعز واستمرت بسلوكياتها المشينة تجاه المحافظة ودعمت الإنقلاب على الشرعية في 2014م.

المحافظ نبيل شمسان اثبت فشله الذريع في ادارة محافظة تعز ونستطيع الجزم بانه لايصلح للبقاء كمحافظ وقيادة تعز في ظل ظروف الحرب كونه يفتقد للمقومات السياسية والعسكرية لإدارة المحافظة المحاصرة والمحتل عددا من مديرياتها من قبل الانقلابين في صنعاء ومن قبل عصابة ابوظبي في الساحل الغربي، فعقليته تدار ولا تدير وتلك هي شخصي

ته ومهاراته لاتتعدى استراتيجيات الأجور وتطبيق نظام البصمات والصور البيولوجي وبعيد كل البعد عن كل مايتعلق بالأمور العسكرية والأمنية، البلاد في حالة حرب وكافة المحافظات عين لها محافظين عسكريين يقودون الحرب في الجبهات كلما استدعت الضرورة وبالتالي فان منصب المحافظ يفترض في الظروف الحالية ان يكون لقيادة عسكرية او اسناد مهام المحافظ لقائد المحور ، ومن الغريب ان يترأس المحافظ اللجنة الأمنية بتعز وهو لا شأن له او خبرة في الأمور العسكرية والأمنية، فعندما تضع الحرب اوزارها فحينها يأتي دور القيادات المدنية.

محافظ تعز يفترض ان يكون من القيادات التي صمدت ودافعت عن تعز ولم تغادر تعز في احلك الظروف وليس من بقايا عفاش الذين تامروا على تعز وفروا من البلاد في احلك و اصعب الظروف بعد ان اوسعوا جراح الوطن بخياناتهم وتآمرهم بل تركوا زعيمهم عفاش يواجه مصير افعاله وافعالهم المسمومة في حق الشعب اليمني ووحدته وارضه والتي مازلنا نتجرع مرارة اثامها حتى اللحظة بل وانقلبوا مع الشرعية ورهنوا انفسهم بنفس الوقت كمرتزقة لعيال زائد واوغلوا خناجرهم المسمومة في خاصرة الشرعية ووجدوا بالحرب ابواب كبيرة للارتزاق وتوزيع فسادهم ولن يسلم الوطن من تامراتهم إلا بتعريتهم واستئصالهم بفسادهم المتوارث فهم الورم الخبيث الذي لن تتعافى اليمن إلا بجزه من جذوره.

ان كل تصرفات وقرارات وتوجيهات محافظ تعز ترمي وبشكل جلي الى انجاح محاولات امارات عيال زائد للسيطرة على محافظة تعز وهذا الأمر لن يتحقق باذن الله طالما وهناك الشرفاء والمخلصين من القيادات العسكرية والأمنية بتعز والذين صمدوا وضحوا من اجل تعز ولن تذهب دماء الشهداء والجرحى هدرا من اجل تحقيق اطماع ابوظبي ومن ورائها وينبغي على الأخ المحافظ ان يعي ان خلية القاهرة لن تحقق سوى الخيبة وسيأتي اليوم الذي تطالهم يد العدالة، فقانون الحصانة الذي فرضته المبادرة الخليجية هو قانون مفسد وباطل في الاصل ويتعارض مع القوانين الوضعية والشرائع السماوية فمن يبيعون قضايا اوطانهم خونة ونهايتهم ستكون مخزية ومهينة ولا نتمنى للاخ المحافظ ان يكون ضحية لتلك العناصر المرتهنة لتلك الخلايا من الخونة الذين تاجروا بقضايا شعبهم ووطنهم ومازالوا يمعنون في ذبح الشعب اليمني وتمزيق اليمن.

فالحرب مهما طال امدها ستنتهي والخونة سيسقطون وسيعود اليمن شامخا بيد المخلصين من ابناءه الذين ضحوا من اجله وحموه وحافظوا على وحدته بصدق الولاء والانتماء وافتدوه بارواحهم وجند الله هم الغالبون هكذا يحكي التاريخ وإنا لمنتظرون.