آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

الشباب والفراغ.. في اليمن
بقلم/ محمد قطران
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 26 فبراير-شباط 2008 06:04 م

يعد الفراغ ظاهرة خطيرة تنتشر في المجتمع، وخصوصا في أوساط الشباب الذين يشكلون70 % من إجمالي عدد السكان في اليمن، وحسب تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي للعام 2006م، فان البطالة تمس ثلث الشباب ممن هم في سن العمل, وبنسبة 34 %، وهو رقم كما يوضح التقرير مرشح للزيادة.

وتشكل ظاهرة الفراغ تهديدا لمستقبل الشباب خصوصا والمجتمع عموما، وعائقا من عوائق عملية البناء والتنمية، كما أنها تعد مرتعا خصبا لتكاثر العديد من الآثار والأمراض الاجتماعية الناجمة كالانحراف والفقر وممارسة العنف والجريمة والتطرف والإرهاب، بالإضافة إلى أمراض نفسية كالاكتئاب الذي يدفع صاحبه للانتحار.

ويصبح الفراغ نعمة كما ورد في الحديث النبوي الشريف " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " إذا ما تم استغلاله استغلالا سليما ومثمرا ونافعا.

وتضطلع الحكومة ومؤسساتها المعنية والقطاعات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بالشباب، بدور كبير ومسؤول فيما يخص رعاية الشباب والاهتمام بهم واستغلال طاقاتهم مواهبهم وإبداعاتهم، من خلال إيجاد حلول وبدائل مناسبة لقضايا الشباب، وإعداد استراتيجيات تنفيذية تكفل شغل أوقات فراغ الشباب، واستثمار قدراتهم، وتعمل على صقل مهاراتهم وإبداعاتهم بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع والفائدة.

وبهذا الصدد يؤكد وكيل الشباب والرياضة المساعد لقطاع الشباب احمد العشاري في حديثه لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) أهمية تكاتف الجهود الرسمية والخاصة والجماهيرية في سبيل استيعاب فئة الشباب وحمايتهم من آفات الفراغ التي تثقل كاهلهم وكاهل المجتمع، واستغلال إمكانياتهم في مختلف المجالات.

ويضيف:" الحكومة عموما والوزارة خصوصا تولي شريحة الشباب اهتماما كبيرا نظرا لشعورها بأهمية هذه الشريحة في رقي وتقدم وتنمية المجتمع ".مشيرا إلى أنه تم تنفيذ العديد من البرامج والخطط والأنشطة الشبابية المختلفة منها ما تنفذه الوزارة سنويا بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية من فعاليات وأنشطة المراكز الصيفية في عموم محافظات الجمهورية بهدف احتواء النشء والشباب وشغل أوقات فراغهم وتطوير قدراتهم.

وقال:" ولدى الحكومة توجه جاد في إطار دعم قطاع الشباب, حددت معالمه ورسمت ملامحه من خلال توصيات وقرارات المؤتمر الوطني للطفولة والشباب الخاص بتنفيذ ما تضمنته الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب من برامج، ومعالجات تهدف إلى رعاية النشء والشباب، واستثمار إبداعاتهم ومهاراتهم في كل المجالات، والإسهام في الحد من البطالة واستغلال أوقات الفراغ لهاتين الفئتين الاستغلال الأمثل".

وأشار إلى أن المعني بتنفيذ هذه الاستراتيجية هي الوزارة بالتعاون والتنسيق مع عدد من الوزارات والجهات الحكومية المعنية بقطاع النشء والشباب والأمومة والطفولة.

ولفت الوكيل إلى أن القطاع الحكومي وخلال السنوات القليلة الماضية شهد وسيشهد توسعا ملحوظا سواء في تكثيف الأنشطة الشبابية أو فيما يخص تأسيس وإنشاء البني التحتية المخصصة لرعاية الشباب والتي تأتي ضمن توجيهات القيادة السياسية ونجدها في مضمون البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية الذي يولي الشباب اهتماما كبيرا وحيزا واسعا من مضامينه الوطنية.

مشيرا بهذا الصدد إلى أن الوزارة نفذت العديد من المحاضن الراعية والمنمية لمهارات وقدرات الشباب ، كما تنفذ حاليا وستنفذ العديد من المشاريع في هذا الجانب أبرزها إنشاء معهد إعداد وتأهيل القيادات الشبابية بصنعاء ، وتأسيس مراكز لتنمية الشباب متعددة الأغراض، وتأسيس نادي علمي لرعاية المبدعين الشباب في المجالات العلمية والتقنية، إلى جانب تأهيل بيوت الشباب وتحويلها إلى مراكز تنمية وخدمة اجتماعية.

وقال:" وبهدف إيجاد فرص عمل للشباب وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم يجري حاليا إعداد دراسات وتشريعات خاصة بإنشاء مركز الدراسات والبحوث الشبابية يعنى بالبحث في قضايا الشباب وإعداد الدراسات الخاصة بهذه القضايا، وبصدد اقتراح المعالجات المناسبة لها بمساعدة جهات ومؤسسات معنية".

وأضاف:" كما يجري حاليا العمل في إطار حكومي على إعداد البرنامج التنفيذي لاتفاقية الدمج الاقتصادي والاجتماعي للشباب في اليمن المبرمة بين بلادنا وحكومة فرنسا الصديقة بهدف دعم كل ما من شانه رعاية الشباب، واحتوائهم من مخاطر الفراغ و تمكينهم من العمل اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا ".

من جانبه يؤكد عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا بالمعهد العالي للقضاء فضيلة الشيخ محمد بن علي المنصور أهمية رعاية الشباب وحمايتهم من مخاطر الفراغ باعتبارهم عماد قوة الشعوب وقاعدة نهضتها، معلقا ذلك بشرط أن يلقى الشباب عناية تامة من خلال التربية الإسلامية المستمدة من قدوة الشباب الأول ومعلم البشرية الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.

ويقول:" إن الفراغ مشكلة عظيمة تمسخ الشباب ولا يؤتي شيئا مما خلق لأجله إذا فقد التربية والتعليم الصحيح النافع، وتكون أضراره فادحة لأن المجتمع كالمركب أكثر محموله من الشباب , فإذا كان فراغ الشباب من غير تعليم ولا تربية صحيحة كان المجتمع بأسره في شقاء وتعب جراء المشاكل الناتجة عن الفراغ من سطو وقتل وتمزق وعقوق وشقاق والعياذ بالله والعكس بالعكس صحيح ".

ويضيف الشيخ المنصور:" الإسلام يوجب الاهتمام بتربية الشباب بتعليمهم أمور دينهم ودنياهم والمسؤول الأول عن تربية الشباب أولياءه من الأبوين والإخوة ونحوهم ثم الحكومة والجهات المعني التي يجب عليها أن توجد المدارس المختلفة والمراكز التعليمية والتربوية بالمناهج الكاملة الكفيلة بتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة التي لا غلو فيها والتعليم الوسط بلا إفراط ولا تفريط التي تنشاهم في طاعة الله وحب والوطن وحمايته ".

ويحذر فضيلته من المناهج والأفكار التي يستغل بها أعداء الإسلام والوطن الشباب ضعيفي الإيمان ليبثوا فيهم سحرهم وحقدهم وأفكارهم الضالة بغرض زرع المشاكل والفرقة والفساد والعداوة , داعيا كل من هو مسؤول عنهم إلى حمايتهم من خلال غرس الفضيلة والأخلاق الحسنة وتعميق أواصر الود والتراحم و بر الوالدين وصلة الأرحام وزرع روح الاعتزاز بالوطن والمجتمع.

ويحث الشيخ المنصور شباب هذه الأمة على الالتفاف والتوحد في الطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر والجد والمثابرة ، حاثا في الوقت ذاته المعنيين على الاجتهاد في مسالة رعاية الشباب و محاولة إيجاد الحلول المناسبة التي تقضي على أوقات فراغهم لان الشباب هم سر قوة الأمم ومبعث عزتها وكرامتها وقادتها للرقي والسمو.

ويرى وكيل مدرسة موسى بن نصير بمديرية معين حميد صالح أن مسالة إيجاد حلول بديلة لأوقات الفراغ المهدرة لدى الشباب بحاجة إلى دراسات وبحوث وبرامج ميدانية وإعداد استراتيجيات وطنية تنفيذية تلبي رغبات وطموحات الشباب المكبوتة. مضيفاً:" إن هذه الإجراءات ليست مسؤولية الحكومة وحسب بل مسؤولية الجميع في هذا الوطن بدءا من الأسرة ودورها في التربية، ومرورا بالمدرسة بكل مراحلها، وكذلك الشركات والمؤسسات الخاصة كل في مجاله وبما يكفل حقا دعم ورعاية الشباب و قضاء أوقات فراغهم بما هو مفيد ".

ولفت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت عدد من الأنشطة والفعاليات خلقت حراكا إبداعيا شبابيا في مختلف الأصعدة ثقافيا وتعليميا واجتماعيا ورياضيا واقتصاديا في ظل التوجه الصادق للأخ رئيس الجمهورية والحكومة لرعاية ودعم الشباب والحد من البطالة. مشيراً بهذا الصدد إلى قرار رئيس الجمهورية الخاص بإعادة تفعيل خدمة الدفاع الوطني " التجنيد الإجباري " بهدف امتصاص البطالة في أوساط الشباب و التحاقهم بالمؤسسات العسكرية التي بالتأكيد ستعمل على تعزيز هويتهم الوطنية وتربيتهم التربية الوطنية، وتصنع منهم رجالا قادرين على الذود عن مكاسب وإنجازات وطنهم ويساهمون في تقدمه ورفعته.

ويرى الشابان أحمد الصرابي وناجي الشرفي أن هناك العديد من المجالات التي قد يلجأ إليها الشباب العاطلين لقتل أوقات فراغهم من مختلف الأعمار الخاصة بهذه الفئة كالالتحاق بفعاليات المراكز الصيفية أو الالتحاق بالأعمال المهنية والتقنية والفنية والمعاهد التدريبية والتعليمية.

وأضافا:" إن هذا لن يتأتى إلا بتوجه مسؤول وجهود مبذولة من قبل كافة المؤسسات والوزارات الحكومية باعتبار أن الشباب يمتلك الإبداع والطاقة في كل المجالات ".

ووجها الدعوة لمختلف المؤسسات والمصانع إلى تشجيع واستيعاب الشباب والكوادر المحلية، والاستغناء عن الكثير من العمالة الأجنبية لان البطالة في مجتمعنا كبيرة والشباب العاطلين كثر، وما نسمعه من المسؤولين في الحكومة من برامج واستراتيجيات وأنشطة لدعم الشباب ورعايتهم لا نرى منها على أرض الواقع سوى الشيء اليسير الذي لا يلبي حاجات هذه الشريحة الهامة.

وتظل ظاهرة الفراغ مشكلة تفرض نفسها بقوة في أوساط الشباب بدرجة أساسية، ومشكلة يواجهها المجتمع عموما تمثل احد عوائق التنمية المنشود إذا ما استمرت في التفاقم دون أن يلتفت إليها التفاتة جادة من قبل كافة الجهات المعنية أيا كانت في سبيل القضاء الجذري على هذه الظاهرة التي تقف حاجزا منيعا أمام آمال وطموحات وحاجات أهم فئة وأخطر شريحة في المجتمع شريحة الشباب.