العيد الوطني السعودي .. نبع الوفاء سلطان بن عبدالعزيز
بقلم/ أ.د/محمد بن حمود الطريقي
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 7 أيام
الجمعة 03 أكتوبر-تشرين الأول 2008 05:15 م

مأرب برس – خاص

 لو كنت في صحراء واسعة من الرمال .. وطال بك المسير لأميال .. واشتد بك الظمأ ولفحتك الشمس في رابعة النهار .. وشاء لك المولى القدير أن يقودك إلى ظلٍ ظليل وخيرٍ وفير وماء نمير..إلى واحة غناء وافرة الثمر .. عطرة الزهر.. كثيفة الشجر .. لا يتعب فيها سمعك ولا يملّ النظر .. دوحاتٌ فينانة .. وأغصانٌ ريانة ، وكأنك في قطعة من جنان عدن .. في فراديس النعيم المقيم .. تتقافز فيها فراشاتٌ ملونة وتصدح في حدائقها البلابل والعنادل والشحارير والعصافير .. من أصبح إلى هذا الحال والمآل .. ترى أيمكنه أن يغادره ويشدّ عنه الرحال ؟!!.

هذا هو حالي .. أشعر دائماً بأني قريباً من ( أميرنا المحبوب .. كبيرالقلب عظيم الحب ولي العهد الأمين .. سلطان الخير..).

 لا تُشرق شمس يومٍ إلا ويجعله بابتسامته المشرقة يوماً بهيجاً .. كلامه مواساة .. توجيهاته سعادة.. نظراته الحانية أمل لا يُمَلْ.. مدرسةٌ في العطاء والكرم والوفاء .. في كل يومٍ تكتشف فيه مزايا جديدة وخصالاً فريدة وأفعالاً حميدة..فلا يوجد في قواميسه مصطلحات الحقد والكراهية والانتقام.. لا تجد إلا مصطلحات الحب والكرم والعطاء والتسامح والوفاء وكل ثقافة الخير.

 سعدت كثيراً وأنا .. جندياً وفياً لقائدٍ فذ متفانٍ وقدوة .. محبةٌ لكل الناس والبشر من مختلف الأعراق والأجناس .. هذه بعض الدروس والعبر مما تعلمته من أمير الحب .. كبير القلب..

 هو الصقر الذي حلقتُ تحت جناحيه .. وجعلني أرتقي إليه حيث هو .. في قمة القمم وفي أعالي العلى ينشر قيم المعالي .. دروسٌ في المحبة – التسامح – العطاء – الوفاء.. ولا أبالغ عندما أقول دروس في الحياة .. في الحكمة .. وفي الفن .. فن كسب الآخرين واكتساب حبهم وودهم .. تعلمت منه أسلوب الحضارة.. والنظر إلى الأمام.

 هذا غيضٌ من فيض .. قطرة من محيط عن فضائل وخصائل الأمير الغالي سلطان الخير ..

 ولكن ما الذي دعاني لاستعادة الذكريات .. ذكرياتي مع العمل من أجل تحقيق أهدافه الإنسانية النبيلة.. حفظه الله وأيده ووهبه الصحة والسعادة كما يهب الحب للآخرين.

 يومنا الوطني .. عيد أعياد الوطن .. عيد وحدة التراب الطاهر ..عيد قادتنا سبب فخارنا ومجدنا.. الأسرة السعودية العريقة .

ومن هذا اليوم الأغر لنا أن نستخلص العبر ونعي دروس تاريخ دولتنا التي بقيت منيعة عصية على الطامعين والحاقدين .. قلعة حصينة ومنارة نور تبثُّ الفضائل وتشع بهدي التوحيد والود والإنسانية .. بفضل المخلصين من قادتنا العظام وملوكنا الكرام المحبين والمحبوبين .. وما أميرنا الغالي .. سلطان الخير والحب والوفاء إلا شمعةٌ وسراجٌ وقّاد وهاج في هذه الثريا المشرقة.

وسموه الكريم – يحفظه الله - .. دائماً كبير كطورٍ شامخ لم نره يوماً إلا مبتسماً .. قلت لنفسي يوماً.. عندما كنت أدرس تاريخ الملك المؤسس .. عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وعطر ثراه الطاهر .." ما أسعد أبناء هذا الملك الجليل " ؟! ولكن قدّر لي المولى القدير أن أتشرف بمقابلة بعض أبنائه الكرام ومنهم أميرنا المحبوب سلطان الخير.. وعندئذٍ قلت لنفسي ولغيري : " ما أسعد الأب الذي يكون سلطان ابنه.. وكم هي سعيدة الأسرة التي يكون سلطان فيها ومنها .. هو قرة عين لأسرته العربية السعودية العريقة ولوطنه الأبي ولأبنائه الأوفياء .. نعم .. وبعد هذا كله ألا يحق لي أن أشعر بالسعادة والفخر وأنا أتشرف دائماً بأبوته الحانية ؟!..

تجربتي في خدمة أهدافه الإنسانية هي من التجارب التي استحق بكل فخر أن أعتز بها ؛ فهي من التجارب الخالدة التي يستحيل نسيانها .. وهي على صدري وسام.

 لا أنسى صنيعه وفضله وكرمه اللامحدود معي ومع أبناء الوطن الحبيب .. مع المرضى والمعوقين والعجزة والمسنين .. مع الفقراء والمهمشين .. مع العلماء والمبدعين .. مع كل الناس..

حفزني حبه الكبير أن أعمل لساعات طويلة مواصلاً الليل بالنهار لأضيف لجهده جهداً متواضعاً ولبحره قطرة .. وذلك بالعديد من الإنجازات العلمية والإعلاميةالتنموية الإنسانية، كان آخرها براءة اختراع حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص تأهيل المعوقين وأردتها درراً صغيرة في العقد الغالي على صدر وطننا .. هدية لمليكنا وولي عهده الأمين بمناسبة يومنا الوطني.. هكذا أردتُ من خلالها أن أحتفي بيومنا الوطني وبطريقتي الخاصة .. بالإنجاز لوطني ولولاة الأمر فيه .. هذا الإنجاز أقدمه عربون وفاء وتقدير لسلطان الخير والحب والوفاء.. فهو الذي زرع فيَّ حب هؤلاء الناس وكل الناس.. أدين له بالحب والوفاء .. وقد تعلمتها منه.. فقد عهدته يعطي دون حدود .. ودون مقابل .. يهب دون ثناء .. لأنها رسالته السامية وطبعه الأصيل .

والدي العزيز .. معلميّ وقدوتي ومثلي العالي لك مني في هذا اليوم الأشم وفي كل الأيام إكليل جلنار على صدركم الرحب العامر بحب الوطن وحب الناس .. وإكليل غارٍ على جبينكم العالي وهامتكم العلية ..

أنتَ في القلب والوجدان .. أنت في ضمائرنا وعقولنا .. إنه جزء من الوفاء الذي أنت مدرسته ومنهله ومعينه..

تأتي مباركتي هذه ياسيدي متزامنة مع عيد الفطر السعيد .. جعله الله عيداً دائماً .. وجعلكم الله لنا عيد أعياد .. أيها الأمير الوفي الأبي.

* رئيس التحرير المشرف العام على " العالِم للصحافة".