آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

أين إيران من طوفان الأقصى؟
بقلم/ إحسان الفقيه
نشر منذ: سنة و 4 أسابيع
الثلاثاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 06:37 م
 

في خضم المعارك الضارية التي تخوضها المقاومة في غزة ضد الاحتلال الصهيوني، وما يقابلها من هجمات إسرائيلية بربرية على القطاع لإلحاق الدمار بأكبر مساحة ممكنة منه، خرج زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله على الأمة بخطاب تمت التوطئة له بالدعاية على أنه سيمثل مرحلة مفصلية في الصراع، وارتقب العالم بأسره ما سيسفر عنه ذلك اليوم الموعود. لكن سادت حالة من الإحباط عندما جاء الخطاب مخيبا للآمال، ولا يستحق حتى تكلفة الدعاية له، فلم يقدم جديدا، ولم يقرر التصعيد، ولم يضف للواقع الحالي شيئا، بل انصب في جزء كبير منه على الاهتمام بتبرئة إيران من أي دور في الحرب، التي خاضتها حماس، وتأكيده أنها لم تُعلم محور المقاومة بذلك، فجاء حديث نصر الله معبرا عن صوت إيران، يهدف إلى إخراجها من معادلة الحرب. ربما أيقن الكثيرون على إثر هذا الخطاب، أن المقاومة الفلسطينية سوف تكمل الحرب منفردة، من دون دعم حقيقي أو دخول ما يعرف بمحور المقاومة في الحرب.

جميعنا يعلم أن حزب الله ذراع إيراني، فلذلك لا يمكن فصل موقفه تجاه الحرب عن موقف إيران، ويهمنا في هذا المقام تسليط الضوء على الموقف الإيراني من حرب طوفان الأقصى، وما إذا كان من الممكن أن تدخل إيران هذه الحرب. طيلة أكثر من أربعة عقود، هي عمر الثورة الخمينية، كانت القضية الفلسطينية هي صلب الخطاب الديماغوجي لإيران، الخميني نفسه عقب اندلاع ثورته عام 1979 قال: «لا قيمة لكل سياساتنا إذا لم يكن لنا يد في القضية الفلسطينية».

ليس هناك من شك في أن إيران قد بذلت الدعم للمقاومة الفلسطينية، واستفادت في المقابل من ذلك بتحسين صورتها في العالم السني، وأدرجت حماس ضمن مفهوم محور المقاومة، الذي يتكون من أذرع إيرانية تدين لطهران بالولاء، فكان نوعا من الدعاية الإيجابية لها. عندما اندلعت حرب «طوفان الأقصى»، توجهت الأبصار إلى إيران، وترقب الجميع تصريحاتها لاستشراف موقفها من الحرب. لكن حتى الآن، وقفت إيران في مربع وحيد لا تبرحه، يرتكز موقفها على ما يلي:

أولا: المزيد من التصريحات الساخنة ضد أمريكا والكيان الإسرائيلي، والتحذير من القوة الإيرانية الضاربة المترقبة.

ثانيا: تحريك أذرعها في لبنان واليمن والعراق وسوريا، لشن هجمات على الأراضي المحتلة في فلسطين وعلى المصالح الأمريكية خارجها، والأبرز في ذلك دور حزب الله اللبناني، الذي يوجه بعض الضربات داخل حدود الأراضي المحتلة، إلا أن ضربات حزب الله والحوثي في اليمن والأذرع الإيرانية كافة، لا ترقى لأن تكون في مستوى درجة حرب، مما عرضها لانتقاد خالد مشعل في تصريحاته، عندما عاتب هذه الجبهات على أنها لم تدخل بالثقل الذي ينبغي، وهو ما أثار سخط شخصيات سياسية موالية لإيران وحزب الله وقاموا بالهجوم عليه.

ثالثا: النأي بنفسها عن الحرب، من خلال التصريحات الإيرانية بأن إيران ليست طرفا في الحرب، ولن تتدخل إلا حال استهداف إيران، ويدعمها في ذلك أنها يمكنها التبرؤ من هجمات الأذرع بسهولة. أعتقد أن الحرب قد أوقعت إيران في حرج شديد، فنأيها بنفسها عن المشاركة إلى جانب الفصائل الفلسطينية في الحرب، ينسف مفهوم محور المقاومة الذي تبنته طهران، وبهذا يفقدها إحدى الديباجات الأساسية التي تعتمد عليها في المنطقة، ويؤكد ما يروج ضد إيران من أنها تتحرك في فلك مصالحها الخاصة، ومشروعها القومي في المنطقة عن طريق وكلائها في لبنان واليمن والعراق وغيرها.

وفي الوقت ذاته، لا تستطيع إيران الدخول المباشر في الحرب، لأسباب عدة، منها: أن إيران تعاني مشكلات اقتصادية ضخمة، وحكومتها تواجه معارضة شرسة بسبب سياسة الحكومة في ضخ أموال إيران إلى ميليشياتها وأذرعها في الدول العربية، وبالتالي ستفاقم من هذه الأوضاع الصعبة إذا قررت دخول الحرب، خاصة أن أموالها مجمدة في الخارج، وتحول القيود المفروضة عليها دون تصدير منتجاتها البترولية.

كما أن دخول إيران في الحرب يعني دخول أمريكا كخصم، وهو ما تتجنبه إيران بالفعل، والتحذيرات الأمريكية حاضرة في المشهد، وقد أعلنها وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن: «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، ولا نريد لهذه الحرب أن تتسع. لكن إياكم وخطأ مهاجمة إيران أو وكلائها أفرادا أمريكيين في أي مكان..

لأننا سندافع عن شعبنا»، وهذا يحمل ضمنا تهديدا لإيران بألا تتورط في الدخول في حرب حماس وجيش الاحتلال المدعوم من قبل أمريكا، وتخشى إيران إن هي دخلت الحرب أن تقوم أمريكا والدول الأوروبية بتدمير قدراتها القتالية، إضافة إلى مخاوف القضاء على نفوذها في الجبهة السورية أو تقليصه حال دخولها الحرب. لذلك من المستبعد جدا أن تدخل إيران الحرب بشكل مباشر، وأعتقد أنها لن تغادر هذا المربع، وستظل تمسك العصا من المنتصف، لا تدخل الحرب بشكل مباشر تجنبا لاستفزاز أمريكا وحلفائها، وتنأى بنفسها رسميا عن التورط فيها، إلا إذا استهدفت إيران، وفي الوقت نفسه تحرك أذرعها لضربات لا ترقى لمستوى درجة حرب، بحيث لا ينفرط عقد محور المقاومة من يدها، فتفقد بالتالي نفوذها في المنطقة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون