آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

اعترافات ولد الشيخ
بقلم/ سوسن الشاعر
نشر منذ: 6 سنوات و 9 أشهر
الإثنين 05 مارس - آذار 2018 10:24 ص
 

ليت ولد الشيخ المفوض الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن صرّح بهذا الاعتراف قبل أن يترك منصبه، لربما كان إبراء الذمة له صدى أكبر حينذاك، ولكنه ولسببٍ ما كتم هذا الاعتراف الذي يؤكد أن القرار ليس في يد الحوثيين بل في يد الإيرانيين.
فمثلما ضيّعت جماعة «الوفاق» التابعة لحزب الدعوة في البحرين جميع المكتسبات التي حصلت عليها كحزب سياسي من عام 2000، بعد أن شكّلت أول حزب سياسي مرخّص في تاريخ دول مجلس التعاون، ورفضت جميع العروض، ها هو الحوثي يضيع كذلك نفس الفرص في اليمن.
ومثلما غيّر «الوفاقيون» رأيهم في اللحظات الأخيرة من جولات الحوار التي دعا لها ولي العهد البحريني، يفعل الحوثيون ذات الشيء باعتراف ولد الشيخ، فيقول في الإحاطة الأخيرة له أمام مجلس الأمن يوم الأربعاء:
«وأنا أعلن اليوم ولأول مرة، أنه تم وضع مقترح كامل وشامل بالتشاور مع كل الفرقاء إلا أنهم رفضوا في الساعات، لا بل في الدقائق الأخيرة، التوقيع عليه. وقد تبين في نهاية المشاورات أن الحوثيين ليسوا مستعدين في هذه المرحلة لتقديم التنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة، مما شكّل معضلة أساسية للتوصل إلى حل توافقي».
ما لا يعلمه الكثيرون أن التفاوض والحوار بين جماعة الولي الفقيه وبين السلطة في البحرين عام 2011، وصل إلى مراحل متقدمة، حصلت فيها تلك الجماعة على مكاسب لم كانت لتحلم بها طوال تاريخ صراعها مع السلطة، كما حصل الحوثي الآن، وبعد أن نصحها جميع الحلفاء بالقبول سواء كان هؤلاء الحلفاء الأميركيين إبان الحقبة الأوبامية الذين زاروا وكيل خامنئي، عيسى قاسم، في منزله أكثر من مرة لإقناعه بقبول العروض المقدمة وحثّه عليها، أو البريطانيين وحلفاءهم في الاتحاد الأوروبي، الذين نصحوه بذلك أيضاً، والذين ظنوا بهم خيراً وصدقوا أنهم فعلاً طلاب إصلاح، وفي كل مرة كان الفريق المفاوض في جولات الحوار يقبل العرض ثم يعود ويرفضه حين يصل الأمر لوكيل خامنئي، لأن القرار لم يكن لهم.
أكثر من مرة يوافقون على العرض وحين يحين وقت التوقيع يفاجأ الجميع بأنهم غيّروا رأيهم! بعد كل هذا الدعم الذي لقوه من الخارج وبعد كمّ التنازلات التي قدمتها لهم البحرين جاءوا في اللحظة الأخيرة في الثالث عشر من مارس (آذار) ورفضوا التوقيع في اللحظات الأخيرة، ولهذا دخلت «درع الجزيرة» بعد أن تعنتوا وبدأوا باحتلال المباني الحكومية.
أربع جولات للحوار تنازلت فيها السلطة البحرينية كثيراً، على غير الرغبة الشعبية، أملاً في تهدئة الأوضاع، وكانوا في كل مرة يصلون معهم إلى مقاربات، وكثير منها برعاية أميركية، إلا أنهم لا يلبثون أن يدخلوا الجولة الثانية معهم ليكتشفوا أنهم نكثوا ما اتفقوا عليه بالأمس لتعود الأمور إلى الصفر من جديد، مما يؤكد أن القرار لم يكن قرارهم، وهكذا هم الحوثيون، القرار الأخير ليس لهم، وإيران لن تهتمّ لو لاقى كل الحوثيين حتفهم، فلا الحوثي ولا الشيعة يعنون لهم شيئاً ما داموا عرباً.
الروابط بين الميليشيات المسلحة التي تمولها إيران هي ذاتها الروابط بين الأجنحة السياسية الموالية لإيران، فقيادتها جميعاً في طهران.
ولنا عبرة في عجز الجناح السياسي لـ«حزب الله» في لبنان عن المناورة بعيداً عن الأجندة الإيرانية في كل الملفات اللبنانية، تلك الأجندة التي منعت الحزب من المرونة وجرّته مع طائفته إلى الحرب السورية وإلى المقاطعة وإلى تعطيل الدستور وتأجيل الانتخابات والفراغ التشريعي وجعلته يزاحم الجيش في مواقعه فيبتعد عن الدولة اللبنانية جاراًّ معه الطائفة الشيعية التي وجدت نفسها معزولة ومقيدة بتلك الأجندة.
حين نرى ذات السيناريو البحريني يتكرر في العراق ولبنان واليمن، يَثبت مما لا يترك مجالاً للشك أن خلاص الطائفة الشيعية الكريمة من النفوذ الإيراني لن يتحقق إلا بالوعي والإدراك لدى جميع شيعة العرب بأن إيران لم ولن تبحث عن مصالحهم، وأنها تسخّر مصالح العرب الشيعة للمصالح القومية الإيرانية، وأنها لن تتركهم أبداً لينخرطوا في مشاريع وطنية أو تحالفات محلية، بل تعمد إلى عزلهم يوماً تلو آخر وتجعل منهم إسفلتاً يعبِّد لها طريقها إلى البحرين الأبيض والأحمر.
وثبت من اختيار وكلائها في المنطقة أنها تتعمد اختيار من يكون لها عبداً خانعاً مسالماً مهادناً لأجندتها، يمثل المصالح الإيرانية لا مصالح الطائفة، فعملاؤها لا يراعون الله فيهم، بل يراعون مصلحتهم والمصلحة الإيرانية، واليمن والبحرين ولبنان أمثلة حيّة، جميعهم نجحوا في سلخ أتباعهم عن عروبتهم وعزلوهم ورفضوا جميع العروض للتسوية، والنتيجة ثراء فاحش للوكلاء ودمار كامل للأتباع!