الفاتش: العلاقة بين الصحافيين والتكنولوجيا أدت لتطوير الصحافة وأعطتها مفهوماً أوسع
بقلم/ محمد الفاتش
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 14 يوماً
الخميس 26 سبتمبر-أيلول 2013 09:30 ص


حاوره: هاشم السريحي

الإنفوجرافيك هو مصطلح يطلق على فن تحويل المعلومات والبيانات والمفاهيم المعقدة إلى صور ورسوم يمكن فهمها واستيعابها بوضوح.

وفي الآونة الأخيرة ظهر هذا الفن واستخدم في الصحافة اليمنية عن طريق تحويل عدد من تقارير المنظمات الحكومية والأهلية والدولية إلى إنفوجرافيك سهل ومبسط، يجذب القارئ اليمني إليها، ونظراً لأهمية استخدام هذا الفن في إخراج الصحف والمجلات التقينا المخرج الصحافي ومصمم الجرافيك محمد الفاتش ليطلعنا على هذا الفن وأهميته في الإخراج الصحفي والبرامج المستخدمة لتصميم إنفوجرافيكس متكامل والخطوات التي يجب اتباعها، فإلى التفاصيل:

•من هو محمد الفاتش؟

محمد حزام الفاتش، 26 سنة، متزوج.. خريج كلية المجتمع صنعاء – تخصص جرافيك وملتميديا.

عملت كمصمم جرافيك في عدة شركات دعاية وإعلان، ومخرج صحفي في أغلب الصحف اليمنية (الأسبوعية واليومية).. حالياً المدير الفني لصحيفة "مأرب برس" اليومية.

• كيف كانت البداية مع الإنفوجرافيك؟

كانت البداية من خلال ملاحظتي أن الناس وبالذات مستخدمي الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى يستخدمون الأرقام البيانية في مناقشاتهم لتناول المشاكل التي تهمهم، فكما تعلم أن العديد من المواد الصحفية التي تنشر في أغلب الصحف (أسبوعية – يومية) تأتي من وكالات أنباء أو مراسلين ميدانيين وما نريده هو إضافة قيمة أكثر إلى هذه المواد.. وذلك عبر إثراء المواد بإضافة المعلومات البيانية عليها.. أبحث عن المعلومات وعن كيفية إظهارها بطريقة تضع المادة الصحفية في السياق وتجعل المعلومات ذات الصلة أكثر سهولة للاطلاع عليها، بحيث يُتاح لقرائنا استكشاف الأرقام بأنفسهم.

لكن وللأسف نفتقر في عالمنا العربي بشكل عام لمثل هذا النوع من الفن. ولكن بعد عناء وبحث على الإنترنت وجدت أخيراً بعض المدونات والمواقع المتخصصة في فن الإنفوجرافيكس في وطننا العربي مثل: موقع "تجسيد" ومدونة "الإمارات إنفوجرافيك" وهو أحد المواقع المميزة للشرح والمساعدة في تنفيذ الإنفوجرافيكس باللغة العربية.

ومن هنا كانت البداية كيف أعمل لإنجاز إنفوجرافيك عربي وبالتحديد يمني، يوصل المعلومة للقارئ وأيضاً يثري المحتوى العربي لهذا الفن.

• الإنفوجرافيك.. هل هو فن جديد وما أهميته في الإخراج الصحفي؟

"الإنفوجرافيك" فن مبتكر وطريقة خلاقة لفهم المحتوى؛ إذ يضم نصاً يشمل أرقاماً وإحصاءات حول موضوع بعينه، يتم تنفيذه وإخراجه بإبداع لتبسيط وتوضيح الرسالة للأفراد وإيصال البيانات المستهدفة للجمهور، لكن رأيي أنه فن قديم أي قبل 7500 ق.م والدليل على ذلك رسومات الكهوف والنقوش القديمة.

ورغم أن التقارير التي تعتمد على مساعدة الكمبيوتر بدأت تظهر في الغرب منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أن العلاقة الكثيفة بين الصحافيين والتكنولوجيا المعتمدة على الكمبيوتر أديا إلى تطوير أو تنمية مفهوم أوسع لهذه الصحافة.. وتعتبر صحيفة الجارديان البريطانية التي أطلقت في 2009 ما اسمته «داتا بلوج» (مدونة البيانات) أول مؤسسة إخبارية كبرى تبنت هذا المفهوم.. ومع ذلك يحيط الغموض اسم أول من استخدمه، علماً أنه استخدم على نطاق واسع منذ كشف موقع «ويكيليكس» عن الوثائق الأميركية المتعلقة بحرب أفغانستان.

أما أهميته في الإخراج الصحفي فهي مهمة وبشكل كبير لأنها تعمل على تغيير طريقة الناس في التفكير من الناحية البيانية والمعلوماتية والقصصية منها وخاصة في الوقت الراهن، عندما نستخدم "الإنفوجرافيك" فإننا نضفي شكلاً آخر لعرض المعلومات/ البيانات بأسلوب جديد والتي تساعد على توصيل الأفكار المعقدة بطريقة واضحة وجميلة.

وكما تعلم العالم بدأ أكثر تراكماً من الناحية المعلوماتية وهناك المزيد من البيانات والرسوم البيانية، فإن "الإنفوجرافيك" له دور مهم وفعال في تبسيط هذه المعلومات والسهولة في قراءة هذه الكميات الهائلة من البيانات المعلوماتية، والتي يسهل قراءتها وتمكينها لجعل هذه البيانات أكثر سلاسة في قراءتها ومعرفتها والمقدرة على تحليل هذه البيانات بأسلوب جميل وجذاب وملفت للنظر.

• وجهت تساؤلاً على صفحتك الشخصية في الفيس بوك لرؤساء تحرير الصحف الحكومية والأهلية، لماذا لا يهتمون بالإخراج الفني للصحف من خلال الاهتمام بالإنفوجرافيك؟

صحيح.. الإخراج الصحفي هو الدينامو للجريدة ومحرك الأقسام كلها.. إن الدور الأبرز للمخرج الصحفي هو إعطاء صحيفته هوية واضحة تميزها عن باقي الصحف فضلاً عن أدوار أخرى لأن مهمة المخرج الصحفي بالدرجة الأولى هي جذب القارئ لقراءة المادة الصحفية، والمخرجون يقولون: ( إن مهمة الفني أن يجعل القارئ يقرأ الفقرات الثلاث الأولى من المادة الصحفية المنشورة)، وبعد ذلك تبدأ مسؤولية الكاتب في جعل القارئ يواصل قراءته للموضوع، أي تنتهي مرحلة الجذب الخارجي لتبدأ فاعلية المادة المكتوبة (المطبوعة)، وبإضافة "الإنفوجرافيك" فإننا نغير مفهوم الصحافة التقليدية ونطور الارتقاء بها لتلائم القارئ العصري الذى تغيرت أنماط سلوكه فأصبح قليل القراءة والوقت، كثير الاهتمامات والانشغالات ودائم الاتصال بوسائل التكنولوجيا المتقدمة.

• ما هي البرامج التي تستخدمها لتصميم إنفوجرافيك متكامل؟ والخطوات التي يجب اتباعها؟

البرامج المستخدمة هي : Photoshop – Illustrator – Indesign، أما كيفية إعداد وتنفيذ الانفوجرافيك في خطوات فهي؟

1 - البحث عن فكرة مميزة مع مجموعة من الأفكار المُحتملة.

2 - إنشاء مخطط وهيكل للإنفوجرافيك.

3 - تصميم نظام للألوان واختيار ألوان جذابة للعين.

4 - اختيار تصميم آخذ للأعين: فالأشخاص ينجذبون للصورة قبل المحتوى.

5 - البحث واستخدام مجموعة واسعة من الأبحاث والدراسات الموثوقة.

6 - توفير الحقائق والنتائج من خلال وضعها في شكل جذاب.

-7 تحرير وتعديل الإنفوجرافيك عدة مرات محاولاً جعله مترابطاً وسهل السرد من خلال التنظيم والترتيب.

• بالنسبة لتصميماتك للإنفوجرافيك، هل لنا أن نعرف من أين تحصل على الإحصائيات والنسب التي يتضح بأنها في غاية الدقة؟

المصادر إما من دراسات وحقائق موثوقة في الغالب تكون من منظمات حكومية (مركز الإعلام الأمني – الجهاز المركزي للإحصاء- وغيره أو منظمات عالمية ( البنك الدولي – اليونسيف – هيومن رايتس ... إلخ).

 

• لك عدد من المشاركات في موقع أنفو تايمز، هل تطمح لنشر أنفوجرافيك ذا محتوى عربي (على مستوى الوطن العربي)؟

نعم.. كانت الفكرة منه هو إثراء المحتوى العربي من بيانات أو معلومات تخدم المجتمع العربي ككل واليمني بشكل خاص في مختلف المجالات (الصحافة، البحوث، الدراسات، الإحصاء، التراث..) واستخدامها في تصميم تفاعلي مؤثر ومبسط...

• ما هي إنجازاتك التي قدمتها؟

العديد من أعمال الإنفوجرافيك والتي تعتبر الأولى في اليمن؛ فضلاً عن إنجازات أعتقد بنوعيتها على مستوى الإخراج الصحفي المتميز.

• ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟

أطمح إلى أن تُنشأ معاهد ومراكز تصميم إنفوجرافيك متخصصة، تتبناها مؤسسات تنموية ذات أهداف وغايات علمية. وأطمح إلى تنشئة أجيالٍ من الدارسين لها اهتماماتها التقنية..

 

كلمة أخيرة..

ثلاث نصائح للصحف التي تريد أن تشقّ طريقها في صحافة البيانات بحسب قول جاستين أرنستين في منتدى محرّرين من العالم في بانكوك خلال حصة دراسة الماجستير للمحرّرين:

- اختر القصص التي تحمل قيمة على المدى البعيد..

- الانضمام إلى مجتمع البيانات المفتوحة.

- تشجيع الصحافيين والفنيين على التعلّم من تلقاء نفسهم، حتى لو لم يكن لديك المال لاستقدام المدربّين أو إرسال الموظفين إلى التدريب، يمكن للصحفيين تعلّم الكثير عن طريق تخصيص ساعة واحدة فقط بشكل يومي لمشاهدة الفيديوهات والمواد التعليمية بالإضافة إلى التدريبات التي يمكن إدارتها ذاتياً.

 نقلاً عن الثورة