صندوق محافظة حضرموت والجري وراء السراب
بقلم/ مصبح بن عبدالله الغرابي
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 20 يوماً
الأحد 20 يناير-كانون الثاني 2013 02:05 م

انطلاقاً من قوله تعالى في سورة النور الآية (39):"كسراب بقيعة يحسبه الظمآن مآءً حتى إذا جاءهُ لم يجده شيئاً"

هكذا هو حال صندوق محافظة حضرموت للأسف الشديد سراب في سراب وحال المستفيدين منه جري وراء ذلكم السراب الذي لا ينتهي , ولا يمكن إدراكه بحال , هذا الصندوق يحول إليه الأخ المحافظ بمساعدة المحتاجين من المرضى والعجزة من النساء والشيوخ بمبالغ زهيدة لا تستحق العناء , ولكن رغم ذلك لم يستلموها لسنوات وسنوات , بل قد تمتد الفترة إلي سبع سنوات كسني يوسف –عليه السلام- أو أكثر وصاحب الحظ السعيد تتنجز معاملته في عام أو عامين , حالة لا ترضي الله ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم – ولا تليق بذوي الشهامة والنخوة من الرجال ,دفعنا لهذا المقام زيارتنا لهذا الصندوق البائس بدافع الفضول الصحفي والبحث عن الحقيقة ونقل معاناة الناس وعرضها لذوي الاختصاص وأصحاب القرار , رأينا عجبا عجاب , ملفات "بكس حجم كبير" ملئ بمعاملات وشيكات متعثرة لم تتحصل على التغطية المالية الأزمة ترزح لسنوات , ونساء وشيوخ منتظرين لمدير يأتي متأخراً أو غائباً أو خرج مبكراً خشية الإحراج من مقابلة الناس , هناك أمراءه تصيح بمليء الفم "خافوا الله , لي ثمان سنوات ولم يصرف الشيك حقي " , وأخراً من الشيوخ " وأنا لي أربع سنوات يا أولادي ومعاملتي لم تظهر !" وشاباً يستفسر عن حال مساعدته ذاهباً للعلاج في الخارج لم تنجز معاملته بعد, ولم يستلم المساعدة المنتظرة ,حالةً من البؤس والقنوط تلف الجميع كلاً يشكوا بثه وحزنه إلى الله , والأخ المحافظ مازال يحوّل الجميع إلى هذا الصندوق السراب بقصد الزحلقة وإلا لا يمكن أن يخفيه الحال وهناك فترة زمنية طويلة بين التوجيه الأول على المعروض وتاريخ توقيع "الشيك" , حتى إذا وقعَّ المحافظ الشيك هناك تبرز معضلة كبرى , لا توجد تغطية مالية لهذا الشيك , ثم يعاد مرة بعد مرة وكأننا في معاملة إقامة في دول الخليج العربي وليست مساعدة علاجية أو إنسانية عاجلة وهكذا دواليك , هل من وقفة جادة لإصلاح هذا الصندوق البائس ورفده بميزانية حتى يجابه الصرفيات المحالة إليه, أم إن وجوده ضرورة لزحلقة عباد الله وتفادياً للإحراج بعدم المساعدة , أم إنَّ ميزانية حضرموت لا تسمح بمساعدة أبنائها وتجود بعطائها وخيراتها للأخرين , آمل بأن تنتهي تلك المعاناة بحلول العام الميلادي الجديد ونتخلص من هذه العدمية المفرطة ويتحول ذلكم السراب إلى حقيقة وواقعاً ملموس