للنبلاء فقط...ماذا بشان الشقائق -2- ؟
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 9 أيام
الإثنين 20 أغسطس-آب 2007 10:24 م

مأرب برس - خاص

اللهم إنا نتعبدك بهمومنا وأناتنا للآخرين ، فتقبلها اللهم نيات وأطلق لها طاقات من حولها وبارك بها.

وماذا عليهم لو عددوا وقد أغناهم الله من فضله ، فوهبهم تاج الصحة والعافية ، وزانهم بسلطان الجاه والمال ، فصاروا في اغلبهم ولله الحمد ممن انعم عليهم بآلائه وكرمه.

إلا أن النعمة يلزم أن يفقهها تماما صاحبها ويغوص في أعماقه وأعماقها ، فكما أنها فضل ومنة من الله سبحانه وتعالى على عبده فهي في ذات السياق حجة ستكونلهأو عليه ، فان استعملها في مرضات الله سبحانه كانت له حجة ورفعه الله بها وزانه بغيرها ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) والجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان ..

أما وان غلبته نفسه عليه فاستعمل تلك النعم في مرضاته هو –لشخصه –فانه كمن قلبها على نفسه وقال (إنما اوتيته على علم عندي )..فإنها محنة وحجة عليه ..

وكل مساءل عندا لله يوم القيامة من جنس ما انعم الله به عليه ، فنعم مباشرة كيف استعملت ولماذا وأين وكيف ..الخ ..والعلم عندالله ؟ ونعم غير مباشرة كمعين العقل والمنزلة والقبول في قلوب الآخرين...

وكل نعمة على العبد شابها خلل أو تحوير أو تقصير هي محل الحسرات يوم الندم على التفريط في جنب الله.

رغم حسي وشعوري مع هذه القضية (والتي تناولنها سابقا ) إلا أني ما كنت أريد العودة إليها ثانية ليس لان الموضوع قد بلغ أقصاه وحقق مراميه ، فالأمر اكبر من أن يسعه عبور فردي ، إنما لأني أغلقته علي ،... على هذا النحو (ظاهرة عزوف الطيبون عن الطيبات مع الندرة في المروءات ستؤدي في النهاية إلى اختلالات قيمية اجتماعية ، وملتزمات تئن على مصلب العنوسة ، وأرامل ومطلقات من هذا السرب تئن وتتراكم ، يستصرخن من الأعماق عن خلق ومروءات هذا النفر الشارد الذي قيل لهن عنه ألف مقال ومقال في مضارب الحس والتضحيات ...فأين مروءة ونجدة وشهامة من قالوا ...)انتهى القصيد..

كنت أتألم لهذه القضية لكني كنت أعدها كواحدة من تلك الاجتماعية التي تملا علينا حياتنا والتي لتزاحمها تنسينا بعضها البعض .

لكن آثار وقع إثارة هذه القضية لدى من ناقشوني من الإخوة الكرام وعند واحدة من الأخوات شاركت في مداخلات باسم إحداهن بصرخة مرارة وألم..كلها عمقت في الألم أكثر ووجدتني أمام ظاهرة اجتماعية ستكون خطيرة .

لن استرسل هنا وساترك الكرام مع بعض عبارات الأخت الفاضلة إحداهن ، ولعلها مربية فاضلة قد أغناها الله بفضله غير أنها وهي تعيش هموم أخواتها الحبيسات قد ذابت معهن كمدا وحسرة فلم تكن إلا تلك الكلمات والعبارات المشحونة بالألم والمعاناة والخيبة في من حولها ..

تقول هذه الفاضلة في مداخلة لها على الموضوع السابق محل الجراح ..

( أصبت واجدت ونثرت كلماتك الجرح بل قل الجراح ,مازالت تلك هي الانة الحيية والتي تتأبى وتمانع في الظهور ) .

(إن شبابنا الملتزم والذي نرى فيه اشراقة الأمل وبعد مراحل الكفاح الصامت والمشترك والذي نقيم فيه حدود الله على مبدأ بعضهم أولياء بعض يقلب لنا ظهر المجن ونراه يهوي بفؤاده نحو إحداهن ممن شدت خصرها ورققت صوتها واصطحبت معها ماخف حمله من أطنان الماكياج والحلى ، وما زال يحمل رؤاه الايمانية نحو هذا الهوى فهو ما أراد إلا هدايتها وان تعود إلى ربها على يديه، فتمضي اختنا بحسرتها وتغلب أخينا زوجته على دينه، فلا بنينا بيوتا من إيمان ولا أعدنا الحياة إلى موات القلوب،).

ثم وبحسرة تسترسل (أتراها دعوة لأختنا أو قل لجلباب حيائها أن تخلعه كيف تلفت الأنظار إليها أم انه العرق في دماء أخينا قد عاد لأصله أم أنها المروءة و شفافية الرؤية قد أعلنت اعتزالها وآثرت الانسحاب لتواجدها في الشخص الخطأ).

ثم بحرقة مدفونة تذكر الكرام إن وجدوا بقولها (اتقوا الله فيمن لو شاءت لتزوجت والخطاب كثير لكنها أبت أن تهب نفسها إلا لمن ارتضت دينه وأمانته).

وحول معانات هذا السرب الحبيس العفيف تقول (معاناة خفية أبت أردية الحياء أن تفصح عنها وربما لأنهن صغنها شكوى لله ولله فقط فالحرة لا تبارز قومها لتشكو ما الم بها ولو توسدت الأرض والتحفت السماء ولو عز الناصر وقل المعين لأنها من بقايا النبلاء).

وكلمات أخرى بهذه النكهة وتلك المرارة ، أردت من إعادة نشرها مرة أخرى أن أحولها إلى سياط تلهب الضمائر ، وتستجيش الكريم ، وتحيي في النفوس الموات من المروءة ، وتستنفر فينا المعتصم بشهامته إن كان فينا لازال معتصم في الدرب يحبو.

نصيحة

انصح كل فتاة أن تتزوج مع أول طارق وعليها أن تحسن الاختيار ، لكن ما عاد لها اليوم أن تقول بعد التخرج من الجامعة ..حينها وربما تكون القافلة قد مرت .

..لأننا اليوم وببساطة قد تغيرت في واقعنا الاجتماعي ما كنا ألفناه فيه من قبل ..وللتوضيح اذكر الجميع بحقيقة أن الفساد الإداري والاقتصادي قد اخل بمألوفنا الاجتماعي وأوجد في أتونه خلل..

أتذكر في الثمانينات ومطلع التسعينات أن الشاب والشابة في السن الواحد أو القريب يكونا اقرب في الزواج إن وفق الله ، فيتخرج الشاب من الثانوية وتلك مثله ثم يتقدم لها وبفضل الله تسير الأمور إلى خير ..فلكل حسب عمره ..

أما اليوم فيتخرج الشاب من الثانوية ولان ظروفه وظروف أسرته لا تسمح بالزواج فعليه أن يؤجل ويهاجر أو يواصل الدراسة ومن ثم عليه أن يبني نفسه ويهيئها لتحمل المسئولية ولا يعود للزواج إلا في السن السابعة أو الخامسة والعشرين وزميلته في السن موازية له أو تنتظره ، وحينما يقرر صاحبنا الزواج لا يريد تلك المقابلة له في السن لأنها في نظره ما عادت تلك التي تندفع نضارة ولأنه يخشى عليها من التهاوي في العمر قبله لان المرأة في مجتمعنا تهرم أو تشيخ قبل الرجل ولو كانت اصغر منه ، ولهذا فالشاب لا يريدها إلا اقل منه على الأقل بخمس سنوات إن لم تكن عشرا ..

هذه حقيقة وهذا هو ما جناه علينا الفساد والأزمة الاقتصادية .تعنست الفتيات في أكثر من سرب ودرب ..

وبالتالي من جاءها من ترضاه في دينه وخلقه وهي في باكورتها وصيحتها الاولى فلا تنتظر وتقول بعد التخرج ، إنما خير البر عاجله ، وبعدها يمكن أن شاءت أن تنسق معه على مواصلة الدراسة بعد الزواج ان تيسرت الأمور والا فالبركة في الحاصل من التعليم ..فلزوج كريم في اليد خير ألف مرة من ألف رسالة دكتوراه.

واختم هنا بنصيحة للشقائق من أخينا وأستاذنا المهدلي حفظه الله وأدام على يديه الخير :

( بأن يدعن عنهن الغرور والتعالم والتكبر، وأن يتحلين بالإيمان الصادق وأن ينزلن من أبراجهن العاجية وأحلامهن التي لن يجدهن إلا في الجنة، فما أن يتقدم الشاب الداعية حتى تنتظر منه الشيخة ملكا كبيرا وعزا وجاها دونه عز الملوك وجيهانهم، كما أنهن يحاصرن المعددات ويبغضنهن لدرجة ربما تشويه السمعة،)

alhager@gawab.com