قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
لا يدرك الكثيرون في البلدان العربية وخاصة الأجيال الجديدة منهم، أن مئات المفردات والمصطلحات المتداولة في اللهجة العامية هي ذات أصول عثمانية، باتت جزءاً من حياتهم اليومية، رغم مرور 100 عام على الحكم العثماني للمنطقة.
الاهتمام بالكلمات والألفاظ العثمانية متفاوت في الدول العربية، واستخدامها بارز في بلاد الشام ومصر على وجه الخصوص، فقد أصبحت في اللهجات العامية في بعض الدول جزءاً لا يتجزأ من الموروث التراثي والحضاري للمجتمعات، خاصة في الجانبين الثقافي واللغوي.
خلال فترة الحكم العثماني للمنطقة في الفترة ما بين 1516- 1918، كان الأردن يتبع لولاية سوريا، ودخلت الكلمات التركية إلى اللهجة العامية؛ لأن اللغة العثمانية كانت حينها لغة الإدارة الرسمية، ولغة الكتابة، وكانت تُدرّس في المدارس، كما كانت لغة السلع والبضائع المتداولة.
أحمد صدقي شقيرات، باحث متخصص في الأرشيف العثماني، أشار إلى أن “العلاقات الثقافية العثمانية العربية تعتبر من أهم الروابط الثقافية بين أمتين وثقافتين؛ نظراً للاستمرار التاريخي بينهما الذي تواصل في المشرق العربي لأكثر من 400 سنة”.
وأضاف “لذلك أثرت اللغة العثمانية في اللغة العربية وخاصة في اللهجات، لأن العثمانية كانت اللغة الرسمية آنذاك، وكانت لغة التجارة والعلم ولغة المتعلمين والمثقفين”.
وأردف شقيرات “العثمانية أثرت في كل اللهجات العربية من الجزائر حتى الخليج العربي، لذلك نجد كلمات عثمانية تركية في لهجات معظم البلاد العربية”.
احتكاك يومي
وعلى صعيد الأردن، لفت شقيرات أن “التأثير العثماني في الأردن كان واضحاً جداً، حتى أن أجيال أردنية سابقة كانت تجيد اللغة العثمانية بطلاقة، والكثير من الأردنيين درسوا في المدارس العثمانية ومنهم من خدم في الجيش العثماني، وكان لهم علاقة مباشرة بالعاصمة العثمانية إسطنبول”.
وأوضح شقيرات وهو مؤلف معجم الكلمات والألفاظ العثمانية التركية في اللهجة العامية الأردنية، أن “الاحتكاك المباشر كان يومياً، مما انعكس على اللغة، حيث أصبح الناس يتداولون الكثير من الكلمات وخاصة المصطلحات في حديثهم يزيد عددها عن 1100 كلمة”.
ومن أبرز الكلمات الدارجة في اللهجة الأردنية، وفق شقيرات، بيك وباشا وأفندي (ألقاب عسكرية) وقائمقام ووالي ومتصرف (ألقاب إدارية حكومية) وسرايا (القصر) وشندي بندي (حاضر بحاضر) ، دوز باره (على كامل المبلغ)، دوز دوغري (استقامة الاستقامة)، وغيرها من الكلمات الأخرى.
ولفت “كنت على تواصل مباشر مع الأتراك، ووجدت أن كثيراً من كلمات الأردنيين أصولها تركية وخاصة اللهجة العامية، ومنها انطلقت لجميع الكلمات”.
ونوه شقيرات أن “هناك وثيقة في الأرشيف العثماني تطلب من ناظر الداخلية العثماني أن يسجل الكلمات العثمانية في ولاية سوريا”.
هذا الأمر نجده في كثير من الدول العربية ففي مصر أيضاً يستخدم المجتمع العديد من الكلمات التي تعود أصولها للغة التركية مثل “بقشيش” وهو ما تتركه للنادل في المطاعم، أصل هذه الكلمة من Bahşiş التركية، و دولاب دلالة على خزانة الملابس وأصلها في التركي Dolap، وكلمة كوبري Köprü للدلالة على الجسر، وكلمات أخرى مثل: البيك والباشا والأفندي والأفندم والهانم.
الخبير اللغوي والناقد وأستاذ الأدب المقارن يوسف بكار، شدد على أن “هناك علاقة وطيدة بين اللغات العربية والتركية وتداخلاً كبيراً فيما بينها”.
وتابع بكار: “الأردن كان تحت الحكم العثماني وتأثر تأثراً كبيراً، ودخلت الكثير من الكلمات التركية في لهجته، حتى أصبحت تلك المفردات من أساسيات اللهجة العامية للأردنيين”.
المفاجأة
من جهته ، قال مدير المركز الثقافي التركي (يونس إمرة) في الأردن، جنكيز إر أوغلو إن “الكثير من الطلاب الأردنيين الذين يأتون لتعلم اللغة التركية، يتفاجأون عندما تصادفهم كلمات تركية يقومون بتداولها في حياتهم اليومية”.
وتابع: “عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين منذ قديم الزمان، كان له الأثر الكبير في جمع الثقافات وتشابهها وخاصة اللغوية منها، فمن السهل على الأردني أن يتعلم التركية، والتركي أيضاً يتعلم اللغة العربية بسهولة”.
ومضى “هناك عشرات الباحثين في مجالات اللغة وجمع المفردات العربية ذات الأصول التركية، كما أن المهتمين في هذا الجانب يستعينون بالمركز هنا من أجل التوثيق وتعزيز المعرفة في هذا الجانب”.
دورات في التركية القديمة
وتابع إر أوغلو “تركيا تجمعها مع الدول العربية تاريخ كبير، ومن هنا قررنا أن نعقد دورات متخصصة في تعليم اللغة التركية القديمة (العثمانية)”، داعياً الباحثين والمهتمين في هذا المجال لمراجعة المركز على الفور للترتيب لعقد هذه الدورات.
وبين أن “الأرشيف العثماني بإسطنبول يجمع كل وثائق الدولة العثمانية والتي يتراوح عددها بنحو 15 مليون وثيقة”.
القافلة
المؤرخ الأردني علي محافظة، قال إن “الأردن بحكم موقعه الجغرافي كان الممر لقافلة الحج الشامي التي كانت تجمع المسلمين من شبه جزيرة البلقان والأناضول وبلاد الشام وتلتقي في دمشق”.
وزاد محافظة “القافلة كانت ذات أهمية دينية واقتصادية بالنسبة للأردن؛ لأنها كانت تقيم على الينابيع والبرك التي أنشأها العثمانيون في الأردن مثل بركة زيزيا جنوبي عمان وغيرها، ويتبادل سكان الأردن المواد الغذائية مثل الزبيب والتين المجفف وغيرها من المواد الغذائية مقابل المال أو سلع أخرى”.
وتابع “من هنا، كان لزاماً على الأردنيين تعلم اللغة العثمانية في ذلك الوقت؛ لأنها لغة الدولة الرسمية ولغة الاتصال مع المسؤولين الأتراك، وأصبحت كثير من الألفاظ التركية متداولة ولا تزال حتى اليوم”
وهذه قائمة ببعض المصطلحات التي تتداول في مجتمعاتنا العربية باللهجة العاميّة:
شنطة: للدلالة على الحقائب وبخاصّة الصغيرة منها، ويكون أصلها من الكلمة التركية Çanta.
جمرك: تستخدم في معظم الدول العربية وتعني الضريبة على البضائع؛ أصلها كلمة Gümrük التركي.
جزمة”: كلمة أعجمية أصلها Çizme، تعود لعهد العثمانيين “تشيزمه” بمعنى حذاء.
الشيش طاووق، مشتقّ من Şiş Tavuk ما معناه سيخ دجاج، وهو صنف الطعام التركي الأصل.
دوغري: وفي ما معناه بالعربيّة “على طول” أصلها كلمة Doğru التركية.
بُقجة: وهي كلمة متداولة في بعض الدول خاصة في مصر، وتستخدم للدلالة على صرة من الثياب مشتقّة من Bohça التركية.
قبضاي – أباضاي: كلمة متداولة بكثرة في سوريا، للإشارة إلى قوّة الشخص وجرأته، أصلها من الكلمة التركيّة Kabadayi.
شاكوش أي المطرقة: اشتقها العرب من الكلمة التركية للدلالة على Çekiç التركية.
لمبة: وتعني المصباح وأصلها في التركي Lamba.
بوية: في اللّغات العامية للدلالة على الطلاء وهي مشتقّة من كلمة Boya التركية.
الدرابزين: وهو السياج على جانبي السلم وهي مشتقة من كلمة Tirabzan باللغة التركية.
طابور: تستخدم للدلالة على الصف، أصلها يعود للعهد العثماني من Tabur، وتعني جماعة من العسكر يتراوح عددهم من الـ 800 إلى الـ 1000.
طز: نستخدمها في مجتمعاتنا العربية للدلالة على أمر لا نعيره اهتماماً، لكنها في اللغة التركي تشير إلى أمر مختلف وهو الملح.
لكن هذه التسمية كان يستخدمها الجنود العثمانيّون المسيطرون على نقاط التفتيش، عندما كانوا يسمحون للعرب بإدخال أكياس الملح دون تفتيش، معلنين ذلك بقول “طز” أي لا شيء مهم، فيردّ عليهم العربي بنفس القول.