القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة
في حوار له مؤخراً على قناة قطر، أظهر الشيخ عائض القرني شخصيته الجديدة ورغبته في أن يراه الناس بصورة مختلفة. فعلى الرغم من كل محاولات المذيع المتشدد سحب الداعية القرني إلى شخصيته التسعينية المصحونة والمسيسة؛ بطرحه أسئلة عليه ملغمة ومستفزة، إلا أن الشيخ القرني أصر على أن يبقى على شخصيته الأليفة المروحنة والمتسامحة.
منذ سنوات وعائض القرني يسعى الى بناء مثل هذه الشخصية التي تنفصل بشكل كامل عن إرثه القديم. فهو يسعى "بجدارة لأن يكون شيخاً ليبرالياً جديدا مشابها تماما لصديقه الشيخ سلمان العودة الذي تلبرل بالكامل".. كما يقول أحد المعلقين على تحولات الشيخ القرني الجديدة.
في الواقع إن تحولات القرني لم تبدُ أكثر وضوحاً إلا في الأعوام الأخيرة، وظلت في البداية مترددة خجولة، ولكنه الآن بات أكثر تصريحاً بها، وحتى أشد جرأة في التعبير عنها. فبعد رأيه الذي تراجع عنه عن تأييده لقيادة المرأة للسيارة، وغضبه على الصحافة التي قالت مرة إنها التقت مخرجة سعودية في بيته، إلا أن هذه الأحداث تظل أشياء هامشية على انعطافته الجديدة.
في العام الماضي ثار عليه كبار العلماء في السعودية، ومن بينهم مفتي السعودية شخصياً، بعد تعاونه مع المطرب الشهير محمد عبده. وقد قال القرني بدون أن يصرح: إن من يحاربونه فاشلون ويغارون من نجاحه. وأشار إلى أنه يريد من خلال ذلك العمل أن يوصل الروابط المقطوعة بين شرائح المجتمع السعودي. وهو يقصد بذلك المطربين أكثر الشرائح الاجتماعية المكروهة والمفسقة من قبل رجال الدين.
القرني أيضا أظهر روحاً وعظية مرنة وظريفة في برامجه التلفزيونية. وكذلك نحا خطابه منحًى نقدياً واضحاً من مهاجمة الآخر إلى مهاجمة الذات ونقدها. وبعد سنوات من الشعاراتية الجذابة، بدا القرني أكثر واقعية وهدوءاً. بل صرح بحبه الكبير لفرنسا والفرنسيين في مقالات شهيرة، امتدح فيها الثقافة الغربية ورجالها.
وفي مقالاته التي ينشرها باستمرار في جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، كتب القرني كثيرا من المقالات الجميلة بحق، تدعو إلى التسامح والأخوة الإنسانية بطريقة لا تختلف كثيراً عن الطريقة التي اشتهر بها تركي الحمد في مقالاته في ذات الجريدة.
واليوم عبّر الشيخ القرني عن حبه بطريقة خاطفة للموسيقار الشهير "بيتهوفن" عادًّا إياه واحدًا من العظماء الذين لم تعقهم إعاقتهم عن إبداعهم. هذه الإشارة الخاطفة تعني الكثير في بلد لم يصرح أحد فيه من المشائخ أنه يستمع حتى لنغمات الموسيقا في جواله الخاص، فكيف باعتبار واحد ممن بث الموسيقا في أرجاء العالم كأحد العظماء، كما يرى هذا الداعية المتشدد سابقاً!
ولكن المقربين من القرني يدركون أنه شخصية معجونة بالفن بالكامل، وأن ما قاله وألمح إليه، لا يعدو أن يكون رأس جبل الجليد فقط. وحسب ما يقول أحد المحبين للشيخ القرني:" القرني شخصية فنية، ولا يمكنه إنكار ذلك حتى لو ادّعى العكس. سيظهر ذلك عاجلاً أم آجلاً، ولكنه فقط يريد أن يتحكم بهذا التفجر الداخلي، وربما لا يقدر على ذلك".
تروحُن وتسامح الشيخ القرني الجديد أغضب أنصاره القدماء المتعصبين، لكن يبدو أنه لم يعد يهمه مثل هذا الجمهور البسيط في ظل شهرته التي يحققها على مستوى العرب جميعاً. فكتابه "لا تحزن" يكاد يكون موجودا في كل بيت، حتى قيل إن الرئيس صدام حسين قرأه قبل إعدامه بشهور. ولكن من جهة أخرى فإن هناك طائفة الليبراليين السعوديين تشكك بصدق تحوله وميوله؛ مشيرين إلى أن القرني لم يقدم أي اعتذار واعتراف عن مرحلته القديمة التي تعدت إطاره الشخصي.
ويشير بعض مخوّني الشيخ القرني، الى أنه فقط يندفع مع الرياح السياسية السعودية الجديدة، الداعية الى التغيير والانفتاح، وليس صادقاً في صميمه. وفي الواقع أن القرني لم يقدم أصغر نقد للصحوة وجرائمها، الأمر الذي يعتبر دليلاً محرجا على عدم تطليقه تلك العقيدة البغيضة. وهذه ذات التهمة التي تحاصر الداعية العودة أيضاً. فتركُ الباب نصف مغلق يعد سياسة غير مريحة. تبث الأمل في قلوب المتشددين والتوجس في قلوب الليبراليين.
ولكن هناك طائفة من الليبراليين أكثر برجماتية وأقل نكداً، تقول ببساطة: عفا الله عما سلف، وتسعد لأن يشاركها عائض القرني حبها لبتهوفن ومحمد عبده، على ألاّ يعود إلى إصدار الفتاوى العنيفة من جديد.