السقوط الحر للمتاعب
بقلم/ د. عمر عبدالعزيز
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 4 أيام
الأحد 07 إبريل-نيسان 2013 04:38 م

حالما تنتهي العطلة الأسبوعية المقررة في الحوار الوطني ستبدأ عجلة التداولات بالدوران، وسترسخ تباعاً قيم التعايش القائم على الجدل الخلاق ، وسنثبت للقاصي والداني أننا شعب الحكمة والموروث الحضاري العريق، وسنلمح في الأفق القريب معنى التمام والكمال النابعين من مواجهة الحقائق ، ومناجزة الاستحقاقات، والتفاعل الخلاق مع مقتضيات الحياة وإكراهاتها الموضوعية.

الخيار الواضح الماثل أمام العقل الجمعي يتلخص في نظام اتحادي فدرالي لا مركزي وعصري حتى مخ العظم . ذلك النظام المأمول لن يتقدم على خطى الفراغ ، بل الامتلاء ، فتجاربنا في الدولة المركزية الشمولية القروسطية ألحقتنا بذيل العصر، ووضعتنا في مكان لا نستحقه ، وحولت التعايش الاجتماعي والتاريخي الخاص بتاريخ التنوع إلى فضاءات مترعة بالآلام والأنين .

بالأمس تمنيت على المؤتمر أن يتم الشروع الفوري في تدبيرين جوهريين .. يتمثل الأول في تمهيد الطريق نحو الانتقال، من خلال معالجات فورية وجادة لقضيتي الجنوب وصعدة ، وبالاستتباع كامل القضايا الماثلة في أقاليم الوطن الأخرى التي تعاني من ذات المظالم والمتاعب . كما طالبت بأهمية الشروع في تسريع عمل لجنة بناء الدولة وصياغة الدستور الجديد، لعلمي اليقيني بأن نتائج عمل هذه اللجنة سيكون لها أثر حاسم في السقوط الحر لبقية المصاعب الماثلة في مختلف أوجه الحياة.

نحن أمام لحظة تاريخية تتطلب قرارات شجاعة بقدر سرعتها الصاروخية ، وابتكار معالجات اجتراحية غير مألوفة ، وأزعم أن الوطن لا يخلو من ذوي الهمم العالية .

قال المتنبي :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم .

Omarabdulaziz105@hotmail.com