آخر الاخبار

رئيس المخابرات التركية يصل دمشق في مهمه خاصة جدا .. تفاصيل حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير  بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات

المتوكل الذي عرفته متوكلاً على الله
بقلم/ علي ناصر محمد
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 7 أيام
الثلاثاء 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 12:44 م

كان على موعد مع الموت عدة مرات سواءا بالمرض الذي قاومه عدة سنوات دون أن يتمكن من كبح جماح رغبته في الانخراط في كل فعالية سياسية وفكرية يدعى إليها أو يعرف عن تدشينها أو يهندسها بنفسه ، فلدى ذلك الرجل النحيل طاقة سمينة قل نظيرها .. أم بمحاولات اغتيال سابقة نجى منها بأعجوبة ليعود إلى تراب الحياة من بين رماد الموت ينثر وروده كما كانت عادته .. هكذا إلى أن جاءت الطلقة الأخيرة يوم الأحد الماضي لتنال منه وتناله معه من قامة سياسية وطنية ودوحة فكرية وشخصية أكاديمية فذة .

يشكل اغتيال الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل خسارة كبرى على الوطن في مختلف أحواله ويشكل خسارة أكبر في ظل ما تعيشه اليمن اليوم وهو الذي امتاز بمقارباته التوفيقية التي لا تكل ولا تمل ، وآرائه المتزنة التي لا تخشى اتزانها واعتدالها وقد تسيّد التطرف على المشهد ، ومواقفه الحكيمة التي يعوزها المجتمع حين تعز الحكمة وتصبح عملة نادرة لاسيما في موطنها العميق حسب توصيف الرسول الأعظم محمد (ص) : الإيمان يمان والحكمة يمانية .

يعد الشهيد الراحل الدكتور محمد عبد الملك المتوكل من الشخصيات السياسية المخضرمة فقد واكب الرجل معظم مراحل الحركة الوطنية وكان في جلها إن لم نقل في كلها لاعباً محترفاً ورقماً حاضراً بقوة يشهد له خصومه قبل أترابه ، وقد عُرف عنه الحصافة والنباهة واللباقة والوفاء ، وهي مما يحتاجه المرء ليكون قيادياً بامتياز .

بالنسبة لي بصفة خاصة أشعر بخسارة فادحة باغتيال الشهيد محمد المتوكل فقد عرفته في وقت مبكر مع السفير مصطفى النعمان وكان ذلك اول لقاء لي معه، وتلاها لقاءات مع بقية الأصدقاء المشتركين ومنهم الراحل العزيز عبد القدوس المضواحي رحمه الله ، ولطالما ترافقاً في أسفارهما وكان مكتبي أو منزلي محطة لقاء نتبادل فيه أطراف الحديث عن هموم الوطن في مراحل متعاقبة وظروف مختلفة .

كان المتوكل متوكلاً على الله ، فبساطته اللافتة وحياته المتواضعة تشهدان على ذلك كما أن عزوفه عن حياة الشخصيات السياسية التي تميل إلى عسكرة حياتها بالمرافقين وغير ذلك كان دليلاً ملموساً على صدق إيمان الرجل بالدولة المدنية التي كان ينادي بها ويعتبرها مفتاح الحلول لأزمات اليمن .

 اغتيال المتوكل في هذه اللحظة التاريخية من أخطر محاولات خلط الأوراق وفق معطيات الراهن لاسيما أن الرجل محسوباً على كل الأطراف بصفة مباشرة وغير مباشرة نتيجة لآرائه النوعية التي لاتميل إلى الخصومة قدر ماتميل إلى الحكمة ، وبهذا يعبر الطرف المتورط في اغتياله عن رغبته الواضحة في الإجهاز على ماتبقى لليمنيين من روح للاعتدال محاولاً التسريع بالخطى نحو الصوملة والاحتراب الأهلي وهي المصيبة التي لطالما حذرنا منها وحذر منها الشهيد محمد المتوكل .

تقبل الله الشهيد الدكتور محمد عبد المتوكل كما يتقبل خيرة الشهداء وعظيم الصالحين في الفردوس الأعلى ، والله نسأل أن يحمي وطننا من كيد المعتدين وأن يعيد له اعتباره قبل أن ينزلق إلى مايريده قتلة المتوكل وقتلة سابقيه من الشهداء ،،، وإنا لله وإنا إليه راجعون .