قمة المنامة: رئيس الأركان يؤكد على أهمية الملف اليمني في الأمن الإقليمي مقاومة صنعاء تقيم العرس الجماعي الثاني لـِ 340 عريسا وعروسا بمأرب رئيس المخابرات التركية يصل دمشق في مهمه خاصة جدا .. تفاصيل حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري
" الشعب الحضرمي يعد في الشعب اليماني " ، هكذا يقول أديبنا الكبير علي أحمد باكثير ، ووقف ذات يوم لدى زيارته السريعة لحضرموت بعد غربة فاقت ثلاثين عامًا ، وقف في جموع من الحضارمة في مدينته سيئون ليقول لهم:
" إن وطنكم قد امتد فبدلاً من هذا الوادي ، الوادي الحضرمي ، اتسع إلى كل الأجزاء من اليمن الجنوبية ، ثم يتسع إلى كل الأجزاء في اليمن الشمالية ، ثم يتسع إلى أقطار العرب جميعًا حيث تشتركون في بناء الوحدة العربية الكبرى ".
واتصل الأحرار اليمنيون بباكثير بعد وصولهم إلى عدن 1944 ليكتب لهم نشيدًا وطنيًا يكون النشيد الرسمي لحزبهم الوليد ، وقد أفضى باكثير لطبيعة علاقته بهم للدكتور عبد العزيز المقالح حين كان يدرس دراسته العليا في مصر حيث قال له حسب رواية المقالح :
" قال إن صلته بالأحرار اليمنيين قد ظلت قوية ومتينة إلى ما بعد قيام الحركة التي أطاحت بالإمام يحيى وأنه قبل التعاون مع الأستاذ الزبيري بعد انتقاله من باكستان ورفض التعاون مع قادة الرابطة وكان يرى أن الحل يأتي من الشمال من تحرير صنعاء العاصمة التاريخية وقد صدقت نبوءته وخابت كثير من النبوءات التي رأت البداية ستكون من الجنوب نظرًا لتطور أساليب الحياة وقيام بعض المدارس ... منذ البداية كان ينظر إلى اليمن كوحدة جغرافية لا يمكن تفتيتها أو تجزئة دولتها وكان إيمانه بالوحدة اليمنية منذ وقت مبكر منطلقًا من الوحدة العربية فالوحدة الإسلامية " .
وكان باكثير الشاعر الوحيد الذي رحب بثورة هؤلاء الأحرار في شتاء 1948 ضد نظام الإمامة حيث دبج فيها اثنتين من أروع قصائده مطلع أولاها :
ملك يموت وأمة تحيا بشرى تكاد تكذب النعيا
والأخرى :
انزاح عنك البلاء والداء فابتسمي للحياة صنعاء
كما وضع نشيدًا نظمه بعد الاستقلال ورحيل السلاطين وقيام جمهورية اليمن الجنوبية يرحب فيها بالدولة الوليدة ويدعوها إلى إتمام المسيرة بإعلان الوحدة مع الدولة الشمالية :
يا دولة الجنوب يا بلسم الجراح
في ظلمة الخطوب أشرقت كالصباح
الله أكبر في يومك العظيم
عاد وحمير هبّا من الرميم
عيشي مع اليمن في دارة الشرف
والوحدة الثمن والسؤدد الهدف
لكن ذلك كله لم يشفع له عند بعض ذوي الرؤية الجهوية القاصرة ممن إذا ذكرت حضرموت وحدها اشمأزت قلوبهم ، فباكثير حين عبر في الثلاثينيات عن ما يوصف اليوم بـ ( أبناء حضرموت ) فوصفهم بالشعب الحضرمي ، فإذا بأحدهم يهب مذعورًا ليقول :
" قد يكون باكثير أخطأ التعبير أو أن التعبير هو الذي خانه عندما تحدث عن حضرموت وكأنها شعب مستقل أو شعب له كيانه المنفصل عن بقية اليمن " .
وليس الأمر خيانة في التعبير من باكثير وهو الأديب الكبير وإنما هي شنشنة نعرفها من كثير من نظرائنا في الوطن ممن يصيبهم ذكر حضرموت بحساسية أعيت من يداويها ، وإلا فإن التعبير بالشعب الحضرمي تعبير مألوف في جميع أدبيات تلك الفترة بما فيها الصحف الصادرة في ( الشمال ) ، وانظر مثلاً صحيفة السلام الصادرة في مدينة تعز العدد ( 13 ) بتاريخ 3/3/1949 ، إذن فباكثير لم يخطئ في تعبيره أو يستخرج شيئًا من جيبه بل درج على ما هو متداول حينها من أوصاف في زمنها .
ومن الواضح مما سبق من كلام باكثير ومما أكده المقالح نفسه أنه ينظر إلى الوحدة اليمنية لا من زاوية قطرية بل من زاوية قومية ترنو إلى الوحدة العربية ككل ، وقد تحققت اليوم الوحدة اليمنية فإذا بنا نتلاوم ونستريب من تنوعنا الاجتماعي والثقافي ، فماذا لو تحققت الوحدة العربية على النمط نفسه ، لا شك أنه سيأتي أحدهم ليتحدث أن الأديب نجيب محفوظ قد خانه التعبير حين تحدث عن الشعب المصري وكأنه شعب مستقل أو شعب له كيانه المنفصل عن الوطن العربي الكبير ، وسيصبح حينها انفصاليًّا أو مناطقيًّا من يصف الآثار الفرعونية بأنها حضارة مصرية بل يجب أن يكون ( وحدويًّا ) و( وطنيًّا ) ويقول هي حضارة عربية نسبة للدولة العربية الفتية التي لا أستطيع أن أتكهن كم حراكًا ستشهده محافظاتها من الخليج إلى المحيط .