النيابة العامة بمحافظة شبوة تنفذ حكم الإعدام بحق الحجري. البنك المركزي اليمني يضع سفراء الاتحاد الأوروبي امام تداعيات توقف الصادرات النفطية وتقلبات أسعار الصرف أول رد من الحكومة اليمنية على قرار تصنيف كندا مليشيا الحوثي جماعة إرهابية أول رد من الرئيس أردوغان على العمليات العسكرية في سوريا الكويت تقدم منحة مالية لليمن مخصصة ندوة توعوية بمأرب تناقش مخاطر الدخان وآثاره على الإنسان والبيئة . الرئيس الكوري الجنوبي يعلن حالة الطوارئ العسكرية ويتهم المعارضة بـالسيطرة على البرلمان والتعاطف مع كوريا الشمالية مرض الإيدز يتسع بشكل مخيف .. الفتيات يشكلن 70% من المصابين ما مصير محمد صلاح في ليفربول؟ نادي صامت ولاعب ممتعض بسبب رحيله عن مانشستر يونايتد.. فان نيستلروي يشعر بخيبة أمل
استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إثر زيارته السعودية، وانطلقت التكهنات حول الزيارة بشكل لافت، وفي كل مكان.
هناك من قراء لغة الجسد في الصور، والبعض أطلق التكهنات، بينما بواشنطن هناك من قال، مثل الأميركي من أصل إيراني، والمناصر لقضايا طهران، فالي نصر، إنه «كانت هناك تعقيدات أقل بكثير مما كان متوقعاً». وقناعتي أن هذه أسهل مفاوضات سعودية - إيرانية، وعلى مدى أربعة عقود، حيث جرب الأطراف بعضهم بعضاً.
والدولتان اليوم، السعودية وإيران، ليستا كما كانتا في السابق، بل هما ليستا ما كانتا قبل عامين..
السعودية حددت خياراتها الاستراتيجية بشكل لا تخطئه العين وهي التنمية، وأن تكون عضواً فاعلاً دولياً، وليس لاعباً مشغولاً بالتفاصيل المحلية، بينما حددت إيران خيارات استراتيجية هي أشبه بحافة الهاوية؛ حيث الملف النووي والصعوبات الاقتصادية والسياسية الداخلية. أقول أسهل لأن المطالب السعودية واضحة اليوم، ولن تكون لمناقشة ما يمكن أن تقدمه إيران في لبنان، أو غزة، أو صنعاء، أو سوريا، أو العراق، بل سيكون سؤال سعودي واضح مباشر وهو: هل تريدون استغلال الفرص، والمشاركة في الاستثمارات؟ هل تريدون المشاركة في المبادرات السعودية من السياسة إلى الرياضة، مروراً بالاقتصاد؟
الأكيد أن طهران تعي ذلك جيداً، والأكيد أيضاً أن الوزير الإيراني يزور السعودية وهو يعي أن الرياض مشغولة أكثر في ملف أزمة الحرب الروسية بأوكرانيا. والمراقب يلاحظ أن السعودية طلبت تفعيل الاتفاقيات السابقة، أي الالتزام بما هو متفق عليه، ولا ضرورة لتجريب المجرب، بينما تعهد الوزير الإيراني دعم ملف استضافة السعودية «إكسبو 2030» في الرياض.
ولذلك بدت زيارة الوزير الإيراني للسعودية «أقل تعقيداً»، وأقل دراما مما يحاول البعض تصويرها، ولسبب واضح؛ أن خيارات السعودية الاستراتيجية مختلفة، وأسرع تنفيذاً، وأكثر أثراً. الرياض اليوم لا تقدم منحاً وهبات وتضييع الوقت في وساطات لا طائل منها بالمنطقة، وليست لديها ميليشيات لتفاوض حولها، بل إن السعودية قامت، وكما أقول دائماً، بـ«تصفير قطع العلاقات»، لفتح باب الحوار مع الجميع، ومن ضمنهم إيران.
فعلت السعودية ذلك لتعزيز فرص الاستثمار والشراكة، وليس من باب عفا الله عما سلف، وإنما من باب أنه يفترض بالجميع أنه تعلم من التجارب، وأن الأساس هو النظر إلى الأمام لاستغلال الفرص لكل ما فيه الخير للسعودية وشعبها وللجميع. والنجاح يتطلب أقل قدراً من الأزمات.
وذلك لا يتحقق إلا بالشراكات واستغلال الفرص، وليس من السهل فعل ذلك بين الرياض وطهران، وبعد هذا التاريخ الطويل من الأزمات، لكنه أمر قابل للتحقيق إذا عادت إيران للقواعد الأساسية؛ وهي عدم التدخل في شؤون الغير وتجنب زعزعة الأمن والاستقرار. الكرة اليوم في الملعب الإيراني، وكل ذلك لا يتحقق بالوعود والكلام الطيب، وإنما بالأفعال، والطريق طويلة خصوصاً مع العقوبات الأميركية والدولية على إيران.
ولذلك هي المفاوضات الأسهل لأن الاستراتيجية السعودية واضحة؛ وهي البناء والتنمية، وخيارات الرياض متعددة، ودولية.
*الشرق الأوسط