أبوبكر سالم ... صوتنا الأخر
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 7 أيام
الإثنين 25 يونيو-حزيران 2012 11:18 م

اليمانيون هم أندى اصوات العرب وأبوبكر سالم أندى أصوات اليمانيين وأكثرها أفراح بهجة .. وأبوبكر بأمواجه الصوتية الرحبة الاتساع والمدي وجسمه الفيزيائي المتعب، يرقدان معا ً في سرير المرض في برلين .. والصحابي أبو بردة يروي عن أبي موسى أن النبي الذي كان يطرب للصوت اليماني لحلاوة طبقاته العجيبة الابهاج .. يروي أنه قال صلى الله عليه وسلم،" إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن "..أولئك هم اليمانيون القداما .. واليمانيون الحديثون قدموا لجزيرة العرب، من صنع لهم الأفراح وأضاء كيانهم النفسي بفن الطرب والإمتاع وآفاق الترويح عن النفس وصنعوا لمن مات عشقا، أمالا ً تنبض بيوم مسرة حتما ً سيطل.. وفي العشق المكلوم، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ... ومحمد عبده – عسيري – وعسيري تكملة الإسم، أحد من قدمناهم .. تنازلنا عنه للجزيرة وللعرب وللرئيس التونسي الراحل بورقيبة الذي أسماه فنان العرب , ومثله الدكتور عبد الرب إدريس وعلي بن محمد ...

وأبوبكر سالم، علم الطرب الشامخ، تنازلنا عنه ..ومافكر طرفة عين في نجد سيره مهاجرا ً، أن يتنازل عنا .. استمر ملتصقا ً بنا .. تغنى بعدن وبأحلام عدن وتغنى بصنعاء المدينة المتعبة بغزوات السياسية .. حملنا نحن أبوبكر صوتا ً آخر لنا .. وحملنا أبوبكر ، يمنا ً آخر له ً، مثلما كان يحمل شاعرنا الأكبر البردوني يمنا ً آخر له ، لم نعرف نحن يمن البردوني الآخر ومازلنا نبحث عنه.. لكننا كنا نعرف صوتنا الآخر أبوبكر .. صوت البهجة الإنسانية لليمن وللعرب وللعالم واتساع جغرافية الابتسامة ومسارات الفرح ...

وصوتنا الأخر أبوبكر ... أحلا الأصوات وأصفاها وأجودها نغما ً.. وأبوبكر هو الصوت الشجي انسيابا ً وتسلسلا ً ورقة ، وصوت أبوبكر ....أبقى على الأنغام في أماكنها العالية ، منذ أن بدأ في تريم بالمدائح النبوية واناشيد الذكر ... وفي صوت أبوبكر ثمة دان وزغاريد وثمة ورد وياسمين وثمة عنب ونخيل وثمة ساقية وثمة نهر وثمة بحر وثمة مركب وثمة شطان،وثمة ضوء وثمة رحيل وبعد وهجران وثمة عودة ولقاء وثمة ليل طويل وثمة ساعات ليل وثمة حزن وثمة فرح ... وفي صوت أبوبكر , وطن .. غنى للسعودية غاليته الدافئة الحنونة،وغاليتنا التي لانعرف ماذا نصنع معها.. وغنى للكويت وللبحرين وللإمارات ولسلطنة عمان ولقطر .. وفي صوت أبوبكر ، كان اليمن أما ً له..فكان الإبن الأنجب ، برصانة صوت .. وصوت أبوبكر .. هو أرفع تردد غنائي.. لم يقترب منه أي صوت إنساني .. ولم يتمكن شخص من مجاراة أبوبكر في تغيير رنة طبقات صوته .... ولن يبلغ أحد استاذية أبوبكر فاتساع صوته ونوعيته وعدد ذبذبات الصوت لديه، ومقدرته على تغيير درجات صوته وتقلبه بالنغمات يجعله عبقرية التميز .. إحساسا ً عميقا ً بالكلمة وبتخريجات أدائها ...أبوبكر بمفرده يملكها..والعالم قال لنا عبر منظمة اليونسكو في عام 1978 ان أفضل صوت في العالم ..صوت أبوبكر ....وصوت أبوبكر ،براءة ذمة عالمية لصوت لن يغيب عن أثير الكوكب الإرضي..

*إعلامي يماني