تأملات شهيد سابق
بقلم/ إسماعيل علي القبلاني
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 20 يوماً
الثلاثاء 13 مارس - آذار 2012 04:18 م

- أتذكر ذلك اليوم الذي داهمنا فيه الصمود وفارقتنا فيه أيضاً الحياة لم يكن هناك غير الكرامة في صفنا ولم نكن أيضاً في لحظات تسمح لنا في الهجوم على حين غرة على مبادئنا لنفاوض آلة القمع الوحشية ولم يكن لدينا ما نرد بها رصاص الموت السريع غير أن نفاجئها بأجسادنا لا بطاولات مكاتبنا التي يكتظ وراءها الساسة, ونفاجئها أيضاً بأحلامنا الخالية من الزناد لا بمبادرات ومفاوضات تقتل الحلم, وكشهيد سابق لا أريد يوم أن أبعث أن أعرف بأن قطرات دمي تبخرت هدراً !

-أجمل ما يمكن لشهيد أن يغادر به الحياة هو أن يغادر مع مبادئه وقضيته دون تفلت.

-الرحمة على الشهداء والمفاوضة تحت مسمى الوفاء لهم كالفرق ما بين نور وظلام.

-وحده النضال والتمسك بمبادئ النضال وأهداف الثورة يختزل الوفاء للشهداء.

-يجب أن يدرك من تبقى من الأحياء في كوكب الموتى بأن الوفاء للشهداء لا يعني الاكتفاء بالكهرباء فقبورهم كلها نور.

-الثورات لا تتحول إلى مراحل انتقالية فهي تبدأ مع تحقيق أهدافها بنهضة علمية واقتصاديه وسياسيه والشهداء لم يسقطوا من أجل أن تموت معهم النهضة وتشيع بمرحله انتقاليه.

-التغيير الثوري لا يعني إنهاء الفساد المحلي بفساد أجنبي خارجي.

- من يطالب بالحرية ولم يجدها عليه أن يكون مؤمناً بالموت وأن يسعى إلى الموت من أجل الوصول إليها.

-الحرية لا تأتِ بالتقسيط.

-على الثائر أن يدرك بأنه لا مجال أيضاً للحرية بأن تكتفي بالموت.

- الثورات تشرق كالشمس ولا يمكن لها أن تكون كالخسوف أو الكسوف أيضاً حتى لا يكون مردود النصر لها جزئياً.

- صناديق الانتخابات التي تمتلئ بالخبز المطبوع من أنين الجياع والحبر المغموس في دماء الشهداء لا يمكن لها أن تكون بمثابة طريق واحد من طرق النضال والتغيير الثوري.

- هناك أسلحة خاصة بالثورات السلمية مثل أن يستخدم الثائر جسده لتعرية آلة القمع المتفانية في الأوامر, وأيضاً مثل أن يستخدم الثائر قلمه, عدسته, صوته, .... ومثلها أسلحة كثيرة جداً ليس لها ضجيج ولكنها تواجه بضجيج القنابل والرصاص تواجه بالمكر والخداع وتتبخر على إثرها مياه الوجوه من الطغاة ومن الساسة.

- كان المنظور التاريخي للثورات هو أن يقوم بها الشجعان إلى أن يخطفها الجبناء, ولكنها اليوم يقوم بها الشباب ويلتهمها كبار الشيوخ من الساسة.

- عندما تنتهي صفقات الاقتصاد الاستثمارية في إي بلد ما, توقعوا أي صفقات سياسية قادمة, وهكذا هو حال التسلط دائماً عندما يكون عمره فوق السبعين وبالذات يكون المجال له مفتوحاً في البلدان العربية.

- الدماء النقية والطهارة لا يمكن لها أن تتسرب في شيك مصرفي ولا يمكن لها أن تسيل في شارع المفاوضات المؤدي إلى قتل جميع الأحلام.

- الهجمات السياسية المباغتة في حرق نفسها لا يمكن أن تسقط فيها أي قطرة دم نقية لأنه وعلى مر التأريخ السياسي لا يمكن أن يكون هناك أي هجمات مباغته منطلقة من فعل سياسي إلا لشل حركة فعل آخر أو لإيقاف ضياع الأوراق من أيدي الساسة أو لتسلط الضوء على نفسها بالمباغتة.

- عندما يريد أي مجتمع أن يتحول إلى مجتمع مدني عليه أن يلغي مفاهيمه القبلية أولاً.

- على المرأة اليوم مثلما كانت نصف الثورات عليها أيضاً أن تشارك في المعركة الحضارية التي تتبع الثورات.

- في عام 2001م سارت الأقدار لتغير تأريخ العالم, ولكن العالم العربي لم يتأثر أو يتغير بقدر ما كانت معظم الآثار الجانبية لسقوط البرجين مردودة عليه, ولكن في عام 2011م كانت صدفة الأرقام أن ينتفض العالم العربي ويسقط أبراج الطغيان المهترئة من كراسي الحكم.

- الأنظمة العربية لا تكفي لحماية الحيوان وحقوقه فكيف لها أن تحمي الإنسان وحقوقه. إلا إن انتفض الإنسان لنفسه ولحقوقه ولوطنه عندها سيدفع تأمين حقوقه وحقوق الأجيال القادمة معه.

- الإنسانية ليست بحاجة إلى إقامة حجر أساس, والإنسان لا يمكن له أن يصبح مشروع أبداً.

- إن من يمتهنوا الإنسانية هم مجموعة من البشر الذين تتحول كل أمراضهم الجسدية إلى أفكارهم.

- روح القضية لا تموت لمجرد موت الروح البشرية.

- الثائر لا يتوقف لمجرد انتصاره, فهو ليس تائه يبحث عن مخرج كما يفعل الساسة اليوم, إن الثائر ما أن يثور فهو يعيش ويكبر ويغير في طريقه كل شيء في حياته, وعندها يكون ذلك التغيير الطويل على مدى حياته هو انتصاره الحقيقي لمبادئه التي ثار من أجلها.

- حافظوا على نظافة وطنكم من كل شوائب الساسة.

- الأوطان لا تموت ولا تسافر وعلى كل الأجيال المتتالية في أوطانها المحافظة عليها والمساهمة في بناءها لتصبح أوطان أفضل. وعلى كل جيل على مر التأريخ أن يدفع بتوقيت حياته الزمني ليلبس موطنه حلة جديدة.

- يصبح الموت خير حياة عندما يكتظ الكون بالموتى !.