مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
أي حركة جماهيرية ثورية، لا تقيّم نفسها وتعمل على التخلص مما علق بها من شوائب أثناء مسيرتها، ولا تصحح مسارها، فإنها دون أدنى شك تنحرف عن المسار المرسوم لها، وتبتعد عن الأهداف التي انطلقت من اجلها، وتٌفرغ من مضمونها، ليتصدر مشهدها انتهازيون شتان ما بينهم وبين المبادئ والأخلاقيات الإنسانية النبيلة، فما بالك بالثورية.
المتابع لمسيرة الحراك السلمي الجنوبي سيلحظ جيداً دون الحاجة لارتداء نظارات طبية أو استخدام عدسة "شرلوك هولمز" أن شوائب جمة قد علقت به، وبدلاً من التخلص منها والوقاية الجيدة من عودتها مرة أخرى، وجدت من يحتضنها ويرعاها موفراً لها بيئة مناسبة للنمو والتكاثر.
الحراك الذي كان قد بدأ في مواجهة خصم واحد ووحيد والمتمثل في نظام صالح، نجده وهو يقترب من عامه الخامس في مواجهة خصوم شتى معظمهم من صنيعته ونتاج لسياساته الخاطئة، حتى أن رفقاء الأمس في الحراك باتوا أعداء اليوم، وان تدثروا بلباس " تباينات واختلافات"، لست متجنياً لكنها الحقيقية التي اعتبر واحد من شهودها باعتباري احد نشطاء الحراك منذ بداياته.
الحراك بدا جميلاً، لكنه يلج عامه الخامس مفتقداً لكثيراً من بريقه والقه، مليئاً بالتشوهات التي عمد البعض على زرعها في جسده، ليس بالخطاب الإعلامي الممجوج، ولا بتناثر المكونات الهشة والمستنسخة، فكل مكون منقسم على نفسه، مقصياً لبعضه البعض، وافتقدت المحافظات لوحدة القيادة، وتشتت نشطائها، بل أن بعضهم أصبحت خطوط الاتصال بينهم مقطوعة، ليس هذا فحسب فهو مقدوراً عليه متى ما توفرت الحكمة المصحوبة بالإرادة الحقيقية الناتجة عن حرص وليس بزر "كونترول، الأقسى من هذا كله ثقافة "التفتيش في الهويات" التي برزت بشكل مقزز في سلوكيات كثير من النشطاء وبعض القيادات، معززة بخطاب إعلامي لئيم تفوح روائحه في مواقع الكترونية وقناة فضائية أساءت مجتمعة لقضية الجنوب أكثر مما خدمتها، وكان لها نصيب الأسد في ما آل إليه وضع الحراك.
آخر صرعات التفتيش في الهويات ما أتحفتنا به " وكالة أنباء عدن" "عنا"، وكالة تحمل اسم مدينة "عدن" مهد التعايش، ومدينة الجميع، التي لم تسأل قط عن هوية القادم إليها والقاطن فيها، المدينة التي اتسع حضنها الدافئ لكل الشعوب والقبائل، الوكالة أضافت لقب "القباطي" لاسم الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، وهي تعيد نشرة مقابلته الأخيرة مع جريدة "الشرق الأوسط"، في محاولة منها لنفي جنوبيته عقاباً له على مواقفه وأفكاره الناضجة التي تسمو بعيداً عن انتهازية وصبيانية من أساءوا إلى الحراك الجنوبي، ولو وجد في الحراك منذ بدايته شخص بحجم وفكر وعقل الدكتور ياسين لما وصل إلى ما وصل إليه اليوم من تشظي وتراجع.
على أن ما أقدمت عليه تلك الوكالة التي لا تمثل إلا أصحابها، عمل غير أخلاقي وتتبرأ منه المهنة ومنتسبيها، ويندرج في صميم الحديث النبوي الشريف "إذا لم تستح فافعل ما شئت"، مع احترامي وتقديري لقبائل القبيطة التي يعود أصلها الى قبائل السكاسك وهي من بطون قبيلة كنده، فالدكتور ياسين من مواليد عام 1947م، طور الباحة، محافظة لحج، ولا يحتاج لمن يثبت نسبه؛ لأن النسب الحقيقي بمقدار ما يضيفه الإنسان لشعبه وبقدر خدمته له، وبما يتركها من سيرة عطرة، لان الفتى ليس من قال كان أبي.
ليست هي المرة الأولى التي يكون فيها الدكتور ياسين صاحب الرصيد الوطني والنضالي المتميز في مرمى مثل هذا الانحراف الأخلاقي والقيمي، فلم يشغل نفسه بالرد على تفاهات كهذه تعبر عن نفسيات أصحابها، لأنه أكبر من الجغرافيا، ومهموم ببناء الدولة المدنية الحديثة التي يرى فيها المخرج الآمن لليمن من كل أزماته، فهو شخصية وطنية وكفاءة علمية وسياسية نادرة ليس في اليمن فحسب بل في الوطن العربي.
التفتيش في الهويات، مرض أصاب أصحابه فقط بمساعدة مثل هذه الوسائل التي تدعي انتسابها للإعلام، وليس كل الحراك، كما انه لا يمثل كل الجنوب، ومن نتائجه اليوم الحديث عن الجنوب العربي، ودولة حضرموت، وغداً ربما سنبحث عن ذواتنا في قبائلنا.
ثورة الشباب السلمية كشفت عن قيم جميلة عشناها في بداية الحراك وتخلينا عنها، على الأقل بصمتنا إزاء مثل هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا وحراكنا، ثورة انطلقت من اجل الجميع وليس من اجل الشمال دون الجنوب، لم ينكروا قضيتنا، وضعوها في مقدمة أهدافهم، كقيمة نضالية، واحتشدوا في الساحات من مختلف المحافظات، ونصبوا خيامهم متجاورة، لم يختلفوا على سقوف، لم يشككوا في بعضهم البعض، وان كان بينهم من يعمل لخدمة الايدولوجيا القادم منها والمؤمن بها، لم يفتشوا في الهويات لم يقولوا هذا ضالعي وهذا تعزي وهذا صنعاني أو حضرمي، الساحات اتسعت للجميع، فهم أصحاب قضية، كما نحن أصحاب قضية، لكن الفرق اننا نسيء لقضيتنا وهم يجتهدون لنصرة قضيتهم دون الإساءة للآخر المختلف، لعمري ان الساحات في تعز وصنعاء والحديدة وغيرها من ساحات الثورة قد تفوقت أخلاقيا ولهذا ستنتصر سياسياً.
Shfm733@hotmail.com
27/6/2011