إجراءات عاجلة للحد من آثار انفجار كورونا في اليمن
بقلم/ عبدالرحمن علي الزبيب
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و 23 يوماً
الإثنين 18 مايو 2020 10:32 م
 

تتسارع تصاعدياً ارقام المصابين وكذلك المتوفين بسبب وباء كورونا في اليمن وكل حالة تم الاعلان عنها يتوقع وجود الف حالة على الاقل لم يتم رصدها او الاعلان عنها او مازالت حاضنه للفيروس ولم تظهر الاعراض سواء كانوا من المخالطين للمصابين بكورونا او الذي اصيبوا بالوباء ولم يتم رصدهم .. القرارات القوية والسريعة والتنفيذ العاجل لها فقط من يوقف كورونا من الانتشار ..

لم تتحرك الجهات المختصة الرسمية او القوى المجتمعية حتى الان للتصدي لكورونا في اليمن والحد من انتشاره ومازالت متقوقعه في اجراءات ضعيفة وفي اكبر جهودها اصدار قرارات ضعيفة لا يتم تنفيذها فوراً لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي تفشى في جميع دول العالم بشكل مريع رغم اجراءاتهم القوية ويرجع ذلك الى الحدود والمنافذ المفتوحة الذي لم تستطع دول العالم اغلاقها بشكل سريع مما حفز ذلك انتقال وانتشار الوباء في تلك الدول وسقط الكثير من الضحايا نتيجة ذلك ...

اليمن على موعد لانفجار وباء كورونا واصابة الملايين من الشعب اليمني بهذا الوباء الخطير وربما يصاب اكثر من 92% اثنين وتسعين في المائة من الشعب اليمني بكورونا والمتوفين سيتجاوزون عشرات الالاف في وقت قصير اذا ما انفجر كورونا نتيجة ضعف التشخيص بحسب تقرير صادر من منظمة الصحة العالمية حيث لا توجد اجهزة تشخيص كافية لاكتشاف وباء كورونا في الحالات المشتبه بها وضعف اجراءات التدخل الصحيح مع الحالات المتشبه باصابتها بكورونا سواء من افراد الشعب او من الطواقم الطبية الذين يواجهون خطر انتقال وباء كورونا اليهم اثناء تعاملهم مع الحالات المشتبه باصابتها بكورونا في ظل الضعف الكبير الذي تعاني منه المرافق الصحية والعجز الخطير في التجهيزات الوقائية اللازمة لفرق العمل الطبية الذي قد تصبح بؤرة خطيرة لانتشار وباء كورونا بدلاً من التصدي له ومكافحته ..

أي تأخير او مماطلة في اتخاذ الاجراءات العاجلة لفرض وتنفيذ تدابير احترازية قوية وعاجلة سيتسبب في انفجار كبير وغير منضبط لوباء كورونا يستحيل معالجته وانهاء انتشاره في اليمن انفجار وباء كورونا قد وقع وانفجر وتفشى في العالم واليمن جزء من هذا العالم وسينفجر في اليمن وسيكون انتشاره واثاره الكارثية في اليمن اكبر لان وباء كورنا في زمن الحرب اخطر من أي زمن اخر ...

اليمن يشهد حرباً طاحنه و يواكبه حصار بري وبحري وجوي واغلاق شبه كامل لجميع المنافذ ورقابة قوية وتفتيش للواصلين من بضائع وبشر منذ بداية الحرب كما وتسببت الحرب في اعتماد معظم الشعب اليمني على المساعدات والاغاثة الانسانية وبحسب تقارير الامم المتحدة فان 80% ثمانين في المائة من الشعب اليمني يعتمدون على المساعدات والاغاثة الانسانية لو تم معالجة وتصحيح ادارة الامكانيات المخصصة للمساعدات والاغاثة الانسانية فربما تكفي الشعب اليمني كامل كما ويعاني اليمن من انهيار الوضع الصحي والمستشفيات والمراكز الصحية في عموم الجمهورية اليمنية هذه المشاكل مع وباء كورونا هي فرصة للحد من اثاره الخطيرة اذا ماتم ادارتها بشكل صحيح .

فالحصار المشدد يعزز من فرصة الاغلاق الشامل لجميع المنافذ على الاقل لمدة شهر واحد ومنع دخول الاشخاص والسلع الى الوطن في ظل وجود مخزون كبير من السلع والمواد يكفي احتياجات الشعب لستة اشهر وفقا للتقارير الرسمية ..

واعتماد 80% من الشعب اليمني على المساعدات والاغاثة الانسانية يعزز من فرصة تنفيذ حضر تجوال واغلاق كامل لمدة شهر لايقاف انتشار وباء كورونا ..

تم تشكيل لجان عليا لمواجهة كورونا في اليمن ولكن ؟

بدلاً من التصدي لوباء كورونا والحد من انتشاره تقوقعت تلك اللجان في ادارة كارثة كورونا بشكل ركيك وضعيف بدلاً من مواجهته والحد من اثار كورونا..

لذلك فان احتمالية انفجار وباء كورونا بشكل خطير في اليمن ربما سيكون وشيك وستتحول اليمن الى بؤرة خطيرة لتنقل كورنا وانتشاره واستوطان اليمن سيختفي في العالم ويظهر في اليمن بشكل خطير ويستمر في التنقل والانتشار لأشهر وربما لسنوات قادمة ويتساقط الضحايا باستمرار ان لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة وسريعة للحد من انتشار وباء كورونا في اليمن واهم تلك الخطوات التالي :

1-  اصدار قرار عاجل بإغلاق شامل لكافة المنافذ الحدودية لليمن وتنفيذه بشكل فوري ومنع دخول أي شخص او سلع لمدة شهر كامل واغلاق المطارات والموانئ بشكل كامل خلال شهر الحضر مع دارسة امكانية تمديده لشهر اخر او اشهر بحسب المستجدات ..

2-  اعلان حالة الطوارئ الصحية في اليمن والزام جميع الكوادر الطبية للتواجد في المراكز الطبية وفقا لجداول عمل محدده وتخصيص موازنة مالية لمواجهة المخصصات الطارئة لفرق العمل ومتابعة التنفيذ لها ..

3-  اعلان منع حضر التجوال في جميع شوارع اليمن ومنع التنقل بين المحافظات والمناطق لمدة شهر واتخاذ اجراءات قوية ورادعه لكل من يكسر الحظر مع دارسة امكانية تمديه لشهر اخر او اشهر بحسب المستجدات وانزال قوات امنية الى جميع الشوارع والمناطق للتأكد من الالتزام بحضر التجوال والتعامل مع أي شخص في الشارع انه حالة مشتبه كورونا وتحويله مباشرة لمراكز الحجر الصحي ..

4-  اعلان موازنة طارئة لمواجهة وباء كورونا في اليمن تشمل كافة الاحتياجات والنفقات واعلانها بشكل شفاف لمنع أي شبهة فساد او اختلال والتحقيق السريع في أي شبهة فساد واتخاذ اجراءات سريعة ورادعة ...

5-  صرف مرتبات كافة موظفي الدولة وفي مقدمتهم العاملين في المرافق الطبية .

6-  اعداد خطة طارئة لمدة شهر لإعادة تنظيم وادارة المساعدات والاغاثة الانسانية لتشمل جميع الشعب اليمني خلال فترة الحظر والاغلاق ..

7-  احالة أي حالة مشتبه باصابتها بكورونا الى مراكز الحجر الصحي مع جميع القاطنين في المبنى والمباني المجاوره دون تمييز ولا استثناء مع فتح تحقيق شفاف في كيفية الاصابة وتتبع المخالطين للمشتبه به .

8-  التعامل مع جميع الحالات التي تتوفر فيها بعض اعراض كورونا بانها كورونا واتخاذ اجراءات العزل للمشتبه والمخالطين وعدم الافراج عنهم الا بعد صدور نتيجة الفحص الطبي وايضاً بعد انتهاء فترة الحجر الصحي 14 يوم تحوطاً مع توفير كافة احتياجات المحالين للحجر الصحي من اغذية ودواء وايواء مؤقت وكل من يعولهم ..

9-  اغلاق كافة المحلات والمراكز التجارية والصيدليات ومحطات المشتقات النفطية والغاز وجميع المراكز والجهات الحكومية والخاصة خلال فترة الحضر ومنع التجوال مع توفير كافة احتياجات الشعب من خلال الاغاثة والمساعدات الانسانية وحصر المخزون الدوائي والغذائي في جميع المخازن التابعة للجهات الحكومية والخاصة ومنع التصرف فيها او نقلها او اخفاؤها ليتم تجهيزها للتوزيع وفقا لخطة الطوارئ واتخاذ اجراءات رادعة ضد المخالفين بما فيها احالتهم للحجر الصحي لأربعة عشر يوم واغلاق المنشآت ومصادرة محتوياتها  ..

10- توفير الماء والكهرباء والغاز وكافة الخدمات الاخرى بشكل مجاني لجميع افراد الشعب اليمني خلال فترة الحظر واصدار قرار بذلك مع تحديد التكلفة اللازمة لذلك بشكل شفاف وتضمينها في الموازنة الطارئة الموضحة في البند الخامس وان يتضمن القرار منع التجمعات وتوقيف اي اجراءات تتسبب في التجمعات وتجميد متابعة المواطنين لتحصيل اي رسوم او مستحقات مالية خلال فترة حضر التجوال والاغلاق ..

11- اعداد سريع وطارئ لقاعدة بيانات شاملة لكافة المصابين بأمراض مزمنة في جميع المناطق في اليمن تشمل اسماء المرضى والادوية المستخدمة والجرعات لكل مريض ليتم بناء على ذلك توفير كافة الادوية اللازمة لجميع المصابين بالأمراض وبالكميات المطلوبة للحد من أي اجراءات لكسر حضر التجوال والاغلاق وامكانية اعداد قاعدة بيانات طارئة عن طريق ارسال رسالة جوال او فيسبوك او استمارة الكترونية يتم فيها استقبال البيانات ليتم اعداد المعلومات المطلوبة على ضوئها واعداد الية لإيصال تلك الادوية للمحتاجين لها  ..

 

12- اعداد الية صحية لتسليم الادوات والمساعدات بإجراءات مشدده وتعقيم مستمر لوسائل النقل والاشخاص العاملين فيها لمنع انتشار الوباء عبر وسائل النقل وفرق العمل ..

13-تحديد وحصر المنافذ والطرق الذي ينتقل ويتفشى عبرها فيروس كورونا واتخاذ اجراءات عاجلة وسريعة لقطع طريق الانتقال بإجراءات رادعه مع اهميه الفصل بين الاشخاص المكلفين بالتشخيص والفحص وبين فرق المعالجة .

14- اصدار تقارير يومية بجميع الحالات المشتبه باصابتها بكورونا والوفيات والمتعافين وبشكل شفاف وصريح .

15- تعميم ورفع مستوى الوعي المجتمعي باليات ووسائل التعامل مع المشتبه بإصابتهم بوباء كورونا

16- التعامل مع جميع الحالات المشتبه باصابتها بكورونا كضحايا لهذا الوباء وليس متهمين به لتحفيزهم للتعاون مع الجهات المختصة والحد من الهروب واخفاء الحالات انفسهم مما يتسبب في نشر الوباء بشكل اكبر مع الحفاظ على كرامة المصابين بكورونا .

17- الزام جميع المستشفيات الحكومية والخاصة بتخصيص اقسام خاصة فيها لاستقبال ومعالجة المصابين بكورونا مع اخضاع تلك الاقسام للإشراف المباشر للجنة مكافحة الاوبئة ووزارة الصحة وتجهيزها بكافة الاحتياجات اللازمة .

18- حصر جميع المواد والتجهيزات الخاصة بالتعقيم والكمامات وجميع التجهيزات اللازمة لمواجهة كورونا في جميع المخازن التابعه للجهات الرسمية والخاصة ومنع اخراج ذلك المخزون الا باجراءات رسمية وتحت رقابة واشراف ومتابعه لضمان الاستخدام الجيد لها خلال الفترة الحظر ومابعدها .

19-رفع مستوى التجاوب السريع مع الحالات المشتبه باصابتها بكورنا وتحديد الجهات والمسؤوليات ومتابعة تنفيذ المهام دون تباطؤ مع تعزيز الاجراءات الوقائية لفرق العمل الطبية ووسائل النقل اثناء النقل والتعامل مع الحالات المشتبه باصابتها بكورونا وتعزيز اجهزة التشخيص في جميع المحافظات والتعامل مع كافة الحالات المشتبه باصابتها بكورونا على انها حالات كورونا حتى يثبت العكس بالفحوصات الطبية مع تسريع اجراءات التشخيص وتوزيع اجهزة التشخيص في جميع المحافظات على الاقل ان لم يكن على مستوى كل مديرية جهاز فحص مع تنفيذ تعقيم شامل للمنازل والاماكن الذي كان يقيم فيها المشتبه بإصابته بكورنا وحصر جميع المخالطين له خلال الاسبوعين الماضية ونقلهم ايضاً الى مواقع الحجر الصحي .

 

20-  تخصيص مباني في جميع المديريات كمراكز حجر صحي مؤقت لجميع الحالات المشتبه باصابتها بكورونا وان تكون المدارس الحكومية او أي مرافق حكومية اخرى هي المحاجر الصحية بعد تجهيزها لذلك للحد من نفقات الحجر الصحي ونقل جميع الحالات اليها مع تجهيزها بشكل كامل لاستقبال الحالات مع الحرص على ان تكون مراكز الحجر الصحي مستقله لكل حالة مكان وحمام مستقل بحيث لا ينتشر الوباء داخل مراكز الحجر الصحي ولا تتحول تلك المحاجر الى مراكز لنشر الوباء .

21- ايقاف كافة العمليات العسكرية خلال فترة الحضر والاغلاق من جميع الاطراف وفي جميع المناطق لتركيز العمل والاهتمام في التعامل لمواجهة وباء كورونا وعدم تشتيت الجهود ..

22-الافراج عن جميع السجناء والمحتجزين والابقاء فقط عن مالا يزيد عن 25% من عدد المحتجزين واعداد سريع وعاجل لآليات قانونية لتنفيذها فوراً وبشكل عاجل ومنها اصدار قرار عفو من رئاسة الجمهورية في بقية العقوبات في الحق العام وفي الحق الخاص يتم الافراج عنهم بضمان محل اقامتهم ونقل المفرج عنهم مباشرة الى منازلهم مع تشديد الاجراءات الوقائية داخل السجون ومراكز الاحتجاز على المتبقين في السجون ومنها التباعد والاجراءات الوقائية ومنع خروج ودخول أي شخص من السجون سواء موظفين او جنود او سجناء خلال فترة الحظر مع تشديد اجراءات دخول الغذاء وكافة الاحتياجات الداخلة للسجون ومراكز الاحتجاز وتعقيمها بشكل كامل مع وسائل نقلها والسائقين ومنع أي مصاحبين لوسائل النقل سوى السائقين واخضاعهم للتعقيم في كل عملية دخول وخروج وفحصهم واحالة أي شخص مشتبه بإصابته بكورونا الى الحجر الصحي خارج السجن ومراكز الاحتجاز فوراً دون أي تأخير .

وفي الأخير :

نرفع بلاغ الى لجنة مكافحة الاوبئة ووزارة الصحة ورئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وجميع الجهات المختصة لسرعة اصدار قرارات عاجلة بإغلاق المنافذ والمراكز التجارية لمدة شهر وحضر التجوال وتوفير احتياجات الشعب خلال فترة الحظر ومنع التنقل بين المناطق والمحافظات وتجهيز مراكز حجر صحي في جميع المديريات وتجهيزها والتعامل مع أي شخص يكسر حضر التجوال بانه مصاب بكورنا واحالته لمركز الحجر الصحي لمدة اربعة عشر يوم واعلان موازنة طارئة لمواجهة كورونا تتضمن كافة الاحتياجات والنفقات واعلانها بشفافية واعلان ايضاً تقارير يومية بالحالات المشتبه باصابتها بكورونا والحالات المتعافيه والحالات المتوفاه وبشكل يومي .

 

ونؤكد بان وباء كورنا اذا تفشى في اليمن لن يغادرها الا وقد اسقط الكثير من الضحايا الذي كان بالإمكان تداركها اذا تم اتخاذ اجراءات عاجلة ومبكرة للاحتراز منه التأخير في الاجراءات والتساهل والتهاون سيدفع الجميع ثمنها باهض جداً وسيستحيل ضبط الوباء من الانتشار في ظل ضعف وتدهور الوضع العام وخصوصاً الوضع الصحي ..

 

مازال هناك وقت متاح لتقليل الخسائر بالشروع الفوري والعاجل باتخاذ الاجراءات العاجلة للحد من آثار انفجار كورورنا في اليمن .. بلاغ