دعوة إلي عقد مؤتمر مانحين عاجل لدعم اليمن وقف النار في غزة واتصالات سرية لإنجاز الصفقة شرطة كوريا الجنوبية تدهم مكتب الرئيس... ووزير الدفاع السابق يحاول الانتحار دول عربية تبدأ بإرسال مساعدات لدعم الشعب السوري بعد سقوط الأسد روسيا تطلق تصريحات جديدة حول الاسد وتجيب عن إمكانية تسليمه للمحاكم الجيش السودانى يجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب من شمال الخرطوم رسائل نارية من الرئيس أردوغان بخصوص سوريا وأراضيها وسيادتها خلال لقائه بقيادات حزب العدالة والتنمية عاجل: إدارة العمليات العسكرية تكشف قائمة تضم 160 قائدا عسكريا من نظام الأسد وصفتهم بمجرمي الحرب .. مارب برس يعيد نشر قائمة اسمائهم هكذا احتفلت محافظة مأرب بالذكرى السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م محمد صلاح يفوز بجائزة جديدة
قلما تجد من الرجال الذين تختلط بهم سواء في محيطك العلمي او في محيطك القبلي تشعر ان لديه قيم ومبادئ ومثل عليا جعلها هدفا في حياته، فطرية كانت تلك المبادئ والقيم فطر عليها ام مكتسبة من خلال مدرسة الحياة اكتسبها من خلال تجاربه وممارساته الحياتية العملية اليومية فأصبحت هذه القيم في مستوى الثوابت لديه التي لا تقبل المساومة او التنازلات فقد رسم لنفسه تلك المبادئ والمفاهيم ووطَن نفسه عليها لا يحيد عنها بأي شكل من الأشكال قيد أنمله مهما كانت النتائج او المخاطر التي قد تترتب على التمسك بها.
وقليل هم الرجال الذين يظلون متمسكين بهكذا مبادئ وفق معايير رسموها لأنفسهم وبالتالي الحفاظ عليها مهما تغيرت الأحوال او تبدلت المعطيات فحافظوا عليها حتى آخر رمق من الحياة.
ونحن نتذكر بكثير من الفخر و الاعتزاز المرحوم الشيخ محمد الباشا ابن زبع الذي رحل عنا بالأمس، فقد عرفت الشيخ المرحوم الباشا صاحب القيم و المبادئ لا يتزحزح عنها وتتجسد هذه المبادئ والقيم في الكرم والمثل والصدع بالحق حتى على اقرب المقربين له و مقارعة الباطل فسيان عنده ان كان صاحب الباطل قوة سلطوية حكومية او قبلية فذلك لا يزيد عنده في شيء.
كان المرحوم الباشا صعب المراس, قوي الشكيمة, وكان رابط الجأش ثابت الجنان عند الشدائد سريع البديهة, وفي نفس الوقت تلقاه بشوش لطيف المعشر طيب السريرة متواضع إذا كلمته استمع وإذا تكلم اسمع، ولا غرو فهو من جيل العملاقة الذين يغادروننا الواحد تلوا الآخر إلى العالم الآخر، وكأنهم سئموا العيش مع جيل الانترنت والفضائيات والتكنولوجيا التي جلبت معها كل ما هو متناقض مع مبادئ وثوابت جيلهم تلك المبادئ السامية التي جبلوا عليها منذ الأزل وهي مبادئ وقيم تسموا بمعتنقيها الذين يمثلونها ويحملونها إلى الناس بأسلوب حسن فيتقبلها الآخرين بود واحترام وقابلية غريبة قد لا تجد هذه القابلية لو أتت هذه الأفكار من شخص آخر رغم انه من المسلم به ان لكل فكرة جاحد يجحدها ويحاربها عندما يجد ان تلك الفكرة او ذلك المبدأ يهدد مصالحه وفي الوقت ذاته لا يوجد أكثر خطرا على المبادئ والقيم المثلى من حساد الأرض وهم في ذلك فئتان على طرفي نقيض فمنهم من يسلك سلوكا يخالف دعواها ومنهم من يقف جامدا منغلقا حتى على شروق الشمس فضلا عن الألفاظ والكلمات الواردة في سياق قاموس الأسلاف والأعراف القبلية المتبعة في اليمن فيحاول إبعاد الناس عنها.
وإنني لا أجانب الحقيقة ان قلت ان ذاك يصد الناس بجموده، والآخر يفتنهم بجحوده، ومن مزايا المرحوم الشيخ الباشا في كثير من المواقف القبلية الإصلاح بين القبائل المتخاصمة على ما يلقى في سبيل ذلك من عنت ومصاعب القبائل فهو كان لا يألوا جهدا في حل النزاعات القبلية وبالتالي يبذل الغالي والنفيس لإصلاح ذات البين وكثيرا ما كان على يده لم الشمل بعد الفرقة وعقد الصلح بين المتنازعين، و لا تزال بصماته واسمه مخلدين في ثنايا وثائق القبائل في اليمن الذين أحبهم وأحبوه لهذه المبادئ والقيم النادرة التي قلما تجتمع في شخص.
ولذلك فخسارة القبائل اليمانية فيه لا تقل عن خسارة أولاده او أهله او عشيرته ومن الفارقة التي استحقت الإعجاب به انه رحمه الله من الدهاء والحكمة بحيث كان يحافظ على العلاقة الحميمة مع كافة قبائل اليمن وفق مبادئه وثوابته التي نالت إعجابهم واحترامهم أينما حل وحيثما ارتحل، فالكل يحترمه ويجله لهذه المبادئ التي أضحت سجيه من سجاياه او سمه من سماته التي جبل عليها وعاش لها وعاش بها.
وعزائنا انه خلف رجالا رباهم على مكارم الأخلاق وعلى هذه المبادئ والقيم وهذه المثل السامية أبنائه الذين طبع فيهم أفق المبادئ التي عاشها ذلك الأفق الذي يحق لهم ان يفخروا به بين القبائل وبالتالي يحق لهم ان يجعلوها النبراس الذي يضيء دربهم الطويل في الحياة وفق المبادئ المشرفة التي أناطها بهم والدهم ليتحملوا مسؤوليتهم وهو في ذلك أسوة حسنه لهم ...
وفي الختام لا نقول إلا ما يرضي رب العالمين إنا لله وإنا إليه لراجعون
* مؤرخ يمني