الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ
الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل
أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب
وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي
وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ
منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع
قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو
سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن
موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة
اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة
سأعرض في هذا المقال- على عُجاله- حقائق هي في غاية الأهمية في أيامنا هذه لطرفي النزاع ، الشعب من جهة والرئيس من جهة أخرى ، فصوت العقل لا بد أن يُسمع ، والخروج بأقل الخسائر هو الهدف الذي يجب أن يسعى نحوه الطرفان لا لإبراز القوه والغلبه بل لتغليب المصلحة العامه ، مصلحه الوطن.
الحقيقة الأولى: على مدى ثلاث وثلاثين سنة حكم الرئيس علي عبدالله صالح اليمن ، تخلل هذه الفتره أشياء وانجازات عظيمه تحسب له ، ولا يُنكرها أحد ، فتحقيق الوحده وارساء اللبنات الأولى في بناء الوطن ، والشروع نحو تأسيس دولة مؤسسات ، كل هذا من الإنجازت الجباره التي وبكل تأكيد أصلت لحدود الدولة المدنيه الديموقراطيه فتواجدت الأحزاب وعم الأمن وحرية التعبيير و بعض الحريات التي كانت مسلوبه أبان حكم أسلافه.
الحقيقة الثانية: على مدى ثلاث وثلاثين سنة كان حُكم الرئيس يتجه للأسوء وفي نهايات حكمه تم تشويه كل ما هو جميل صنعه بإنتشار الفساد بكل أنواعه ، وكما هو معروف أن الفساد قرين الفشل ، فأصبحت اليمن دولة فاشلة دخلت وخاضت عدة حروب ونزاعات كان بالإمكان تفاديها ، فانتشر الظلم والفساد والجوع والخوف –في مناطق معينه- وأنحسرت الدولة المدنيه التي كان قد شرع في بنائها ، كان هذا الإنحسار لصالح الثقافة القبليه المتعنته التي تعتمد على القوه والبسط وفرض الأمر الواقع ، وأصبح معنى الدولة مغيبا وفي كثير من الأوقات بات يُستخدم لصالح القبيله لتمركز أبناء القبائل على رؤس المؤسسات وخاصة العسكريه منها.
الحقيقة الثالثه: كانت مساعي المعارضة بشكل عام متفاوته وخافته الى وقت قريب أي قبل تكوين اللقاء المشترك ، وبالرغم من التحالف الذي كان يؤمل فيه خيرا لكن إقتصر دورهم على مفاوضات موسميه كمواسم الإنتخابات او مواسم الحروب ، فاكتفوا في معظم الأوقات بإصدار بيانات شجب وإستنكار ، كثيرة كانت مفاوضاتهم مع الحزب الحاكم وبين الوصول الى إتفاق يُجهض في المراحل الأخيره وتشكيلهم ملتقيات ومنتديات وحوارات وطنيه خاصة بهم لم يصلوا الى نتيجه يلمسها المواطن لا على المستوى الإقتصادي ولا غيره.
الحقيقة الرابعة: الرئيس وحلفاؤه والمعارضة ومكوناتها لم يعودوا يفكرون ببناء وطن حقيقي لاسيما بعد حواراتهم الماراثونيه التي غالبا ما تنتهي بنوع جديد من الإتهامات ولا شيئ يُذكر ، ونتيجة لذلك فقد أصبحت الصراعات بينهما لا على أساس وطني ولكن من يكسب الرهان ، فالعناد أصبح محل التوافق من أجل الوطن ، والضغط بالأطراف المختلفه لا للوصول الى حل ولكن للي عنق الآخر ، وبالتالي كان من الطبيعي وجود قوة ثالثة تدافع على مصالحها التي تجاهلها الطرفان.
الحقيقة الخامسة: لم يعد بالإمكان التخلص من هذا العناد المزمن ، ومع إقتناع الأغلبية بأن طرق الحوار وخاصة التي كانت تمارسها المعارضة لن تصل الى حل ، أصبحت المعارضه بين فكي كماشة ، ما بين تسطير موقف مشرف ، وما بين فقدان جماهيرها التي طالما راهنت عليهم ، فبوجود قوة ثالثه تصبح المعارضه في عداد التحلل الداخلي وهذا ما يُسمى في عرف السياسيين \"الإنهيار\" ، وبالتالي لم يكن أمامهم الا طريق واحد لا ثاني له وهو الدخول في حوار مع الرئيس وبعدها تقديم مبادره تكون عذرا ومبررا لهم إن اتجهت الأمور نحو الشارع وصار الشارع يقود نفسه بنفسه.
الحقيقة السادسة: بعد التمويه الذي مورس على الرئيس من قبل اتباعه وإقناعه بأنه يمثل الشعب والشرعية الدستوريه أصبح من الصعب التراجع ووضع الرئيس نفسه أمام خيار وحيد وهو تفضيل العنف بفريق يُدار من جماعته المقربين والذي كان قد إخترهم في أوقات سابقه ، كل هذا كان مدعوما بحجج تقول ان كل مايحدث وما يفعله الرئيس هو دفاع عن اليمن والوحده والشرعيه وأمن الناس والإستقرار، هو دفاع عن السكينه العامه ، هو دفاع عن مكونات الشعب ممن تم توصيفهم على اساس انهم خارجون عن القانون وقطاع الطرق.
الحقيقة الثامنة : في الحقيقة أجد صعوبة في قولها لكن بإختصار تم تغليب العنف والدماء من كلا الطرفين ، ولا يوجد بوادر لحل الأزمة وذلك كما أسلفت سابقا أن الرئيس دخل في سلسة من المكابرات التي تغذيها النزعة القبلية والنزعة العسكريه ، وكذلك المعتصمون بعد كر المشترك وخروجهم بالشكل المرتب قد هيأوا أنفسهم لمثل هذا اليوم ولمثل هذه المواقف من أكثر من شهرين وليس في داخل حساباتهم أي فكرة للتراجع وفض الإعتصامات ، وهذا بالتأكيد مؤشر للأسف خطير سيكون لونه القادم أحمر اللون وغالي الثمن.
الحقيقة التاسعه : الدماء لا توصل لحل ، لن تبقي الرئيس ، لن تحافظ على الشرعية الدستورية ، ولن تُرحل الرئيس من على كُرسيه ، الدماء لن تؤسس لوطن خالي من الأحقاد ، لن تصنع يمنا جميلا متقدما ، الدماء ليست الحل لكل الأطراف فهي أقرب لتأسيس الحقد والكراهيه أكثر من تأسيسها للحرية والكرامه ، قد يتنافى هذا الكلام مع التنظيرات الفلسفيه لكن مُثبت في قواعد الحياة.
الحقيقة العاشرة : لا فائدة من تعنت الرئيس وشيعته ، ولا فائدة من التفكير بإهدار الشباب المعتصمين من قبل المنظمين والمرتبين للثوره ، فالدم ليس الحل ، وعلى كل الأطراف التفكير بخيارات وبدائل غير سفك الدماء وغير دفع الطرف الآخر بسفك الدماء.
إكاد أجزم أن فهمنا لهذه الحقائق سنجد الحل والطريق الأمثل للخروج من هذه المصيبه ، فدماء الناس غالية لا تُقدر بثمن ، وكل الأطراف بلا إستثناء مسؤولون على هذه الدماء الزكية وبالتالي الحرص على الوطن ودماء الناس أهم من اي تعصب لموقف او عناد للإنتقام.