الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني بعد احتلالها أراضي سورية...تركيا تحذر إسرائيل ... إدارة العمليات العسكرية تفرض هيمنتها وسيطرتها على كل الأراضي السورية ماعدا هذه المساحات برئاسة اليمن.. قرار لمجلس الجامعة العربية يخص فلسطين صقيع وضباب على هذه المناطق في اليمن خلال الساعات القادمة هكذا خدع بشار الأسد جميع المقربين منه ثم هرب.. تفاصيل اللحظات الأخيرة للمخلوع في دمشق الإعلان عن قائمة المنتخب اليمني المشاركة في خليجي26.. ومباراة ودية أخيرة أمام عُمان برودة القدمين قد تشير إلى قاتل صامت
من الملاحظ أن القنوات الرسمية اليمنية تتعامل مع الثورة انطلاقاً من منطق الحرب، فتمارس أساليب الحرب النفسية ضد اليمنيين، وهي أساليب تقليدية تعتمد على التظليل والكذب وإخفاء الحقائق، فيبدو الأمر وكأن هناك حالة حرب غير معلنة بين النظام وبين الشعب. فالمتتبع لتغطية قناة اليمن للأحداث في ليبيا يلاحظ تركيز القناة في كل نشراتها على قضية واحدة فقط وهي قضية النازحين، تنشره في صدر نشراتها وتبرزه في عناوينها متغافلة عن كل الأحداث الأخرى هناك. وهي هنا تريد أن توصل رسالة قوية للمواطن مفادها "انظر كيف أوصلت الثورة في ليبيا المواطنين؛ فقد أصبحوا نازحين يبحثون عن مأوى".
فهي هنا تمارس الحرب النفسية بالتخويف وتضخيم الأمر بإبراز مشوّه لجانب واحد فقط من جوانبه، كما تمارس الكذب أيضاً بتصويرها النازحين على أنهم ليبيون فارون من جحيم الثورة، والحقيقة أنهم أو جلّهم من رعايا دول أخرى مختلفة.
فالحرب النفسية تتجلى بتوجيه الاهتمام بعيداً عن الوضع الحقيقي بهدف توجيه رسالة معيّنة، وهي هنا التخويف من نتائج الثورة. كما يؤدي هذا التركيز إلى صرف الناس عن الموضوع الحقيقي وإخفاء المعلومة الحقيقة عنهم مستغلة الصور الحقيقية لنازحين فعليين لكنها توظف ذلك توظيفا حربياً بتوجيه رسالة تحذير وتخويف وتظليل.
إنها حرب نفسية تقليدية عتيقة تتجاهل حقائق كثيرة، منها أن قناة اليمن ليست الوسيلة الوحيدة التي يستقي المواطن اليمني منها معلوماته، ويصعب إن لم يكن يستحيل تظليله بسهولة، وخاصة في مجال الأخبار التي يبحث عنها اليمني من أي وسيلة إعلامية إلا القنوات والإذاعات المحلية، فصحون الالتقاط الفضائي فوق أسطح المنازل في كل مكان حتى بيوت الصفيح والبناء العشوائي سواء في المدن أو الأرياف.
وإذا كان الكذب من الوسائل القديمة في الحرب النفسية، فقد قامت قناة سبا بالبحث عن شباب توعدهم بالوظائف مقابل أن تظهرهم على أنهم معتصمون منسحبون من ميدان التغيير بعد أن استجابت الدولة لمطلبهم بالتوظيف، وهم ليسوا معتصمين أصلاً. وهذه وسيلة رخيصة من وسائل الابتزاز التي لا تجوز حتى في حالة الحرب، ونعني ربط الوظيفة، التي هي من حق الشاب، بتسجيل شهادة زور يدلي بها أمام الله والناس.
كما أظهرت إحدى القنوات الرسمية لقاءات مع جنود يرتدون الزي الخاص بالفرقة الأولى مدرع وهم يعلنون انسحابهم من الفرقة احتجاجاً على دفعهم لمواجهة إخوانهم من أفراد الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وهي وسيلة من وسائل الحرب النفسية التي توحي للجنود بالخروج عن وحداتهم.
يبدو الضعف واضحاً في تبرير الموقف وصياغته منطقياً، فإذا كانت مهمة الجنود هي حراسة المعتصمين فما الذي سيدفع إلى المواجهة مع الأمن المركزي والحرس الجمهوري إذا كانت تلك القوات في وحداتها البعيدة عن مكان الاعتصام؟ إن الأمر يحمل اعترافاً ضمنياً بتبييت السلطة، ممثلة بتلك الوحدات، نيّة اعتداء آخر على المعتصمين، فنحن أمام مثال جيد لمفهوم الإسقاط في التحليل النفسي.
إن من الغباء أن تستغبي الآخرين وتستهين بعقليتهم، فليس من الذكاء أن يُظْهَر الجنود على شاشة التلفزيون كضحايا ومُعْتَدَى عليهم من قِبل المعتصمين، ويقولون أمام الشاشة أنهم ذهبوا، فقط، ليتفاوضوا مع المعتصمين من أجل إخلاء المكان حفاظاً على أمن السكان، إنها مغالطة واضحة وقلب للحقائق. متى كانت الحكومات ترسل جنوداً مدججين بالبنادق والقنابل ليتفاوضوا مع أحد؟ وهل الجنود والبنادق والقنابل هي وسائل التفاوض؟ وهل الجنود المدججون هم خير من يقوم بمهمة التفاوض؟ إنه أغرب تفاوض في التاريخ.
كما لجأت قناة اليمن إلى الكذب والخداع لمواجهة مسألة الاستقالات من المؤتمر أو من منصب معيّن ولمواجهة مواقف شخصيات مهمّة أعلنت تأييدها للثورة وذلك حين تتصل بشخصيات لم تعلن استقالتها أصلاً لتحصل منها على تكذيب لخبر استقالة لم تحصل أصلاً. كما ان بعض الشخصيات الكبيرة مثل بعض السفراء اكتفوا بإعلان تأييدها للثورة ولم يستقيلوا، فاستغلت القناة، غباء منها أو استغباء، هذا الخلط بين إعلان تأييد الثورة وبين إعلان الاستقالة فتبرز نفيهم لاستقالات لم يتقدموا بها أصلاً، لكنهم، بالتأكيد، أعلنوا تأييدهم للثورة وما زالوا.