مارس وذكرى الدم!!
بقلم/ حميد البخيتي
نشر منذ: 7 سنوات و 9 أشهر و يومين
الإثنين 20 مارس - آذار 2017 02:34 ممنذ مجزرة جمعة الكرامة في 18 مارس 2011م التي وصفتها منظمة دولية بـ(مذبحة بلا عقاب) أصبح هذا الشهر من كل عام مصبوغا بالدم.
والسؤال الذي يطرح نفسه .. لماذا تتكرر أحداث دموية كبيرة كل عام في مارس وقبل ذكرى جمعة الكرامة؟
وللاجابة على هذا السؤال قمت بطرح محددات كالتالي لضمان البحث عن معلومة دقيقة:
· تم اختيار مارس 2011 "عام مجزرة الكرامة" نقطة البداية للرصد.
· رصد المجازر التي حصلت في شهر مارس في الأعوام اللاحقة لعام 2011م.
· محاولة رصد جرائم حدثت في شهر مارس في الأعوام السابقة لعام 2011م.
· البحث في الرابط بين الجرائم خلال شهر مارس من كل عام.
ولذلك توصلنا للتالي:
1- شكلت مجزرة جمعة الكرامة علامة فارقة في تأريخ اليمنيين فالجريمة التي ارتكبها نظام صالح وقتل فيها أكثر من 50 شابا من شباب الثورة السلمية أثناء تأديتهم صلاة الجمعة كانت لها انعكاسات سلبية وشكلت صدمة للداخل والخارج وأصبحت تلك الدماء رمزية لفساد واستبداد نظام حكم صالح وأدت تداعياتها إلى خلعه من الحكم.
2- لم نتمكن من رصد أي جريمة إرهابية أو مجزرة من المجازر في شهر مارس على الأقل في الأعوام الثلاثة السابقة لعام 2011م م( 2010م و2009 و2008) .
3- تكررت أحداث وجرائم ومجازر في شهر مارس من كل عام بعد 2011م وبشكل أحداث كبيرة يموت فيها العشرات وتشغل الرأي العام وليست أحداث عادية، وقد تم رصد حوالي 7 مجازر بين 2012م و2017 هي كالتالي:
· في مارس 2012 حدثت مجزرة في معسكر "دوفس" بمحافظة ابين راح ضحيتها ما لا يقل عن 180 قتيلا من الجنود والضباط.
· في مارس 2013 حدثت مجزرة في لودر أبين أودت بحياة 11 شهيدا واصابة 16 آخرين.
· في مارس 2014 حدثت مجزرة في نقطة عسكرية في حضرموت راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جنديا امنيا.
· في مارس 2015 حدثت مجزرة بمسجدي بدر والحشوش بصنعاء اودت بحياة 142 شخصا.
· في مارس 2016 حدثت مجزرة من خلال هجوم إرهابي على دار للمسنين في عدن راح ضحيتها 12 مسنا و 4 ممرضات.
· في مارس 2016 حدثت مجزرة في عدن راح ضحيتها 26 قتيلا في 3 تفجيرات متفرقة بسيارات مفخخة.
· في مارس 2017 حدثت مجزرة في جامع كوفل بصرواح راح ضحيتها أكثر من 22 قتيلا .
خلاصة:
طالما تعتبر هذه الأحداث والجرائم المتكررة في مارس من كل عام من الأحداث الأكثر اثارة في وسائل الاعلام، فإننا لا نستبعد ربط تكرارها في مارس بمجزرة جمعة الكرامة، التي يحاول صالح ونظامه لفت الرأي العام بعيدا عن ذكراها التي كشفت حقيقة تمسكه بالسلطة ودمويته في التعامل مع المعارضين السلميين، كما أنها تعد من أهم جرائم الابادة ضد البشرية التي كانت تستحق عقوبات رادعة لمرتكبيها.