آخر الاخبار

وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة في اغتيال صحفي بتعز مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة مقتل أربعة جنود من قوات الانتقالي في كمين مسلح بأبين ونهب اسلحتهم حوكة حماس تعلن موقفها من الهجمات الإسرائيلية على اليمن محافظ تعز : محاولات الحوثيين اختراق الجبهات مصيرها الفشل الكشف عن تأسيس مدن غذائية ذكية بالمناطق الحدودية بين السعودية واليمن مساحات الجريمة تتسع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. مقتل أب على يد إبنه وأربع إصابات أخرى في حوادث عنف متفرقة بمحافظة إب عاجل: المجلس الرئاسي يدين العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن ويناقش مع بن مبارك والمعبقي التسريع بخطة الإنقاذ الإقتصادي أكبر مسؤول اممي وصل سوريا والتقى باحمد الشرع ... يرفع منسوب الأمل ويتحدث عن سوريا الجديدة بوتين يتحدث عن بشار الأسد وماذا سيسأله؟ وسر القبول بالفصائل التي أسقطت نظام الأسد؟

ناس تدفع وناس تبلع
بقلم/ د.عبدالله حسن كرش
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 7 أيام
الأحد 12 مايو 2013 08:43 م

خلال فترات التحولات السياسية هناك أشخاص يجنون الكثير من المكاسب بكل يسر وسهولة، وبالمقابل فأن هناك من يدفعون ثمناً غالياً بنفس الكيفية، بكل يسر وسهولة، وبالنظر إلى ما يؤكد عليه علماء النفس من أن الإنسان يسعى إلى السعادة شاء أم أبى، فأن كل طرف سعيد بما اختار، رغم اختلاف النتيجة.

فهناك من يجد السعادة في أن يجني ويجني، يجني من حقه أو من حق الغير، كلها حسب رأيه مكاسب وانتصارات، سواءً كان الجمل أو ما حمل، وان اكتفى ووجد فائض وضرورة للعطاء، فسيهديها لأي شخص من الأقرباء أو الأصدقاء، ليس مهماً من أين؟ أو من حق من! المهم أن يجني وليأتي من بعده الطوفان. إنها حالة توقف عند المرحلة الفمية، وهي سعادة ممقوتة وحرام، لأنها مسروقة على الغير، وفيها عبث واستهتار بما وصلت إليه الحضارة، وما ناضلت من اجله الشعوب، كما إنها إحدى مظاهر الفجوة بين الإنسان في مرحلة إشباع الغرائز، ومرحلة إشباع القيم، فهنيئاً لهم بما ينعمون.

وبالمقابل فإن هناك من يجدون السعادة في الزهد، وفي الرفق بالعباد وبالبلاد، وبالمال العام، عند المقدرة، وفي استغلال وظائفهم ونفوذهم لنشر العدالة، وما من شانه أن يساهم في تجديد وإنتاج قيم التغيير إلى الأفضل، كما أن هناك من ليس لديهم وظيفة أو نفوذ وظيفي، ولكن من خلال حبهم للناس والتزامهم بالحق، استمدوا نفوذهم، وهولاء من خلال مراجعة التأريخ هم الخالدون في ذاكرة الأجيال، وسعادتهم كانت أكثر نقاءً وأكثر عمقاً لأنها مستمدة من سعادة عائلتهم الكبيرة المتمثلة بكل المجتمع، ومن نقاء ثقافتهم ومبادئهم، وكانت خير وأغلى مجد ورَّثوه لأبنائهم وأحفادهم، الذين ينظر لهم المجتمع بحب وتقدير ليس له مثيل، وهذا ليس على مستوى الزعماء فقط وإنما على مستوى مختلف طبقات المجتمع، والأمثلة على ذلك كثيرة في بلادنا وفي مختلف إنحاء العالم، لقد عاشوا سعداء بزهدهم، وثقافتهم، فنعم ما اختاروا ونعم ما ورَّثَوا. وصدق سبحانه وتعالى حيث يقول " أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ " صدق الله العظيم.

هناك حادثة مرتبطة بالموضوع سمعتها من الكاتب والمفكر الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في إحدى المقابلات التلفزيونية، وهي أن الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله طلب منه عندما كان يعمل رئيساً لمجلس إدارة صحيفة الأهرام أن تعمل ابنته هدى عنده في الصحيفة فسأله لماذا اخترتني أنا بالذات فقال لأنك ستتعامل معها كما ينبغي، أما لو ذهبت لتعمل في مكان آخر فسيعاملونها على إنها بنت الرئيس، فقال له وماذا عن خطيبها فأجابه بأنه سيعمل لديه في الرئاسة، وفعلاً سارت الأمور كما طلب، إلا أن خطيب البنت ذهب بعد فترة يرجو من الأستاذ محمد حسنين هيكل أن يتوسط له عند عمه لكي يوافق على نقله من الرئاسة إلى جانب خطيبته أو إلى أي مكان آخر، وذلك بسبب أن عمه يتعامل معه بطريقة تختلف عن أي موظف آخر، بمعنى انه كان يعامل الآخرين أفضل من معاملته، هكذا كانت الوساطة لإنقاذه وليس للإغداق عليه.

كذلك كان الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله من ابرز أولئك الخالدين في ذاكرة الوطن، وكانت إحدى كلماته المأثورة " تجريب المجرب خطاء ..والتصحيح بالملوثين خطاء مرتين "