رسالة إلى الرفاق في جنوب الجنوب وشمال الشمال
بقلم/ د/ علي محمد الذهب
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
السبت 23 مارس - آذار 2013 04:17 م
رغم محاولتي الحثيثة إقناع نفسي بالتعايش مع جماعة الرفاق: رفاق كارل ماركس أو ماو تسي ‏تونغ؛ كفئة يمنية مؤدلجة الفكر والسياسة، ورفاق حسن بن صباح (شيخ الجبل) أو حسن نصر الله؛ كفئة ‏يمنية تبحث عن سراب كيانٍ مؤدلج، وتتقاسمان معا تمزيق الجسد اليمني أشتاتا؛ إلا أنني في كل مرة ‏أفشل، والحمد لله على ذلك الفشل!!‏
يقول برنارد لويس في كتابه" الحشاشون.. فرقة ثورية في تاريخ الإسلام": إن كلمة "رفاق" كانت ‏مستخدمة في أوساط هذه الجماعة للتعبير عن معنى الشريك أو الصديق، وإن هذه الجماعة ائتلاف ‏شيعي إسماعيلي دموي قطنت ونشطت في قلعة "ألمُوت" في شمال فارس خلال منتصف القرن ‏الحادي عشر الميلادي، ثم وصلت إلى بلاد الشام.‏
فماذا يجمع هؤلاء الرفاق، اليوم؟
منذ بداية الثورة الشبابية فبراير 2011م، ينادي الاشتراكيون والحوثيون -معا- بالاعتذار، وكلٌ ‏ينصف الآخر ويؤازره كما لو كانوا أصحاب قضية واحدة، كما لا ينفك أحد منهم في التلويح بتقرير ‏المصير أو التصريح به تحت أية صفة، وهو ما يعني: الانسلاخ عن الجسد اليمني الموحد عام 1990م ‏وتحويله إلى صورة مهشمة مجزأة، نصفها الأول كالتي تُرى في لبنان، ونصفها الآخر كالتي تُرى في ‏السودان.‏
هنالك عامل مشترك آخر يجمعهما، هو: الدموية المختبئة وراء مدارك الحواس الخمس؛ فتراهم يسلكون ‏مسلك الحشاشين، بل وأبرع منهم أسلوبا ورجالا، ونحن نتخبط بحثا عن الجناة كمثل ذلك الذي مسته ‏الشياطين في الأرض حيران!!‏
قولوا لهم - أيها الوطنيون الوحدويون الأحرار- بأقوى قوة: حتى وإن وافقتكم الأقدار والظروف؛ ‏فإن للوطن رجال لن يجعلوكم تهنأوا بغنيمة الخديعة، وإن القادم أمرّ.