القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة
مأرب برس - خاص
بدون بذل أدنى جهد يمكنك التعرف على الحالة التي نعانيها في اليمن ومدى تكريس المفاهيم العدائية و " المتخندقة " ضد الآخر ، وبجهد أقل ستكتشف أن النظام الذي شارف عمره على تجاوز الثلاثة عقود من الزمان لا تزال تحكمه ذات "العقلية العسكرية" التي بدأ بها مشواره منذ عام 1978م وهي فترة تولي الرئيس صالح حكم اليمن .
وبدايةً دعونا من تفتيش أوراق "شخصية" لأفراد كالرئيس صالح ومدى تأثيرها على الحياة السياسية إنْ سلباً أم إيجاباً والصراع المزمن بين المثقفين والسياسيين وحتى العامة من الشعب، أعني بين من يرى براءة الرئيس صالح مما يعيشه اليمن وبين من يحمّل الرجل كل تبعات حكمه ، ولنحاول في عجالة قراءة الواقع بابعاده المختلفة ومدى تأثير "مجموعات" استطاعت الاستحواذ على مقاليد الحكم وبه فتحت كل الجبهات على مصالح الشعب وضيّقت عليه في قوته ورزقه.
لم يشهد الواقع اليمني قيام دولة مؤسسات حقيقية بعيداً عن سطوة الشيخ والقبيلة بل كانت الأخيرة هي الحاكم الفعلي وإن من وراء الستار ، مما جعل الأرضية صالحة لنشوء تيارات قبلية تتقاسم السلطة وتحولت البلاد معها إلى " منجم " مفتوح لا يُعرف صاحبه ولذا فمن السهل نهش ثرواته واجراء عمليات محاصصة سيئة و"خسيسة" ذهبت معها أموال الشعب ،ولا تزال، في أيدي العابثين بحجة حماية البلاد ومكتسباتها وبداعي ترسيخ قواعد الجمهورية ونبذ الأمامية التي جعلت الشعب يعيش في عزلة تامة عن بقية جيرانه على وجه الأرض .
الجمهورية التي ناضل من أجلها الشعب_ بأستثناء اسر وعائلات_كانت مستفيدة من بقاء الحكم الأمامي ،خسرت هي الوحيدة مكانتها وجاءت من بعدها أسر اخرى لتحكِم القبضة على اليمن ولو بصورة أخرى ونمط آخر ودعاوي أخرى !!
اليمن فعلياً لم يراوح مكانه إنْ قبل الجمهورية أم بعدها ، بل كان ولا يزال ، ضحية أسر ومغنم لقبائل ربما لم يكن لها ناقة ولا جمل في حرب تخليص اليمن من الحكم الإمامي .
لم ولن أكون من دعاة اعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ، ولم تربطني _حتى لا تظنوا بي سوءاً_ أيُّ علاقة بالإمام ولا بتابعيه ، لكنه مجرد رأي في الكيفية التي يُحكم بها اليمن سابقاً ولاحقاً .
قد يتحدث البعض عن وجود مؤسسات الدولة من وزارات ومجالس نيابية ومحلية ، وهذا صحيح لكن جميعها لا تقدم ولا تؤخر إلا ب " شفرة " و " كود" معروف ضمن أطر لا شبيه لها في كل اصقاع المعمورة !!.
اعلم أن المستثمرين في هذا القطاع _أعني حكم اليمن_لن يروا في هذا الكلام إلا مجرد تشويه لمنجزات الثورة التي ينسبونها هي والوحدة لأنفسهم وما عداهم كانوا عبارة عن رعاع لا طائل من وراءه .
وبنظرة فاحصة لشخصيات تتقلد مناصب علياء في هذا البلد سيدرك المرء معها أن الجمهورية "مستثمرة" من قبل من لا يملك ومن لا يستحق وأن الثوّار باتوا مجرد " حروف " في كتاب التاريخ اليمني إن لم يتعرضوا في بعض الأحيان للتشويه والطمس والتقليل من تضحياتهم .
هذه العقليات التي تعتبر الطريق الأسفلتي وعمود الكهرباء وخط الهاتف منجزات يجب الصلاة والسلام على صانعيها هي ذاتها التي جعلت اليمن الأشد فقراً ومرضاً وجوعاً !! رغم أنها خدمات أساسية لا يستطيع المرء أن يعتبرها إنجازاً في القرن الحادي والعشرين (عصر السرعة والنووي والفضاء المفتوح) ، وتحاول هذه المجموعات بطريقة أو بأخرى تكريس مبدأ الأحادية وربط مصير اليمن بمصير شخص وهو ما لم يستفد منه اليمن بتاتاً ..ولم تقم الجمهورية أصلاً إلا من أجل القضاء على هكذا مفاهيم .
وخلاصة القول أن اليمن إنْ لم يتخلص من هذه العقلية التي تسيطر على صُنّاع القرار فيه فلن يستطيع صنع التحولات التي يتحدثون عنها وسنظل ،جميعُنا ،ندور في حلقة مفرغة لا مخرج منها !
Ms730@hotmail.com