توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز تخرج عن صمتها وتوجه دعوة للحكومة والمجلس الرئاسي
مأرب برس ـ الويالات المتحدة الأمريكية ـ خاص
نتفق تماما مع القول المأثور أن الجالية اليمنية في أميركا هي الوحيدة القادرة على حل مشاكلها وتصحيح أوضاعها بعيداً عن حكومة الوطن.
فالمعروف عن حكومة
اليمن كما جاء على ألسنة الراسخين في المعرفة سعادتها الغامرة وفرحتها الدائمة بما آل إليه حال القطاع الاغترابي اليمني في كل أنحاء العالم من تمزق وانقسام وخلافات طاحنة أدت إلى تعطيل أي دور مرتقب للجاليات سواءً في بناء نفسها عبر الإستفادة من الفرص المتاحة لأبنائها خاصة في أميركا وبعض دول أوروبا، أو على مستوى الداخل السائر بخطى حثيثة نحو المجهول نتيجة إصرار الحزب الحاكم في الوطن على البقاء بعزم لا يلين في منجز «النفق المظلم»، الذي وصلت خيراته إلى صفوف المهاجرين من خلال تبني الجهات ذات العلاقة وبعض الشخصيات النافذة مشاريع زرع الفتنة ومكافأة «ملاعينها» الذين ينعمون بمسميات التمثيل والقيادة للمغتربين وتذاكر السفر والظهور على وسائل الإعلام إضافة إلى التقاط «صور تذكارية» مع المسؤولين لتعليقها على جدران المنازل ونشرها على مواقع الإنترنت لتأكيد «زعامتهم»، التي أهلت بعضهم مؤخراً للتدخل لدى وزارة الخارجية من أجل الإستعانة بها لحل مشكلة «المجاري» في إحدى المدن التي يتواجد الكثير من أبنائها في الغربة.
ما أعظم حكومتنا «الرشيدة» وهي تهتم بالحالة النفسية لأبناء الوطن في الخارج، وما أروع حالة الضمير التي تكتسح هذه الأيام القيادات المعنية بأمورهم، وما أجمل أن يعود المغترب إلى أرض الوطن ومشاكل المجاري قد حلت تماما حتى يهنأ بأجازة سعيدة مع الأهل والأقارب. وما أحلى من أن يتم تدوين ذلك كله في وسائل الإعلام المهتمة بالمهاجرين خاصة البرنامج المليء بالدموع والأشواق وإعلانات الضياع المقدم عبر الفضائية اليمنية المسمى «نوح الطيور».
لا يمكن على الإطلاق الحديث عن واقع المغتربين وزعماء الجاليات وقناصلة الضرائب ورؤساء فروع الحزب الحاكم ووزارتي الخارجية والمغتربين والشخصيات النافذة، الاماميين منهم بالتحديد، بدون التطرق للهدايا المرسلة من تلك المسميات في الخارج إلى خلفياتهم في الداخل فالمعروف لدى أبناء الجاليات أن الزعماء والقادة والرؤساء والقناصلة والممثلين لهم يحظون بشرف الصور والحوارات الصحفية والتلفزيونية بقدر الهدايا وتنوعها أما العسل الأميركي الشهير فهو الأحلى ولا بأس إن وضعت العديد من ربطات العنق بجانب أحدهما ويجب أن تكون الأجهزة الإلكترونية الصغيرة مرتفعة السعر حاضرة بين تلك الهدايا فأحدهم مثلا قنصل أرسل جهاز فاكس اتضح أنه كان قديما لذلك لم يسمح له حتى الآن بشرف الحوار في برنامج «نوح الطيور» رغم أنه سافر لهذا الغرض عدة مرات.
يحلو لأبناء الجالية هنا إطلاق الأسماء الساخرة والنكات الرائعة على كل المواقع والوسائل الإعلامية التي تتناول واقع المغتربين تناولا كاذبا مليئا بالتزوير والمغالطات فمواقع الإنترنت تسمى «بيوت الكاذبين» أو «منازل اللصوص»، أما برنامج نوح الطيور فيسمونه «شخير الطيور»، معللين ذلك بالتوقيت الليلي للبرنامج إضافة إلى ذلك الأصوات التي يطلقها المحاورون والتي لا تنتمي على الإطلاق إلى عالم الطيور.
فأحد أبناء الجالية سجل العديد من الحوارات مع زعماء جالية أميركا ولمعرفته بالأشخاص واحداً واحداً قام بعرض أصواتهم على جهاز كمبيوتر خاص بأصوات الطيور فلم تتناسب أصواتهم مع أي منها غير أنه وجد أن أحد الأصوات التي قالت «أن الجالية اليمنية في اميركا تمتلك خطا تلفونيا مباشراً مع البيت الأبيض لحل مشاكلها»، كان شبيها بصوت دجاجة اعتقد أنها نائمة، لكن بعد التمحيص والتدقيق وجد أنها كانت تصيح بصوت عال ومؤلم لأنها لم تستطع وضع البيض.
تشخر الطيور القائدة لسرب المهاجرين في الفضائية اليمينة كيفما تشاء مطلقة أصواتا تتوافق مع هدف البرنامج الساعي إلى تشويه صورة المهاجرين وتسويق مشاريع الانقسامات والتطاحن من خلال إستضافته لهذه الطيور التي تصيح كذبا بأخبار لا وجود لها ومنجزات لا أثر لها في تناسق غريب مع «مخضرية» البرنامج الذي يجمع الغناء والرقص والدموع والأشواق وعويل الفراق وشخير الطيور القائدة التي بوجودها ينعم المهاجر بمنجزات الحزب الحاكم واهتمام وزرائه ومسؤوليه.
تكرمت حكومتنا بمنح لقب «الطيور» على المغتربين بصفة جماعية لكن مقدم البرنامج يمنح ضيوفه الطائرة الألقاب ويقلدهم النياشين بصفة فردية واصفا عظمتهم وتضحياتهم متماديا معهم في تضخيم منجزاتهم فتصوروا أنهم من أنشأوا كل المؤسسات العربية والإسلامية السياسية منها والخدمية إلى جانب بنائهم «الغرف التجارية»، بعد أن رتبوا وأمنوا أوضاع الجالية المالية والعلمية، ليؤدي ذلك كله إلى ثمار التأثير على مصادر القرار في البيت الأبيض الذي منح جاليتنا اليمنية حبل تلفون ممتد من واشنطن إلى ميشيغن وباقي الولايات تقف عليه الطيور بقدم واحدة لأخذ قسط من الراحة بعد تعب هذه المنجزات التي توجوها بإقناع رؤوس الأموال الأميركية باستثمار أموالهم في بلادنا لدى مسؤولين يعشقون الدولار حتى الموت, لذلك قال أحدهم في حوار «إن المستثمرين الأميركيين يرغبون في الإستثمار في بلادنا وهم فقط ينتظرون إشارة إصبع من قبلنا»،.. منظر ساحر تقوم به الطيور القائدة على شاشة التلفزيون يستحق بالفعل أن يضاف إلى منجزات الحزب الحاكم المتميز دائما بحسن اختيارا لطيور التي تجيد الشخير والتأشير في آن واحد مع ملاحظة روعة لحن"النشيد الوطني" لقادة الطيور المهاجرة الذين توافدوا تباعا من كل أنحاء العالم للظهور وترديد النشيد بحماس وإخلاص، وبرغم اختلاف مواقع الإغتراب للمهاجر اليمني إلا أن اللحن ظهر بتناغم عجيب مع كلمات النشيد المعبر عن راحة المغتربين وخلو حياتهم من المشاكل، كما انعدمت المعوقات والآلام نتيجة الجهد الجبار والعمل المتواصل المبذولان من قبل الجهات المعنية وبعض النافذين الذين نذروا حياتهم وأوقاتهم لإزالة أي صعوبات قد تسبب للمغترب أي تأثير نفسي أو قلق فكري، لأن الهدف المنشود المنتظر تحقيقه من المهاجر أينما كان المتمثل في نجاحه السياسي لا يمكن تحقيقه إلا برعاية وسهر الجهات والشخصيات ذات العلاقة.
عين الحسد أصبحت هاجساً يلازم الكثير من المهاجرين الذين يخشون من إصابتها التي قد تفسد الإهتمام الحكومي لواقعهم ومشاكلهم لذلك اقترح البعض من أبناء الجالية هنا استخدام البخور عند تقديم برنامج نوح الطيور لما له من تأثير في إزالة نظرة الحسد ملتزمين في نفس الوقت بدفع قيمة البخور مهما كلف ذلك من ثمن مؤكدين أن أحداً مهما كانت خطورة عينه لن ينجح في منع الطيور القائدة من الوصول إلى مطار صنعاء الدولي لتتمكن من الشخير وترديد النشيد الوطني الخاص بها عبر شاشة التلفزيون في برنامج نوح الطيور.
اللهم لا حسد على قادة الطيور وهم يظهرون بأحلى ربطات العنق واضعين نظاراتهم السوداء على مناقيرهم مرفرفين ببدلاتهم الجميلة المتناسقة مع ابتسامتهم المعبرة عن شيء واحد فقط «ظهورهم على الشاشة»، كيف لا وقادة الطيور المهاجرة في أميركا تسابقوا سباق الغربان صوب الشاشة والميكرفون. فصدقوا أولا تصدقوا أن أحدهم ظهر أولا لتحدث بعد ذلك حالة استنفار قصوى شملت كل الولايات المتحدة المليئة بقادة الأسراب ليصلوا بعد ذلك تباعا إلى أرض الوطن. والطريف في لحظات وصولهم أن الأهل والأقارب كانوا في الاستقبال فرحين بمقدمهم بعد فرح الجالية بمخرجهم فإذا بهم جميعا يسألون سؤالا واحداً أين مبنى التلفزيون؟ أين المحمدي؟ مقدم برنامج «نوح الطيور».
سرقة جهود الآخرين كانت ولا زالت وستظل فضيحة تمارسها الوسائل الإعلامية المستمرة أيضا في عمليات التجميل المشوهة التي لا يمكن أبداً مهما كانت مهارة الجراحين أن تخفي الحقائق. فها هي الجاليات اليمنية تتبادل التعليقات المضحكة عن كل ما ينشر ويعرض في المواقع الصحفية وبرنامج نوح الطيور بالذات. هذا البرنامج الذي لم يكتف باستضافة قادة الطيور الذين تفننوا في عرض منجزاتهم المملوكة لغيرهم بل قدم أيضا أحد الفنانين الذي نسب لنفسه قصيدة غنائية تنحر من خلالها ودخل عالم الشعر معبراً من خلاله عن شوقه وحنينه للوطن بعد أن أغلق الباب ليجد نفسه وحيداً بين أربعة حيطان في غربة لا رفيق فيها ولا أنيس لتضيق به الدنيا فإذا به يقارع النابغة ويرتجل شعراً غنائيا بين الحيطان مؤكداً أنه من أجمل ما قاله في حياته مع أنه لا يكتب الشعر وهو في الحقيقة كذلك فهو لم ولن يقول شعراً لأن القصيدة ملك لغيره، وهي قصيدة الهنوف الشهيرة للشاعر عبد الرحمن الجلهم والذي كان قد قدمها لذلك الفنان عندما كان هنا في أميركا ليلحنها ويغنيها فإذا به يدخل من خلالها كذبا وزوراً إلى عالم الشعر.
كارثة أخلاقية حقيقية يقدمها مجموعة من ضعاف النفوس المعروفين بجرأتهم على الوقوف مكشوفي العورة أمام الناس لذلك ليس من الغريب أن يتحولوا إلى «مسخرة» في نظر المهاجرين جميعا. فالمرء حيث يضع نفسه، وهم من اختاروا مع سبق الإصرار والترصد أن يضعوا أنفسهم في ذلك الموقع، فلا الجاليات اختارتهم كقادة ولا هي التي منحتهم ذرة إحترام، لأن المرء عندما يقف موقف الكاذبين متسترا بوقفته تلك على فضائح الفاسدين يرغم الناس على احتقاره وذمه، أما أولئك الذين يسهلون الطرق لهذه الغربان حتى تشخر بنعيقها المزعج فهم يواصلون السير في طريق خيانة الأمانة والوطن وحتما سيأتي يوم يقتص منهم وإن لم فلن تستمر الدنيا كما هي وسيأتي جيل يحاسب الجميع.
ختاما لا بد من الإشارة إلى نقطة هامة رأينا أن من الضروري التطرق إليها لمعرفتنا بأساليب المرجفون في الجالية، وهي أننا بهذا الموضوع لم نقصد بعض القيادات الشابة التي ظهرت مؤخراً في البرنامج مع قناعتنا أنها أخطأت في ذلك بحسن نية، متمنين في نفس الوقت عدم تكرار ذلك حتى لا تضع نفسها في موقع الشبهات. فواقعنا الإغترابي مليء بالمشاكل والمصائب التي تستدعي تجنب القيام بأي عمل يساهم في تعقيدها، وما برنامج «شخير الطيور» وما ينشر في مواقع الإنترنت الإ رسائل الهدف منها بقاء الحال على ما هو عليه. ومن يريد المناقشة حول هذه الرؤية فنحن على إستعداد تام لتقبل رأيه بشرط الإجابة المسبقة على تساؤلنا المشروع القائل: لماذا حتى هذه اللحظة لم نر أو نسمع «هدهداً» واحدا على شاشة التلفزيون ومواقع الإنترنت يتحدث بأمانة وصدق وحياد عن واقع المهاجرين وتعاطي الجهات المعنية، بدءاً بالسفارات مروراً بالجهات المسؤولة والنافذين وتوقفا عند جهاز الأمن القومي الذي يتحكم ويدير واقع المغتربين اليوم حتى يعلم الجميع ما سينقله الهدهد من خبر يقين؟
aalmatheel@yahoo.com