أول رد من الرئيس أردوغان على العمليات العسكرية في سوريا الكويت تقدم منحة مالية لليمن مخصصة ندوة توعوية بمأرب تناقش مخاطر الدخان وآثاره على الإنسان والبيئة . الرئيس الكوري الجنوبي يعلن حالة الطوارئ العسكرية ويتهم المعارضة بـالسيطرة على البرلمان والتعاطف مع كوريا الشمالية مرض الإيدز يتسع بشكل مخيف .. الفتيات يشكلن 70% من المصابين ما مصير محمد صلاح في ليفربول؟ نادي صامت ولاعب ممتعض بسبب رحيله عن مانشستر يونايتد.. فان نيستلروي يشعر بخيبة أمل مع تقدم المعارضة.. النظام السوري يصاب بالصدمة ويلجأ للتجنيد الإجباري في عدة محافظات سورية ناطق التحالف يُكذب قيادي حوثي نشر معلومات مضللة بشأن جثة شقيقه عاجل: قبائل محافظة إب تعلن النفير العام وتطالب رجال القبائل بالتحرك الفوري نحو العاصمة صنعاء تلبية للنكف وللمطالبة بتسليم قتلة الشيخ صادق ابو شعر
إن الحديث عن الاستبداد العربي وحتمية التغيير السياسي يجرنا إلى استدعاء أمثلة حية كانت أشد سطوة وجبروتا وقسوة مما نعيشه نحن العرب، وأفضل الأمثلة على هذا الطغيان « تشاوسسكو رئيس رومانيا » الأسبق الذي أطاحت به ثورة شعبية في العام 1991 ، اندلعت من مدينة هامشية في رومانيا هي مدينة تيمشوارا ولم تمض أيام حتى تيقن تشاوسسكوا وزوجته ألينا وابنه نيكو إلا أن يقتلوا في الساحات العامة .
لقد كانت سطوة الرئيس الروماني وجبروته حديث الصمت والأنفاس ، فقد تسلط هو وأسرته وتحديدا زوجته وابنه نيكو على رومانيا دون وازع ، لقد تعمد هدم وسط المدينة دون أن يعترضه أحد وبنى قصره الأبدي – هكذا ظن حينها – وقد نقل عنه مقولة مشهورة يؤكد أنه لن يتغير حكمه ما دام حيا ، فقد قال متهكما لمن يعتقدون عكس ذلك « عندما تثمر شجرة الصندل تيناً، عندها تتغير الأوضاع في رومانيا» ومن شدة جبروت أسرته أن أحدا لم يكن يجرؤ على مخالفة أيا منهم إلى حد لا يصدق .
فقد تناقل الناس رواية جرت مع ابنه نيكو في حفل وزاري، حين صعد على طاولة الطعام وبال على الأكل وأمر الوزراء أن يأكلوا فأكلوا دون أن يمانع منهم أحد ، ولا نستطيع أن نجزم ماذا لو فعل الزعماء العرب مع وزرائهم هكذا هل سيجرؤ أحدا منهم على المخالفة، لكن المواطن العربي قد يلاحظ شيئا ما يعتري أخلاق الوزراء والبطانة المقربة بشكل غير مرض فلا يندهش ولا يستغرب إذا كان أكلهم وشربهم يخرج من بطن الزعيم ، بل قد يصابوا بالإدمان لفرط شرههم وإثباتهم الولاء.
وإلا كيف نفسر أن كل زعيم عربي يجر الويلات على أمته وبلده وشعبه ، ولا نسمع منهم سوى المديح لهذه الزعيم الفذ وصاحب الحكمة والصواب المطلق والقيادة الملهمة فيصنعون من حديث الزعيم وسخافاته وترهاته أقوالا مأثورة سيطالب أبناءنا يوما ما بقراءتها ضمن المقررات المدرسية .
إنهم يعيشون لأنفسهم يريدون أن يغنموا الحياة أحياء وأمواتا ، إنهم يبنون بأموالنا مشاريع لهم وباسمهم، فينحتون أسماءهم على لوحات الافتتاح وأسماءهم على المشاريع والمساجد والمدارس وصورهم في كل مكتب وشارع وزقاق، وتماثيلهم ستنتشر عما قريب في الشوارع العامة كما فعل صدام حسين قبلهم ومثله بورقيبة وبعض ملوك العرب.
إنهم يعبثون بالثروة لصالحهم ويدخرون لأنفسهم وينفقون بلا طائل وشعوبهم تتضور جوعا وخصاصة يجسدها آلاف المتسولين.
لقد نقلت بعض المصادر الوثيقة أن مصروف الجيب اليومي للملك المغربي يبلغ خمسين ألف دولار (مليون ونصف دولار مصروفه الشخصي شهريا ) وأن نفقات قصوره يوميا تبلغ مليون دولار.
والسؤال الذي ينبغي طرحه ومعرفة جوابه ، كم مصروفات كل زعيم عربي على حدة يوميا ، وكم مصروفات أسرته وبيوته وحاشيته ؟ كم «جعالة ابنه الصغير» ؟. طالما وهي من أموال الشعب وليس من أمواله الخاصة . إنها معلومات محجوبة عن الصحافة التي ترفع صوتها عاليا مطالبة مزيدا من حرية الحصول على المعلومات .
لقد تناقل بعض الصحفيين في اليمن خبرا تأكد من صحته فيما بعد أن أوامر رئاسية منحت كل وزير في الحكومة اليمنية مبلغ ستين مليون ريال عند توليه الوزارة ، إنها مبالغ خارج نطاق القانون، وهي مبالغ تشتري رقابهم وكرامتهم ، ولن يستطيعوا إلا أن يكونوا ببغاوات في بلاط المعبد، وأن يلعقوا ما لا يلعق، إن هذا المبلغ يصل إلى ما يوازي مرتب عشر سنين لكل وزير على حدة يتقاضى كل منهم مرتبا شهريا يبلغ نصف مليون ريال فضلا عن كل نفقاته الأخرى التي تدفع من خزينة الدولة. وهو مبلغ يتجاوز راتب أستاذ الجامعة على امتداد أربعين سنة.
إن هذا الخبر يدعو إلى المطالبة بالمساواة الدستورية والقانونية بأن يلتزم من أصدر أمرا كهذا أن يعمم صرف راتب عشر سنين لكل موظف من موظفي الدولة وكل حسب راتبه، فإذا افترضنا أن موظفا يتقاضى مبلغ ثلاثين ألف ريال، فإن مجموع مرتب عشر سنوات سيكون مبلغ ثلاثة مليون وستمائة ألف ريال ، وهو مبلغ يساعد الموظف من بناء نصف بيته على الأقل .
إن ظلما واستبدادا كالذي يجري دون مراعاة لحال البلاد والعباد من مدنيين وعسكريين كفيل بتكرار حادثة تشاوسسكو في كل زاوية عربية، وإن مؤسسات الحماية البوليسية والعسكرية لن تصمد لأنها لا تحمل في رحمها ودا ولا جميلا لأحد باستثناء ذوي القربى، فكل جندي يعيش مديونا ومهموما بقوت عياله طالما بقي جنديا ، ولقد فر البعض من العمل الحكومي إلى العمل في دول المهجر ليبني حياته بعز وكرامة بينما من يدافعون عن الوطن ينهشهم الجوع والعوز ونطلب دماءهم ليضحوا بها من أجل السلطة في ثوب الوطن . ومع هذا العبث الجائر فإن أوان الثورة لم يحن بعد لكنه قريب ؟.
hodaifah@yahoo.com