أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل بعيدا عن ألم الصدر.. 6 أعراض غير متوقعة تنذرك بمشاكل قلبية كامنة المعارضة السورية تعلن عن انتصارات جديدة على أبواب حماة من 3 محاور استدراج الحوثيين لعناصر الأمن السابقين للتعبئة العسكرية في اليمن استقالات ودعوات للإضراب والتنحي.. ماذا يحدث بكوريا الجنوبية النيابة العامة بمحافظة شبوة تنفذ حكم الإعدام بحق الحجري. البنك المركزي اليمني يضع سفراء الاتحاد الأوروبي امام تداعيات توقف الصادرات النفطية وتقلبات أسعار الصرف أول رد من الحكومة اليمنية على قرار تصنيف كندا مليشيا الحوثي جماعة إرهابية أول رد من الرئيس أردوغان على العمليات العسكرية في سوريا الكويت تقدم منحة مالية لليمن مخصصة
في الماضي .. وحتى الأمس القريب كانت مصر هي أم الدنيا، ولكن أبى ابنها العاق إلاَّ أن يسلبها ذلك اللقب، رغماً عن أنوف كل أبناءها الطيبين، وهو اللقب الذي لطالما تُوِّجت به، فالتقفته غزة من الجانب الآخر .. لتصبح هي أم الدنيا بلا منازع، ليس لأن غزة تريد الاستئثار باللقب، ولكن لتحتضنه وتتوَّج به ولو إلى حين، فأهل غزة -كما باقي العرب الطيبون والشرفاء- يعشقون مصر ويعترفون لها بذاك اللقب، ولذلك آثروا الاحتفاظ به نيابة عنها، إلى أن يستطيع أبناءها الطيبون والشرفاء استعادتها من ولدها العاق الذي اغتصبها عنوة في جنح النهار، فكان فعله دنيء وسلوكه حقير، استحق بعده لقب الولد البار، والمؤهل لنيل الثقة بجدارة واقتدار، من معلميه في أفانين "الاغتصاب" للأوطان، وقاتلي الأطفال والنساء والشيوخ في أرض العزة .. غزة.
نعم .. لقد استحقت غزة اليوم أن تتوج بلقب أم الدنيا، كيف لا، وكل الأعناق مشرئبة نحوها أينما نظرت أو اتجهت في أرجاء المعمورة، وأبناءها اليوم يُسطِّرون بدمائهم ملحمة النصر والبطولة ، كيف لا.. وهي المرة الأولى التي تعلن جل شركات الطيران في العالم تعليق رحلاتها إلى مطار تل أبيب بسبب صواريخ المقاومة، كما وعشرات القتلي ومئات الجرحى من جنود العدو الصهيوني يسقطون كل يوم بين براثن وكمائن أبطال المقاومة، كيف لا تستحق غزة لقب "أم الدنيا" والعالم كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه منشغلٌ اليوم بها.
غزة تستحق وتستحق.. فلولاها لما انكشفت سوءات "صهاينة العرب"، وبمقدمتهم الانقلابيون في مصر ومن ساندهم من الأنظمة العربية كما أبواقهم الإعلامية، والذين باتوا شركاء للعدو الصهيوني في قتل أطفال ونساء غزة، ولولا صمود الأبطال في كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية لما هرول نتنياهو نحو التفكير بوقف العدوان من طرف واحد، ولما سارع لاستجداء العالم الغربي لإخراجه من هذا الوحل الذي وقع فيه، ومن هذه الورطة التي ورَّط بها شعبه فبات يدفع ثمن حماقاته، وهو الذي كان يُرعد ويزبد، ويهدد باجتياح غزة وسحق حماس في ظرف يومين.
غزة وأطفالها ونسائها وشيوخها، كما حماس والقسام وكل فصائل المقاومة يستحقون منا وقفة إكبار، بعد عقود من الذل والانكسار، فهم قد أعادوا البوصلة إلى مكانها، بعد هذيان السفهاء من أبناء جلدتنا، المتاجرين بفلسطين، الذين ما فتئوا يلهثون وراء فُتات العدو الصهيوني في مفاوضات عبثية استمرت لعقود، دون أن تحقق للشعب الفلسطيني وللأمة بأسرها سوى الخراب والدمار، ومزيد من الاستسلام والذل والهوان، وبفضل صمودهم – بعد عون الله سبحانه- انكسرت شوكة العدو وتمرغت أنفه في التراب، فحساباته اليوم قد تلخبطت، وأوراقه تبعثرت، وسوءاته انكشفت، وقبته الحديدية التي كان يتباهى بها يبدوا أنها قد صدأت، وعجزت عن صد صواريخ "العصف المأكول" وهو الآن في موقف لا يُحسد عليه.
بفضل الإنجاز العسكري الذي تحرزه المقاومة كل يوم على الأرض بدأت تلوح في الأفق معالم فجر جديد في مسار قضية أمة بأكملها، فشروط المقاومة اليوم قد تغيرت وارتفع سقفها، وباتت في الصدارة، وخيارات العدو مع حلفائه "العربان" قد ضاقت عليهم حتى كادت تخنقهم، ومبادرات الخنوع والاستسلام لم يعد لها مكان في قواميس الرجال، والساسة يولولون وينعقون نعيق الغربان ولا عجب فهذه بضاعتهم على الدوام ، والكلمة الفصل والقرار اليوم لم يعد لأحد سوى للأبطال في الميدان، فهم باتو الأمل الوحيد – بعد الله – للأمة المكلومة في رسم خارطة طريق جديدة لفلسطين وللأمة بأسرها، ليس كما يريدها العدو وعملائه "العربان"، ولكن كما يجب أن تكون.. وكما تريدها شعوب هذه الأمة قاطبة.
تحية إكبار لغزة .. لأهلها الصامدون .. لأبطال المقاومة .. لكل من يعيدون اليوم صناعة التاريخ من جديد.