شبوة والحراك القومي
بقلم/ احمد علي زبين
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 5 أيام
الثلاثاء 08 يناير-كانون الثاني 2013 04:03 م

بدأت خيوط القضية تتضح وتفاصيلها تظهر للعيان , وإن كان مقتل اثنين من ناشطي الحراك في عتق يوم 1-1-2013م يعتبر ذروة الأحد ث التي سبقته وجلها تداعيات أمنية ليس أولها الاعتداء على مسيرة شباب الثورة في نوفمبر الماضي وما عقبها من انفلات امني في محافظة شبوة ظاهر للعيان .. احد الحراكيين في أغسطس الماضي كان يهمس في أذن احدهم قائلاً : سيعين الأحمدي رئيساً لجهاز الأمن القومي قريباً ! وذلك قبل تعيينه رسمياً بأكثر من أسبوعين !! تعيين الأحمدي فعلا في هذا المنصب الخطير بعلم الحراكيين المسبق واستبشارهم المخفي وراء قناع الدبلوماسية المعهودة لديهم وهي أن تعيينات صنعاء لا تعنيهم !! لكن المفاجأة الغير متوقعة أصلاً هي تعيين باحاج المحسوب على الإصلاح محافظاً لشبوة بعد الأحمدي .. شبوة باحاج تختلف كثيراً عن شبوة الأحمدي فباحاج الذي بدأ يمارس صلاحياته التغييرية من لحظة وصوله المحافظة تمت مواجهته بقوة من قبل إعلام الحراك الذي اتهمه أنه من أزلام النظام السابق كونه كان وكيلاً للمحافظة قبل الثورة وهذا ما لم يقال للأحمدي محافظ العهد السابق , إلى جانب هذا حاولت أقطاب أخرى عرقلة التغيير الذي وجد باحاج المحافظة مهيأة له ومن بين هذه الأقطاب المحافظ السابق الأحمدي الذي يترأس أخطر جهاز أمني في البلد والذي حاول بشكل مباشر إعادة مدراء المكاتب الموقوفين إلى عملهم بعد مغادرته المحافظة لكي يتحمل باحاج ومن ورائه الإصلاح وزر هؤلاء الذين سيظهروا في الإعلام موقوفين في عهد الأحمدي ومباشرين لأعمالهم في عهد باحاج !!

لم يتعرض الأحمدي طيلة فترة احتجاجات الحراك الجنوبي لعشر الحملة التي يتعرض لها باحاج اليوم مع أن كليهما من شبوة وليس باحاج شمالياً والأحمدي جنوبياً كما يبدو من تعامل الحراك معهما , إلى ذلك وطيلة فترة الثورة كانت تواجه مسيرات الحراك بنوع من التضييق والمطاردة على عكس مسيرات شباب التغيير وهذا كان يغضب الحراكيين كثيراً لكن الملفت أن الأحمدي لم يحمل مسئولية ذلك من قبل أي حراكي وهنا علامة استفهام ؟ كان عمير مدير أمن شبوة الحالي موفقاً عندما قال إن هناك قيادات أمنية متورطة في تخريب الأنبوب لكنه لم يشر بشكل مباشر للأمن القومي الذي يترأسه الأحمدي, بينما يقوم أفراد هذا الجهاز بتخريب الأنابيب والكهرباء في مأرب ويبرؤوا في شبوة لان هذا لا يروق للحراك وإلا فالأمن القومي المخرب في مأرب هو نفسه المتورط في شبوة !!

هل سمعتم بحراكي شتم الأحمدي على معركة شركة النفط في رمضان قبل الماضي كما شتم باحاج على معركة المستشفى ؟؟ مع أن كليهما وقعت على نفس المسافة من منزل المحافظ ! هل قطع محسوبون على الحراك الطرقات العامة في شبوة في عهد الأحمدي مطالبين بإطلاق معتقلين كما يفعلون الآن في عهد باحاج ؟؟ هل سارت مسيرات مسلحة للحراك بهذا الشكل المتبجح في عهد الأحمدي ؟؟ الم نلاحظ تحولاً نوعياً في موقف قيادات مؤتمريه تحولت إلى الحراك بمجرد مغادرة الأحمدي للمحافظة ؟؟ آخر عصا يحاول الأمن القومي ومن وراءهم وضعها في دواليب باحاج ومن ورائه الثورة هي مسألة تشكيل اللجان الشعبية التي تثير لغطاً محملاً بغبار مشاكل وصراعات لا يعلم إلا الله أين سينتهي بها المطاف . هذه اللجان لم تهدى لشبوة في عهد الأحمدي لأنه يعرف تماماً ما ستسببه له من حرج مع أن وقتها الفعلي كان في عهده الملئ بقاعدة عزان التي كانت تهدد عتق بشكل يومي وأنها ستحوله إلى زنجبار جديدة. لماذا لم يستعن الأحمدي باللجان وقتها ؟؟ لن يقول احد بان المحافظة لم تكن بحاجتها لكن الحراك لم يكن بحاجتها لوجود الأحمدي أما الآن فباحاج ليس محسوباً على الحراك كسلفه بل محسوب كند لهم وهو ما يستدعي تشكيل لجان منهم أو كوسيلة تحريش تقطع بسببها الطرقات والمصالح العامة وهو ما سيتحمل مسئوليته المحافظ باحاج بالتأكيد مع أن هذه اللجان نفسها لم تنزل عن طريقه !! الملخص المفيد أننا بحاجة لدراسة الموقف من جديد وكل قوى شبوة مطالبة بتحديد موقف جرئ من الواقفين وراء تأزيم الأمور في المحافظة ومعرفة موقع الأمن القومي من الإعراب في الأحداث التي تشهدها المحافظة منذ مغادرة رئيس الجهاز لها في سبتمبر الماضي .