اليورو ينهار والدولار يطير وسط تصاعد التوترات التجارية
ثاني رئيس يقرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة
ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
قوات خفر السواحل تعلن ضبط عصابة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن
إصابة مسؤول أمني بجروح خطيرة إثر استهداف مسلح
أول دولة عربية تعلن عن حلا سياسيا لأزمة اليمن وتحقيق أمن منطقة البحر الأحمر
البرنامج السعودي يدعم قطاع التعليم في اليمن
زوجة موظف بمكتب المبعوث الأممي في اليمن تطلق مناشدة عاجلة وهذا طلبها
رئيس تحرير موقع مأرب برس لقناة الحدث: الحوثيون يحجبون أكثر من 220 موقع اخباري يمني وعربي ويسمحون لللمواقع الاخبارية الإسرائيلية والامريكيه الناطقه باللغه العربيه
شبكة تلفزيون سوريا تطلق قناتها الجديدة.. الثانية تبدأ بثها رسمياً
في قدرة عجيبة غير حصرية على خداع الذات، في عهد المقبور نيكولاي تشاويسكو، الرئيس الذي لم يتوقع في اسوأ كوابيسه أن يحصل له ذلك الإنهيار والمحاكمة الفورية وصولاً إلى الإعدام بتلك السرعة والقوة.
إبنه الأكبر - الإبن البكر الذي كانت أمه إيلينا المغدورة أيضاً تهذبه لوراثة حكم رومانيا - نفّذ جدارية ضخمة، من عجائب المنجزات السطحية التي لا تغني ولا تسمن، رُسم عليها نافذة تطل منها العين زوراً على سمآء فسيحة وخضرة بهيجة، والتي لم تخلو طبعاً من تعظيم للقائد الرمز على طول وعرض تلك الجدارية المرسومة التي سميت يومها بـ"نافذة الأمل".
- منذ بعثرة تلك الميزانية السخية لإقامة جدارية تدغدغ غرور الرئيس ونجله وسط مدينة يعيش أهلها أتعس حالات التقشف، إلى زوالها وحتى اليوم، لا أحد يعرف بالضبط أي "أمل" مريض ذو قيمة إضافية كان لايزال يعشعش في مخيلات الأب أو الإبن والعائلة الحاكمة... خاصة بعد عقود كاملة من فشلهم الذريع في إدارة موارد وطاقات البلاد؟
ربما لم يدر بخلد رساموا تلك الجدارية أن تلك النافذة كانت قادرة على خداع الطير حيث كانت السلطات تقوم بدفع ساكني المدينة من محيطها إلى تجميع ذلك الكم الهائل من جثث الضحايا قبل أن تتحول الجيف إلى أوبئة.
- عشرات الطيور المخدوعة التي كانت ترتطم ببراءة وهي طائرة بتلك الجدارية ظناً منها بأن تلك النافذة هي فضاء حقيقي.
لم تستطع البلدية ولا أحد آنذاك التذمر أو تفسير جدوى، ومردود، وعوائد، ومنافع، وتكاليف تلك النافذة الزائفة في عهد الديكتاتور... كلما فعلوه هو تجيـيش الناس بقوة السوط لتجميع الجثث وتنظيف نثار اللحم والدم والريش من على الجدارية والإشادة بذلك المنجز العظيم للقائد الملهم والإبن الفذ، الذي كان إلى جانب نشاطاته الوطنية جداً، مغرماً ومهووساً بممارسات ممنهجة من ضمنها هواية الإنتهاك القسري لأعراض بنات بلاده من أبطال العاب الأولمبياد.
- فعلاً أستطاعت تلك النافذة الجدارية الزائفة قيادة وإستدراج وخداع بعض الطيور إلى حتفها الأخير بسبب ضآلة عقولها، لكنها لم تستطع أن تخدع الريح... أو الضوء... أو الشعب!
abdulla@faris.com