آخر الاخبار

سجناء العراق بين جدران الموت والإعدامات الطائفية ... بلا قيود تفتح ملف المجازر الصامته مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030 ماذا يعني تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية؟

الصحفي والمخبر ولعبة المتاهة..!
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 15 يوماً
الخميس 07 أغسطس-آب 2008 10:58 م

كالفراش المبثوث وكالعهن المنفوش ينبث رجال الأمن القومي" المخبرين الجدد" في أوساط المثقفين وخصوصا الصحافيين والكتاب ، مدججين باعتقاد مفاده أن الصحفي يمتلك معلومة هامة، غير أن غباء القومي يتجلى حين يمارس لعبة خطرة مع صحافي "ملاوع" ومحترف، إذ أنه سيدخله في لعبة المتاهة المشبوكة بالشك ، والتشتيت وعدم اليقين ، وهواجس المؤامرة المتوهمة.

لكن خطورة ذلك أيضا تنعكس سلبا على صانع القرار الذي يبني خطابه وسلوكه السياسي على معلومة هشة ، ومموهة في الغالب، وعليها أيضا يصنع سيناريوهاته ، ويهندس سياساته، مما ينشأ عنه ارتباك في أداءه.. ويعرقل تقدم المجتمع بعيدا باتجاه سلبي معاكس لما يفترض أنه الأصوب ، والأجدى ..وبالتالي تكون ردة الفعل الأمنية والعسكرية خارجة عن وظيفة وجودها الحقيقية التي كان من المفترض أن تؤديها، فيختلق خصوم مفترضين ، أو محتملين، لم يدخلوا النظام السياسي يوما قاموس تفكيرهم .

المخبر كالسياسي : تنبؤي ..يعيش يقضة الاحتمالات وهواجس التوقعات وخيال المؤامرات، فيما الصحفي أو الكاتب ، مثقف ، لا يحتكر المعلومة الصحيحة أو القريبة إلى الصحة ، ويشترك مع القومي بأنه يبحث عنها لكنه يختلف عن القومي في أنه يقوم بضخها كما هي ومن اين وجدها، وبالتالي يقوم بتحليل تلك المعلومة ، وربطها وفق معطيات موضوعيه توفرت لديه، وهنا يُعنصر الصحفي أو الكاتب من قبل المخبر ، ويصنف سياسيا وتراقب حركته ، ويدخل دائرة الاهتمام الأمني ، والاستقطاب المركز ، وكل ما يكتبه معلومة هامة، ولها أساس ، ولأنه قومي غوغائي محكوم بوعي العادات وحكاوي الجدات والأمثال فإنه يؤمن بالمثل الشعبي المشهور " ما كليمه إلا من كلام" ، وبذلك تكثف الرؤية الضبابية ذاتها في تفكير القومي وتتعدد مراقبته ..وتتسع دائرة الخصوم والأعداء المفترضين والمحتملين ، ويبدو في النهاية جهاز معطل وخطير على النظام السياسي الحاكم ذاته، إذا يوسع من أعداد ضحاياه، وتزداد دائرة الخصوم وخصوصا النخب الفكرية والثقافية المؤثرة مجتمعيا والمشكلة للذهنية الجماهيرية، لتزداد نبرة التحريض المكثف ضد استبدادية النظام وقمعه بسبب الانتهاكات المستمرة التي طالت البعض ، بفعل شكوك وأوهام لدى القومي الذي أدخله الصحفي دون قصد ربما دائرة المتاهة ، لينتهك الحقوق والحريات بدافع وجود احتمال ما يستحق أن يقمع، أو تحت حجة أداء واجب وطني ، وربما دوافع سياسية ، دعمتها شبهة أو معلومة أنتجها هو ، التقطها ليشرعن الاعتداء والانتهاك.

إنها متاهة خطرة، فالصحفي ليس مصدر معلومة خام، قد يكون هو أيضا واقع في متاهة مزدوجة ، إذ ينشر إشاعة مظللة بثها المخبر المدجج بأيدلوجيا المؤامرة المحاكة لتحقيق هدف سياسي في نفس يعقوب..!!

غير أن الصحفي قد يكون أكثر مصداقية ، لأنه علني الطرح وذلك حق له ، وما يكتبه لا يحتكره ، وبالتالي فهو مشاع وقابل للأخذ والرد ، لكن الأمن القومي ، إشاعي ومصدرا لمريج المعلومة التي لا تمثل الحقيقية فيها نقطة صغيرة لدس السم في العسل.