لغة المسند واجبنا اليمني
بقلم/ د.عارف عبدالرزاق دحوان
نشر منذ: 9 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 21 فبراير-شباط 2024 05:33 م

تنساب كلمات الحكمة والعرفان كالنسيم العليل في لغة المسند، تحمل معها أعماق الزمن وثراء الحضارة. في هذا الفضاء الذي يعتليه تراثنا العريق وتاريخنا العظيم، نتوجه نحو رحلة استكشافية ممتعة ومثيرة، لنستكشف سحر اللغة التي تعبر عن أصالتنا وهويتنا.

يجب علينا جميعا كيمنيين كل اليمنيين ان نتحدث باللهجة اليمنية القديمة لغة المسند بالصوت والنطق والكتابة في اليمن. في حين أن العديد من الدول الأوروبية تتحدث لغتين أو ثلاث لغات رسمية في البلد الواحد، لماذا لا يتحدث اليمنيون اللغة القديمة؟ بعض الدول العربية و الإقليمية قد اتخذت قرارات بتعليم اللغة الصينية وغيرها في المدارس. فلماذا لا يتم تشجيع اللغة اليمنية القديمة بنفس القدر؟

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الدول الأوروبية والدول العالمية لديها العديد من اللغات الرسمية المعتمدة في البلد الواحد، مما يظهر أهمية التنوع اللغوي والثقافي والتعددية في العالم اليوم. ومع ذلك، يبدو أن هذه الظاهرة غير متوفرة بنفس القدر في اليمن، حيث تفتقر اللغة اليمنية القديمة إلى الدعم والتشجيع اللازمين للحفاظ عليها. يجب علينا الدعم والتشجيع للحفاظ على اللغة اليمنية القديمة من خلال تقديم أمثلة على السياسات التي يمكن اعتمادها لتعزيز اللغة في المجتمع، مثل تضمينها في المناهج المدرسية أو تنظيم فعاليات ثقافية تعزز استخدامها.

اللغة اليمنية القديمة لغة المسند تشجيع الناس على استخدمها يمكن أن يسهم في المحافظة على الهوية الوطنية والثقافية واللغوية في اليمن. فاللغة هي جزء أساسي من الهوية الوطنية والثقافية، والحفاظ عليها يسهم في تعزيز الانتماء والوحدة الوطنية بين الناس. كما يمكن للاهتمام باللغة القديمة أن يعزز التنوع الثقافي ويحافظ على تراث البلاد للأجيال القادمة.

ويمكن أن تلعب اللغة المسند دورًا هامًا في حماية اليمنيين وثقافتهم من الأفكار الدخيلة على مجتمعهم، حيث تعمل على تعزيز الانتماء والهوية الوطنية والثقافية، وتعزز الوعي بالتراث والقيم والتاريخ التي تميز الثقافة اليمنية وارثها الحضاري.

الاهتمام بالتراث الحضاري والتاريخي لليمن هو هدف قومي لكل شخص يمني، إذ يعتبر هذا الإرث جزءًا لا يتجزأ من هويتهم وتاريخهم، ويسهم في بناء الوعي الوطني وتعزيز الانتماء والوحدة إلى الوطن حيث يلعب كل فرد دوراً حاسماً في تحمل مسؤوليته تجاه تاريخ بلده وثقافته.

تعتبر الحكومة اليمنية والمؤسسات الثقافية اليمنية أساسية في دعم الجهود الرامية للحفاظ على التراث اللغوي والثقافي في اليمن. فمن خلال توفير الدعم المالي والتنظيمي للمبادرات الثقافية والتعليمية، يمكن تعزيز اللغة القديمة وثقافة اليمن ونقلها إلى الأجيال القادمة. تلك الجهود تشمل إطلاق حملات توعية وتثقيفية، وتنظيم ورش عمل ومحاضرات، وتقديم دورات تدريبية لتعلم اللغة القديمة واستخدامها بشكل فعّال في الحياة اليومية وفي الفنون والأدب. إلى جانب ذلك، يمكن للحكومة والمؤسسات الثقافية دعم الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية التي تسهم في فهم أعمق للتراث الثقافي ولغته، وهذا يساهم في تعزيز الهوية الثقافية لليمن والمحافظة عليها.

وينبغي أيضًا أن يتم اعتماد لغة المسند كلغة ثانية رسمية في الجمهورية اليمنية من خلال قرار رئاسي، مما يعزز مكانتها واستخدامها في جميع المجالات الحيوية والإدارية، ويسهم في ترسيخ الهوية الثقافية واللغوية لليمن.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي استخدام لغة المسند في التعليم، حيث يمكن تضمينها في المناهج الدراسية وتقديم دورات تعليمية مخصصة لتعلمها وتعليمها في المدارس والجامعات، مما يسهم في نشرها وتعلمها بشكل أوسع وتعزيز مكانتها كلغة رسمية في اليمن.

ويمكن للحكومة والمؤسسات الثقافية أن تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز اللغة اليمنية القديمة وثقافة اليمن. ينبغي على الحكومة اتخاذ إجراءات عملية لتشجيع استخدام اللغة القديمة في القطاعات العامة والخاصة، بالإضافة إلى تضمينها بشكل متكامل في المناهج الدراسية وتقديم دورات تعليمية لتعلمها بشكل فعال.

وينبغي أيضًا تعزيز الأبحاث اللغوية والثقافية حول اللغة اليمنية القديمة، ودعم المشاريع الثقافية التي تسلط الضوء على تاريخها وأهميتها. إلى جانب ذلك، يمكن تنظيم فعاليات ثقافية تعزز استخدام اللغة اليمنية القديمة وتشجيع الناس على التواصل بها في الحياة اليومية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يُعتبر تعليم اللغة اليمنية القديمة جزءًا أساسيًا من النظام التعليمي في اليمن، ويجب توفير الدورات التعليمية اللازمة لتعلمها بشكل شامل وفعّال في المدارس والجامعات والمنصات التعليمية.