فوز حماس... شرخ في جدار المخابرات
نشر منذ: 18 سنة و 9 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 21 فبراير-شباط 2006 05:20 م

تصاعدت حدة المواجهات الداخلية في 'إسرائيل' بعد الفوز الساحق لحركة المقاومة الإسلامية [حماس] في الانتخابات الفلسطينية, ووصلت الخلافات لحد تبادل قادة أجهزة الأمن والمخابرات الاتهامات حول دور كل منهم في رسم صورة خاطئة بشأن مستقبل حركة حماس.

موقع 'نيوز فرست كلاس' العبري الإخباري أورد تقريراً حول الاتهامات المتبادلة داخل أروقة جهاز المخابرات العسكرية 'الإسرائيلي' [ أمان] بشأن فوز حماس وانهيار كافة التصورات والتوقعات 'الإسرائيلية' بهذا الشأن.

أشار الموقع إلى أن معلومات مؤكده وصلت لمراسله 'يوسى عبادي' حول تبادل أتهامات بين رئيس شعبة الأبحاث بالمخابرات العسكرية ونائبه يتهم كل واحداً منهم الآخر بأنه كان يقدم تقارير خاطئة حول حتمية فوز حركة فتح في الانتخابات.

وتساءل مراسل الموقع: هل انتصار حماس يعتبر فشلاً إستراتيجيًا للمخابرات 'الإسرائيلية' عشية الانقلاب 'الأخضر' الذي قادته حركة حماس وقفزها على مقاليد السلطة في الأراضي الفلسطينية؟

وتابع حديثه بالقول : صباح أمس قام قادة المخابرات العسكرية 'الإسرائيلية' ليجدوا أنفسهم في مواجهة إنتقادات جماهيرية جارفة نظراً لفشلهم الذريع في توقع فوز حماس الساحق.

وقال 'يوسي عبادي' : فقط قبل عدة أسابيع خرج كبار قادة [أمان] ليؤكدوا للجماهير 'الإسرائيلية' أن لديهم إعتقاداً سائدًا وراسخًا بشأن صعوبة ـ بل استحالة ـ فوز حماس؛ وأنها لن تحصل على سوى ما بين 30 % إلى 40 % من الأصوات في الانتخابات.

وأكد مراسل الموقع أن العقيد 'زوهر بلاتي' أحد مسؤولي المخابرات العسكرية صرح في يوم 24-1-2006 أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن كافة استطلاعات الرأي التي جرت داخل السلطة الفلسطينية تتحدث عن فارق شاسع يصل من 2إلي 10 % بين فتح وحماس, وسخر 'يوسي عبادي' من تصريحات العقيد وقال أن 'رائحة التفاؤل كانت تفوح من أقواله لكن خاب الظن'، كما أشار إلى أن تلك التصريحات تضمنت تقديرات جهاز المخابرات العسكرية [أمان] النهائية والتي أكدت وبشكل قاطع لايقبل التأويل أن الفارق سيكون لصالح حركة فتح وبنسبة تصل إلى 7%.

وعلم المراسل أن هناك خلافات شديدة داخل أروقة جهاز المخابرات 'الإسرائيلية' بشكل عام حيث إن فوز حماس يعد بمثابة فضيحة لفشل هذا الجهاز في التنبؤ مسبقاً بهذا الانقلاب الأخضر .

وقال أن الأمر وصل إلى تبادل الاتهامات بين كافة القادة واتهام أطراف بعينها خاصة المستوى الخاص بجمع المعلومات وتحليلها وهو القسم الذى يتولى مسؤوليته العقيد الذي يرمز له بالرمز [ ع ] حسبما أكد ضباط كبار من داخل الجهاز ذاته.

وقال إن الانتقادات التي طالت القيادات العليا في المخابرات العسكرية تتسع شيئًا فشيء كما تم توجيه انتقادات من قبل ضباط كبار لما وقع من فشل ذريع من قبل [أمان].

مراسل الموقع قام بتحديد الانتقادات الموجهة من قبل هؤلاء الضباط كالتالي:

-      فشل أسلوب إدارة شعبة الأبحاث بالمخابرات العسكرية

-      الثقة الزائدة وقلة الإعتماد على أسس سليمة

-      التوقعات الخاطئة والتنبأ المغالط لنتائج انتخابات السلطة الفلسطينية

وذكر الموقع أن حملة الإنتقادات طالت ضباط كبار وعلى رأسهم العقيد 'يوسي كروفروسر' ونائبة زوهر بلاتي ونقل المراسل عن ضباط في الجهاز القول أن العقيد 'بلاتي' إعتاد أن يخرج وكله ثقة زائدة ليعطى المسؤولين تقديرات خاطئة ومغلوطة وهو الأمر الذي يعكس مشكلة إدارة شعبة البحث في المخابرات العسكرية.

[ أمان ] أخطاء بالجملة !

أجرى مراسل الموقع حواراً مع ضابط كبير في [أمان] أكد خلاله أن شعبة الأبحاث غضت الطرف عن كافة التحذيرات والأضواء الحمراء والخضراء بشأن احتمالات فوز حماس والتي تصاعدت منذ أشهر طويلة, وقال: 'إن كل شيء كان واضحاً وجلياً وليس خفيًا، ولكن قادة المخابرات غضوا الطرف عن عمد'

وتابع هذا الضابط تصريحات بالقول : 'إن قادة [أمان] اعتمدوا فقط على استطلاعات الرأي الخاصة بتحليل آراء الفلسطينيين وهى استطلاعات من المؤكد أن بها نسبة كبيرة من الأخطاء؛ ولكنهم غضوا الطرف عن شيء هام ألا وهو نتائج الانتخابات المحلية الفلسطينية والتي فازت فيها حماس أيضاً وبشكل ساحق'.

واستغرب الضابط قدرة الجهاز على الخروج بتقديرات أكيدة حول ظواهر مثل تفكك حركة فتح وتشققها في الوقت الذي فشل فيه في الخروج بتوقعات أكيدة حول صعود قوة حماس وسيرها وبخطى واسعة نحو الفوز الساحق في الانتخابات التشريعية.

وقال إن المخابرات العسكرية فشلت وبشكل منقطع النظير في تحليل فوز حماس في الانتخابات المحلية ونقل هذا الفوز ومعرفة مستقبل الحركة بعد هذا الفوز.

وأضاف أن [أمان] لم تضع فى حسابها وتصوراتها التمزق الحاصل منذ فترة داخل فتح وعدم وجود قيادة يسير من خلفها أتباع وأنصار الحركة في الوقت الذي كانت فيه حركة حماس موحدة وتتمتع بتنظيم جماهيري وشعبية ولديها قيادة ثابته'.

مطلوب زلزال لتصحيح الأوضاع !

كما تحدث مراسل الموقع مع ضابط آخر في المخابرات العسكرية أكد في سياق تصريحاته أنه ليس السلطة الفلسطينية وحدها التي تحتاج زلزل ولكن المخابرات 'الإسرائيلية' كذلك تحتاج لزلزل شديد لأنه قد حان الوقت الآن لتغيير الأوضاع وتعديل أساليب العمل وذلك للحيلولة دون وقوع أى أخطاء إستراتيجية أخرى داخل المخابرات.

القات يتحول إلي مثير جنسي بالسعودية ويتسرب لجلسات المثقفين
مشاهدة المزيد