مساعدات عسكرية أميركية لأوكرانيا تتجاوز 62 مليار دولار لماذا انهارت قوات الأسد على هذا النحو السريع؟ مأرب الأولى في عدد حالات النزوح داخليًا لعام 2024 بايدن يصدر عفوًا عن نجله المتهم بالتهرب الضريبي وحيازة الأسلحة رابع دولة تدرج الحوثيين في قائمة الإرهاب والشرعية ترحب ''نهب عيني عينك''.. نائب في برلمان صنعاء يُفند قانون الحوثيين الجديد الخاص بصرف المرتبات ويكشف عن ثغرات كارثية والتفاف على حقوق الموظفين . اتفاقية عربية غير مسبوقة في مصر تشمل سوريا تقدمات جديدة ..و معارك عنيفة تشهدها حماة السورية مقتل وإصابة 14 مدنيًا جراء قصف ميليشيا الحوثي على الأحياء السكنية في تعز أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني اليوم الثلاثاء
إعادة تحقيق الوحدة اليمنية هدف عظيم ناضل من أجله كثيرون وبذلوا جهوداً جبّارة في هذا المضمار ، وقد شاءت قدرت المولى عز وجل أن يتحقق هذا الهدف النبيل في 22 مايو 1990م ، ونحن نعيش ذكراها الـ20 ما هو الأثر وما هي النتائج والمخرجات التي تحققت خلال عقدين من الزمن من عمر الوحدة المباركة.
معنا في هذا الحوار الأستاذ صالح ناصر عبد الله نصران عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وأحد المناضلين الذين كان لهم شرف خوض النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني ، وهو أحد الشخصيات الفاعلة في المسار الوحدوي وكان له شرف المشاركة في أول مجلس نيابي موحد على مستوى الوطن اليمني الكبير ، يحدثنا عن هموم ومعانات الوطن والمواطن ومعوقات النتائج الإيجابية التي قامت الوحدة من أجل تحقيقها ..
حاوره: أحمد طلاّن
= عشرون عاماً مضت على توقيع اتفاقية الوحدة المباركة كيف ترون النتائج ؟
في البداية أشكركم لإتاحة لي هذه الفرصة للحديث حول هذه المناسبة التي كانت يوم إعلانها قد حظيت بالتأييد الواسع وبالذات من قبل الذين قد كان لهم ولآبائهم من قبلهم تضحيات جسام عبر منعطفات وأحداث نضالية على مر عقود طويلة من الزمن ولا شك أن الآمال والطموحات التي كانت منتظرة تحقيقها بعد أن أصبح الوطن كبير عدداً ومساحة وثروة ، والآن نرى أن النتائج التي ظهرت منذ 22 مايو 1990م وحتى الآن لم تقنعني ولا أعتقد أنها تقنع الأغلبية في الساحة الوطنية بأنها تساوي شيء من طموحات وتطلعات الناس التي كانوا يرجونها بعد قيام الوحدة ، بل بالعكس قد فقدت كثير من المزايا التي كان يحصل عليها المواطن في كل شطر قبل الوحدة ومن أهمها الأمن والاستقرار وإنهاء النزاعات القبلية وانعدام الثأر وبالذات في المحافظات الجنوبية وغير ذلك كثير.
= كيف تقيّمون الموقف الرسمي للحزب الاشتراكي اليمني تجاه بعض قياداته التي تطالب بفك الارتباط ؟
الموقف الرسمي للحزب الاشتراكي حول الوحدة وما يمارس باسمها من قبل النظام ومواقع أخرى نتائج ذلك مضرة بالوحدة ، ما يمارس من قبل الآخرين كرد فعل لما تمارسه السلطة من أخطاء وتجاوزات عملياً وعلى أرض الواقع يقود في النهاية إلى عواقب أكبر مما يتوقع ، أما موقف الحزب الاشتراكي من كل ذلك محدد في برنامجه السياسي وقرارات هيئاته العليا والمحلية وأعضاء الحزب كأفراد من ضمن أبناء الشعب وعليهم واجبات نحو وطنهم ومواطنيهم ولهم حقوق ، ومن قام بواجباته الوطنية فله الحق أن يطالب بحقوقه بما فيها الحقوق السياسية ، وعند ارتكابه أخطاء خلافا للقانون يكون مسئولاً عن أخطائه كفرد وليس كعضو حزب أو منظمة أو قبيلة أو أسرة.
= هل تغيرت قناعات الحزب الاشتراكي اليمني تجاه ثوابته السابقة بشأن وحدة الإقليم اليمني؟
قناعات الحزب كما أوضحته في الإجابة السابقة مثبّتة في وثائقه وأدبياته التي يمارس أعماله داخله ومع الآخرين على مستوى الوطن وعلاقات مع الآخرين من خارجه ، ولا شك بأن الحزب عند عقد كل مؤتمر له يعمل على تقييم كافة الممارسات بين المؤتمرين ويضم نتائج المرحلة الماضية كمؤشر لوضع أسس للمرحلة القادمة بحيث يتم وضع أسس لتعزيز ما هو إيجابي ومعالجة سلبيات المرحلة السابقة إن وجدت.
= هل يعلق الحزب الاشتراكي اليمني آماله على مخرجات فعاليات الحراك الجنوبي لإعادة دولته في الشطر الجنوبي من الوطن؟
الحزب الاشتراكي ومن خلال التضحيات الكبيرة والسير نحو الوحدة على مدى عقود قبل يوم 22 مايو 1990م وأول خطوة قبل الاستقلال أوجد حركة النضال في كل إمارات ومشيخات الجنوب وبعد الاستقلال 23 كيان كان في الجنوب وإقامة دولة موحدة ثم واصلوا نضالهم أبناء الجنوب وكانت وحدة كيانات الجنوب بعد الاستقلال والسعي الدائم لتحقيق وحدة الشطرين ما كان ذلك كله في نظر المناضلين داخل الأحزاب والمنظمات في الشطرين عموماً إلاّ خطوة على الطريق نحو الهدف الأكبر ولا سيما نحو إقامة الوحدة العربية وشمله تحت علم ونشيد ومؤسسات للوطن العربي ، والحزب لا يعلق أي آمال على أي طرف يريد أن يعالج الإختلالات القائمة حالياً في اليمن بالعنف والقوة سواءً من جانب الحراك أو السلطة أو غيرهم والشعب كله في الوطن غير مطمئن بوجود دولة تضمن له أمنه وكل حقوقه.
= هل هناك مطالب خاصة بأبناء المحافظات الجنوبية تبرر لهم حق المطالبة بالانفصال وما هي أبرز تلك المطالب؟
أبناء الجنوب سلموا أنفسهم وسلطتهم وأرضهم بما عليها من مؤسسات وأموال وجيش وإمكانياته وأمن ومال ومعادن تحت الأرض وفوقها وكل ذلك كان تحت يد دولة الجنوب من بعد الاستقلال إلى عام 1990م ، سُلّم من أجل إقامة الوحدة وأصبحت يد أبناء الجنوب خالية من كل ذلك وهُمّشوا من أول سنة بعد الوحدة سواءً الذي كان في السلطة السابقة في الجنوب أو الذي كان خارج السلطة وبدأت الإشكاليات أمام أبناء الجنوب من أول عام لقيام الوحدة ، واشتدت الأزمة وبادر الحزب ووجه دعوة لكل القوى والفعاليات السياسية والمدنية وتمت الإجابة من قبل الكل وشكلت لجنة حوله استمرت لأشهر عديدة ، وخلصت إلى توقيع وثيقة سميت وثيقة العهد والاتفاق ووقع عليها الجميع في الأردن وأنا والزميل حسين شرف الكبسي أعضاء في هذه اللجنة ممثلين لمنظمة مناضلي الثورة اليمنية ، إلاّ أن هذا الجهد وهذه الوثيقة لم تمنع حدوث ما كان يراد للوحدة أن تصل إليه خاصة حرب 1994م وحطمت الوثيقة وحطمت الوحدة في النفوس وعلى الأرض ورغم ما حصل طالب الحزب بمعالجة آثار الكارثة ورفع شعار (تصحيح مسار الوحدة) وأقر هذا الشعار في برنامجه السياسي وأتهم الحزب برفعه هذا الشعار بأنه انفصالي ولم تتم الاستجابة ، والآن خرجت الأمور إلى حد كبير من يد السلطة والمعارضة على حد سواء وأصبح الشارع هو الذي يقود السلطة والمعارضة وليس هي التي تقوده ولا السلطة منتظمة وتستطيع تنظيم الشارع وتقوده ولا المعارضة موحدة ومنظمة من أجل تستطيع توحد الشارع وتنظمه ونسأل الله الخراج من ما نحن فيه.
= هل تعتقد أن استجابة السلطة لتحقيق هذه المطالب يغني عن المطالبة بالانفصال أو فك الارتباط؟
الشعارات المتعددة التي ترفع الآن ما جاءت إلاّ بعد أن رفعت العشرات من المطالب والشعارات التي تطالب بالحصول على الشئ اليسير من الحقوق الفردية أو العامة للجنوب وفي إطار الوحدة ومن ضمن تلك المطالب مطلب الحزب وأنصاره وبعض القوى الوطنية شعار (تصحيح مسار الوحدة) ولم ينفذ حزب السلطة -إذا كان للسلطة حزب ـ أي شيء من ذلك ولا السلطة على استعداد حتى الآن تنفيذ ذلك، وفي هذا اليأس الذي تولد عند أبناء الجنوب بكل توجهاتهم أصبحت الأمور تسير في هذا الاتجاه سواءً منهم من يرفع هذا الشعار علناً أو من يحرض على رفعه سراً.
= ما هو مستقبل الحراك الجنوبي فيما لو استمرت السلطة الحاكمة في تجاهلها للمطالب العادلة للحراك؟
تجاهل السلطة لما هو قائم في الجنوب واختيار مواجهته بالقوة رغم أنه لا زال يرفع شعار النضال السلمي ويمارس هذا لشعار على أرض الواقع ويتعرض للعنف من جانب السلطات وكذلك ضعف دور المعارضة في لعب دورها داخل الوطن وخارجه من وضع الحلول التي تعطي الحقوق المستحقة في كل النواحي وإعادة الاعتبار لكل من تم تهميشه وعزله وإقصاؤه سواءً كانت تلك الحقوق فردية أو جماعية وفي الجوانب جميعاً (اقتصادية واجتماعية وسياسية وتاريخية) ، وإذا لم يتم ذلك في تقديري أن المستقبل للوطن كله بما فيه الكل سلطة ومعارضة وحاكم ومحكوم يمشي من نفق إلى نفق أضيق وفي النهاية خسارة الجميع وسوف يدمر ما بقى من جميل إن باقي شئ جميل سواءً على الأرض أو داخل الإنسان.
= كيف تقيم الوضع الحالي للحراك الجنوبي في ظل تعدد الرايات والاتجاهات الحراكية؟
الأخطاء المتراكمة القديمة التي كانت قبل الوحدة في كل شطر على حده وكان عند الكل آمال كبيرة بأن الوحدة سوف تعالج تلك الأخطاء ، أتضح لدى الناس بأن القائمين على رأس النظام بعد الوحدة غير قادرين على وضع الحلول بل سلوك السلطة قد أضافت أخطاء وتراكمات جديدة أخطر وأصعب على من يريد حلها من أخطاء الماضي ، أما تعدد الرايات والاتجاهات التي نراها ونسمعها شيء طبيعي وقد مرينا بها أيام نشوء الحركة الوطنية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي للعمل الوطني وكانت هناك عدد من التنظيمات والجمعيات والأحزاب وكلاً كان له اتجاهه وشعاره وصحيفته وكلاً لعب دوره حسب اتجاهه وشعاره ومن ذلك الجمعية العدنية ورابطة أبناء الجنوب كأول تنظيم وحدوي على مستوى الجنوب والنقابات وحركة القوميين العرب والناصريين وغيرهم ، وأنا شخصياً أنصح كل من يريد العمل السلمي السياسي أن يبحث عن أقرب المكونات له في برنامجه ومنطلقاته ويتخذ منه تجنباً للصراع بين المكونات السياسية.
= كيف ترد على من يتفاخرون برفع الأعلام غير الوطنية ويرحبون بعودة الاستعمار البريطاني من جديد؟
الذين كانوا يقاتلون حركة التحرر العربية في كل الوطن العربي ومنه اليمن شمالاً وجنوباً سوف يظلون متربصين وراغبين لو أتيحت لهم فرصة تاريخية من جديد أن يعيدوا التاريخ إلى الوراء وهم على استعداد أن يطبعوه بطابع العصر شكلاً وفي الجوهر يمارسون على الشعب أسوأ مما كان يمارسه الاستعمار في الجنوب والإمامة في الشمال وقد يكون شئ من هذا يمارس الآن على أرض الواقع.
= هل تعتقد أن هناك أياد خفية تحرك القضية الجنوبية في الاتجاه المعاكس لمصلحة الوطن والمواطن؟
العالم اليوم أصبح أقل واصغر من مدينة في الماضي والمصالح تداخلت من خلال التفاعل عن قرب بين الدول والمنظمات الدولية وبالتالي فالمصالح للأفراد ذوي الإمكانيات والنفوذ والدول والشركات في اعتقادي أنها سوف تحاول التدخل في ما تراه ضروري لحصولها على مكانة أو مصالح وحماية ما قد حصلت عليه وتقديم الدعم من قبل أي طرف خارجي يكون للدولة في الشكل ويذهب إلى جيوب أفراد أو أحزاب ليس حرصاً على حماية اليمن وتطوره بل من أجل مصالح من يقدم ذلك.
= هل تشعر بأهمية وجود الحزب الاشتراكي اليمني في إطار اللقاء المشترك؟
أنا أذكر في إطار المكتب السياسي وأنا كنت عضو فيه بفكرة قيام تكتل معارضة يضم أكثر من حزب ، هي الوسيلة من أجل تضافر الجهود من أجل السير نحو التغيير ولفترة طويلة والموضوع يناقش في إطار الهيئة المركزية وكان الشهيد المرحوم جار الله عمر هو صاحب الفكرة وهو المكلف بالتواصل مع الآخرين لطرح الفكرة ، وبعد حوارات ونقاش طويل تم تجاوز كثير من الشكوك وعدم الثقة التي كانت سائدة حينها بين الأحزاب المتوجهة نحو إقامة اللقاء وخاصة الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للإصلاح وفي الأخير تم الوصول إلى ذلك الهدف كوسيلة لوحدة نضال مشترك ولذلك فهو صاحب الفكرة واعتقد بأنه سيظل العامل المحوري في إطار اللقاء المشترك، الشرط الوحيد لإنجاح اللقاء هو الهدف والشفافية في العمل نحو تطبيق ما في الوثيقة الموقع عليها من الجميع.
= ما هو تقييمك لدور اللقاء المشترك في العملية السياسية؟
دور أحزاب اللقاء المشترك أقل بكثير مما كان متوقع ومرجو منه عند إقامته لأن طموحات الأمة كبيرة وكان الأمل في اللقاء المشترك بأن يعيد لها ما فقدته بعد التدمير الذي حصل للوحدة والوطن في حرب 1994م ، ويلاحظ بأن أحزاب اللقاء المشترك تتجه نحو تكوينات أحزاب النخبة ويبتعد شيئاً فشيئاً عن الأعضاء والأنصار والمجتمع بشكل عام.
= كيف تنظر إلى دور الحوار الوطني ورؤيته للإنقاذ وهل يمكن التفاؤل بنتائج إيجابية في هذا الاتجاه؟
هي ظاهرة مرغوب فيها، ومنها يمكن البحث عن الأرضية والقواسم المشتركة بين المتحاورين بهدف التوافق حول برنامج مرحلي ويختبروا قدرت بعضهم البعض في السير على طريق واحد للوصول إلى إنجاز ما تحدد للمرحلة الآنية وبعد تقييمه سيتضح لهما من هو القادر على الاستمرار ومن غير ذلك.
سيرة
الاسم: صالح ناصر عبد الله نصران.
من مواليد عام 1939م بيحان ، عسيلان ، محافظة شبوة.
العائلة: أسرة فلاحية.
متزوج وله ثمانية من الأولاد: أربعة ذكور وأربع إناث.
خلال تواجده في أرض المهجر وفي عام 1959م ساهم في تكوين منظمة سرية هدفها إسقاط النظام الإمامي.
تحمل دور قيادي أثناء فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب.
نفذ مع عدد من زملائه عدة عمليات فدائية في بيحان وفي أثناء تنفيذ أحدها تم اعتقاله مع عدد من زملائه في عام 1966م .
بعد سقوط إمارة بيحان في تاريخ 9/9/1967م تحمل المسؤوليات التالية:
- رئيس محكمة عرفية.
- نائب مدير عام مديرية.
- مدير عام مديرية.
- رئيس محكمة الشعب في المحافظة.
- سكرتير رقابة شعبية عامة.
- مدير عام الزراعة في محافظة شبوة.
- أسس مع آخرين منظمة مناضلي حرب التحرير قبل الوحدة في الجنوب.
- عضو مجلس النواب للأعوام 1990م ـ 1997م.
- عضو في اللجنة التحضيرية لقيام منظمة مناضلي الثورة اليمنية ، وعضو في مجلسها العام ، ورئيس فرعها في محافظة شبوة.
- عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني للأعوام 1994م ــــ 2005م.
- عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني من عام 1993م وحتى الآن.
-أحيل للتقاعد في عام 2000م برغم رغبته في تقديم الكثير من النشاط والعطاء في مجال عمله.