توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز تخرج عن صمتها وتوجه دعوة للحكومة والمجلس الرئاسي
أخيراً , فاق رجال أعمال تعز , وعرفوا أن مدينتهم تعيش مأساة , وسكانها يُعاقبون .
هل كانوا في تعز طيلة هذه الفترة , أم نيام كأهل الكهف ؟
لا أعتقد أن سمعهم متدهور إلى درجة فقدان الإدراك الكلي بما يدور , أو أن أذانهم لم تعد تؤثر فيها سوى أصوات المدافع , و الانفجارات, التي جعلتهم يهرولون , للبدء في وساطة ؟
الأمر لا علاقة له بحاسة السمع إطلاقا , بل بحاسة الإحساس . كثير من أبناء تعز فاقدو لهذه الحاسة .
شباب المدينة قتلوا , احرقوا , ضربوا وأهينوا , داستهم "البيادات ", وجرفت جثثهم الجرافات المصنّعة للتعامل مع الأحجار, لا البشر , وهم في صمت مقرف , وحين بدأت القذائف " تزعجهم " فقط في دويها , قدموا لإخمادها , خوفاً على سكينتهم .
سنفترض, أنهم كانوا يقضون إجازتهم في مدن أوروبية , ولم يسمعوا بـ" هولوكست ساحة الحرية " . لم تصلهم أخبار الحصار الخانق على المدينة , ولم تشاهد أعينهم , أكوام القمامة , التي حارب بها النظام أبناء مدينتهم لأنهم خرجوا للمطالبة بحرية , ستعتقهم أيضا من حاكم مبتز .
سنفترض كل شئ , ففي بلد مثل اليمن , هناك كثير من المغمى عليهم , والمنّومون إجبارياً .
كثيرون اُنتزعت ألسنتهم , وأكثر منهم , تخلّوا عن إنسانيتهم إرضاء لحاكم مستبد , وخوفاً من بطشه .
مساء الاثنين , بث الإعلام الرسمي خبرا يقول أنه تم التوصل إلى اتفاق لـ" إنهاء المظاهر المسلحة التي تعيشها تعز حالياً والتي أثرت على أجواء الأمن والاستقرار في عموم المحافظة وفي مدينة تعز بشكل خاص" , حسب ما جاء في تصريح لمصدر في السلطة المحلية .
في تعز مصدر محلي ظريف جدا . يفعل ما يأمره مدير أمنها , ويتناسى أن أفراد وجماعات , مازالت تعيش في المدينة رغم القصف , ولا يمكن خداعهم .
قال المصدر :" وبناء على هذا الاتفاق فإنه يمنع منعاً باتاً التجول بالسلاح اعتباراً من الساعة التاسعة من مساء اليوم الاثنين 13 يونيو الجاري 2011م. وأنه سيتم تنفيذ حملة أمنية واسعة في عموم المحافظة لضبط كل من يتجول بالأسلحة ومصادرتها " .
منذ الساعة التي حددها المصدر الساذج ,زاد سعار القصف , كانت الدبابات هي التي تتجول فقط في شوارع تعز . لم نعلم أن قرار قد صدر باعتبارها من وسائل نقل الركاب في المدينة , ولم تعد من الأسلحة الثقيلة . القذائف كانت تهز أرجاء المدينة , وكأن قوات التحالف قد اكتشفت أن القذافي وكتائبه يختبئون في " باب موسى " , وليس " باب العزيزية ".
لم يرعبني صوت القذائف تلك الساعة , بل زاد من بهجتي . ذهب أعيان وتجار تعز إلى قيران , وكأنهم لا يعرفونه .
لا يعرفون أنه يدهس القوانين والأعراف والوساطات والبشر تحت عربات أطقمه ,وبيادات أفراده . وقّع لهم على " وساطة " من عشرة بنود , وكأنه مغلوب ,في وقت كان على الوسطاء أن يدرجوا " محاكمته" كأول بند .
سيتملص قيران من كل اتفاق . ربما يطلب في الأيام القادمة , من قيادات المشترك التواصل مع عبد اللطيف الزياني أمين عام دول الخليج , وتوسيطه , لإحياء وساطة رجال أعمال تعز , وربما يفكر في محاصرته , كما فعل من أقاله من عدن , وأوفده إلى تعز .
القتلة لا أمان لهم , أوغاد . على رجال أعمال تعز أن يدركوا ذلك . أن يعوا أن " الفندم سحاوق" , الذي لا يساوي شيئاً , يستخف بهم , سيتخذ منهم دروع , ويواصل ممارسة هوايته في القتل والقصف . هو لا يعيش دون أن يقتل .
لم يقدم رجال الأعمال , والوجاهات , لتعز أي جميل بوساطتهم . كل ما فعلوه أنهم جعلوا لقيران " قيمة ".خطب ود سفاح يزيده غباءً و عنجهية . وهو ما حدث بالفعل . توجه قيران مساءً نحو مداخل " شرعب " ليغزوها . هذه المديرية مّرغت أنفه في الوحل , حشد لها كل القوات ليلاً ليقصفها . يريد قص المخالب التي وصلت الى رقبته , وجعلته مذعورا ,داخل إدارته , ويحتمي بدبابة , ومئات الشوالات من " المتارس الترابية " .
رؤوس أموال تعز , خانوها كثيراً حتى اللحظة . خذلوها , وكانوا سيرممون جرحها, لو أنهم وقفوا صفاً واحداً مع شبابها , ضد آلة قتل أسمها عبد الله قيران . كانوا سيكفّرون عن ذنوبهم , لو أنهم ذهبوا للسلطة المحلية , للتفاوض من أجل " عزل "قيران , وطرده من مدينتهم . لا أعتقد أن مطلبهم تعجيزي , وسينّفذه القائم بأعمال الرئيس في صنعاء بلا تردد , إن شعر أن رجال المال أيضا , لا يرغبون بشخص أرهب مدينتهم , وسيقفون , علناً , مع الثورة .
النظام لن يحترم تعز , فيما أبنائها يُوسطون قاتل , ويرجون كرمه . لن يهابهم, وسيواصل النهش في جسدها بمختلف القذائف والطلقات .
على أبناء تعز , ورجال أعمالها , أن يدركوا أن مدينتهم لن تشهد الأمان , وعبد الله قيران , مازال يجلدها بطريقة " بهيمية " ,و يشن حرب نفسية قذرة ضد أبنائها, الذين ينامون على أصوات مضادات الطيران , ويستيقظون على دوي المدافع .
عليهم أن يفيقوا من سباتهم ,ويدركون أن من أشعل عدن سابقا, وفجّر الأوضاع الأمنية فيها , باختلاق مشاكل من العدم , يكرر السيناريو في تعز .
في ثغر اليمن الباسم , كان قيران , يوهم النظام أنه عدن "كلها انفصاليين" , وانه يضبط الأمن فيها . جعل من الناس يحملون السلاح , وينخرطون في صفوف الحراك السلمي , قتل هناك ببرود , حتى صدرت بحقه مذكرة قبض قهري من نيابة عدن .
يا للفضيحة . من يدير أمن تعز , فأر من وجه العدالة !!
صاحب سوابق , يوزع منشورات لسكان احياء المدينة بمغادرة منازلهم , ويوجه أفراده , لاقتحام دكانين المواد الغذائية التي تعود ملكيتها لأشخاص من " سامع " أو " شرعب " , كما فعلوا عصر الاثنين في الجحملية . رجال قيران يبحثون في الثلاجات عن أسلحة !!
تجار تعز , تركوا شباب مدينتهم في الأشهر الماضية , فريسة لوحش . لم يشاركوا في إنقاذ المحافظة بشيء يذكر , فلماذا لا ينقذون ما تبقى منها , قبل أن تتخلى المدينة عن سلميتها , ويجرهم قيران إلى حمل السلاح , والدخول في حرب أهلية , يتمناها ويحلم بها .
الشجاعة ليست تهمة . وإن جاهروا بوقوفهم مع مدينتهم , لن يقطع عليهم النظام معوناته . هو من يحتاجهم , ويقوم بابتزازهم .
" رأس المال جبان " . مقولة قديمة , ولم تعد صالحة في هذا الزمن . في هذا العصر , رأس المال هو من يمتلك أقوى القلوب , وأشجع المواقف . الناس يقولون في تعز " مال " ولا يوجد " رؤوس" . السكوت عن الجرائم, عار , والتاريخ لا يرحم .
خرجتم في وساطة , وشكرنا مساعيكم الحميدة , لإعادة الأمن إلى مدينة لم تعرف الأمان منذ تعيين " قاتل " , مديراً لأمنها . الوساطة التي أذاعها الإعلام الرسمي , خُرقت . و اهتّزت تعز بعنف , ليلة التوقيع, من القذائف , فماذا تنتظرون ؟
تعرفون أن تعز , لا يوجد فيها حالياً سلطة محلية , بل حاكم عسكري هو من يأمر وينهي , فلماذا لا تفوزون بحب أبنائها وتواجهون القاتل بشجاعة .
رأس المال قوي بما فيه الكفاية للإطاحة بأنظمة عظمى , وليس بمدير أمن , انحرف في وظيفته من مهام الضبطية , إلى القتل المجاني .الأمر بحاجة إلى إرادة , وقلوب لا يرعبها " الميري "!!.